هل كان ليلك يا مُعزّي سرمدا
ام كانتا عيناك حقا ارمدا
ام قد تغير كل مألوف لنا
حتى على غير الحقيقة قد بدا
ولقد امر على الطريق تؤفني
وتضيق عن غايات رجلي ما عدا
وكأن بي امشي فلا ادري اذا
ما سرت هل قدمت رجلا او يدا
الطائف المكلوم بث شجونه
فتناوحت فرقا لها ورق الهدا
يا ورق ان أوجست مثلي خيفة
فلتشد ويحك جاهدا فيمن شدا
فالناس لا تنحي عليك بلائم
ولربما لام الفتى ما انشدا
طيف رفيع مربي في غفوتي
ما إن فزعت واذ به قد ألحدا
يا قبر إن تضممه رفقا إنه
قد ضم جنباه الهدى والمسندا
قد كان بازا لاقتناص فضيلة
عفا عن الدنيا كريما زاهدا
من لي بفرد فيه كانت امة
يسعى لها ان قائما او قاعدا
من لي بتحرير لكل قضية
يأسى فيشفي عيها ما اوردا
من للدعاة اذا تفرق ودهم
ثم التقوا في ساحة كانوا يدا
من لي بمن لا تجتويه ضغينة
شهدت له في فضله حتى العدا
من لي بسباق لكل فضيلة
من اجل هذا كان فينا سيدا
جعل القيام وسامه وكلامه ال
قرآن لا تلفيه عن ذا راقدا
من لي بمن واسى الأنام بجاهه
وبماله إن بيته كالمنتدى
هلا رأيتم ذا ندى من جوده
وجهوده ما يستحي منه الندى
ما رام في دنياه ذكرا فانيا
فجزاه في ذكراه ان قد خُلدا
يممت غربا أو ذهبت مشرقا
يتأبينه قد غردا
ما رام زخرفها وطيب مقامها
فجزاه ان عِقد الفضيلة قُلدا
بكت العوالم موته وبودها
لو أنها كانت له منه الفدا
لكنني يا صاحبي لك قائل
حاذر غلواً يجتررك الى الردى
مات النبي وصحبه من بعده
فاعقل قلوصك لاتجز درب الهدى
إن كنت راعتك الغداة فدارها
بالصبر من للصبر يا طول المدى
لا بأس فالأيام جد قصيرة
ولربما تمضي بك الدنيا غدا
ثم الصلاة على النبي محمد
المصطفى خير البرية محتدا