Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


رؤية اقتصادية
المواطن والمواطنة
د/ محمد بن عبدالعزيز الصالح

شعور جميل يطوق الفرد منا ويدفعه الى أداء ما يؤكد ذلك وينميه ويرثه ابناؤنا وبناتنا ونساؤنا الا وهو شعور المواطنة الصادقة,, انه الباعث الاعظم والطريق الاقوم في ان نضع هذا الوطن بدرجة العرض في انفسنا فلا نقبل ان يهان او يخدش او يساء اليه وان نغار على مقدراته وموجوداته وما به من نماء وعز وتطور كغيرتنا على محارمنا.
والوطن يستحق منا ذلك ليس فضلا منا نمنحه له بل واجب يحتمه شرعنا الحنيف وتؤكده عبارات المخلصين وتثبته دوما وثائق خطابية تتشنف به الاسماع وتشرئب لها الاعناق لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
إن الوطن عزيزي القارىء هو حياتنا جميعا بكافة متطلباتها الاساسية والكمالية إن الوطن هو العين الكريمة التي ترانا الشعوب الاخرى من خلالها بما يحويه من اسس واساسات ونهج ومجالات وعيش وخيرات,,إن المواطنة هي التي تجعلنا نحافظ على مظهر هذا الوطن مثل محافظتنا على مظاهرنا الشخصية فلا نقبل ان يتسخ ولا نقبل لعابث او حاقد او حاسد ان ينال منه او يساهم في تشويه وجهه المشرق الناصع.
إن المواطنة الصالحة هي التي تجعلنا نستخدم ونحافظ على مقدرات الوطن بما يكفل استمرار عطائها لسنوات عمرنا وعمر ابنائنا فلا نسمح لمسيء ان يسيء استخدام مقدراته وموجوداته ويحرمنا ان ننعم بها لفترة طويلة.
إن المواطنة الصادقة هي التي تجعلنا نذود عن سمعة الوطن بما نعرفه عنه فلا نقبل ان ندنس سمعته او يدس عليه او على اهله الاكاذيب والاقوال والافتراءات وعلينا ان نذود عن الوطن مثلما نذود عن أنفسنا حتى تصحح الصورة او نهلك دونه ففيهما الشرف الكبير.
إن المواطنة الصادقة هي التي تجعلنا دائما في وضع مثالي يجب ان نكون فيه حتى نصبح القدوة ونعكس الصورة الصحيحة لهذا الوطن الكريم الذي نثق بتقصيرنا الكامل بحقه، صنوف ووصوف لمعنى المواطنة ندركها ونعلمها جميعا ولكننا لا نعمل بها، او القلة فقط يعلمون ويعملون بها فمتى يسمو هذا الوطن في انفسنا ونحن المستفيدون من ذلك, ومتى يحين سداد هذا الدين الذي طال انتظاره من وطننا الكريم فنحن الخاسرون من جحودنا لهذا الوطن ونحن الرابحون اولا من تأصيل هذا المبدأ في انفسنا وابنائنا، ان ذلك مبدأ لابد ان تساهم به كل الجهود الشخصية وجهود الاجهزة المعنية من مصالح ودوائر حكومية واعلامية، والامر يستلزم دراسته دراسة متخصصة اكاديمية يكون عمقها بعمق الوطن المثالي في نفس مواطن اصيل محب غيور معترف بحقه ممتن بما تحقق فيه من نماء وازدهار وتطور.
إن شعور المواطنة بحق لا تحيط به جهود شخصية وان كانت موفقة ولكن القليل في الكثير يضعف فتعميق هذا المبدأ الايماني (حب الوطن من الايمان) يجب ان يكون هدفاً لا نقبل الا ان يتحقق ونراه الهم الذي ينقاد اليه الجميع من اجل ايجاده وتحقيقه فمتى يقترن الوطن بالنفس وتكون الانانية له والتضحية والربح والخسارة من اجله انها امنية بيد كل فرد منا تحقيقها فمتى يكون ذلك اللهم عجل به.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved