** لم يمنع فقدان البصر فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز من متابعة كافة ما يكتب أو يعرض في وسائل الاعلام من صحف أو تلفزة فقد كانت له ألف عين وعين هم تلاميذه الذين سعوا الى جعل شيخهم في لجة المعترك وهو ولاشك من أوحى لهم بذلك بحرصه وبسعيه الحثيث الى مداواة الجروح قبل أن تستفحل,.
** ولم يكن رحمه الله من أولئك الذين يخاطبون الناس وكأنه في شاطىء وهم في شاطىء آخر وبعيد,.
بل على العكس وكما صرح كثير من الإعلاميين الذين كانت لهم مواقف مع الشيخ ابن باز والذين تلقوا توجيهات وملاحظات من فضيلته.
لم يكن ليشعرهم بعظم الخطأ فقط بل كان ينصحهم ويسهل عليهم التراجع عن هذا الخطأ,.
وتلك رأفة وشفقة يحتاجها المخطىء دائما ليجدد في داخله الأمل ببساطة اصلاح اخطائه.
** وتبقى وصايا الشيخ ابن باز للاعلاميين كلمات يلزم ان يذكرها كل من دخل هذه الساحة المؤثرة والتي يلتقي فيها الإعلامي سواء كاتب في صحيفة أو مذيع أو صحفي أو معد برامج أو مسؤول -يلتقي- فيها بعامة الناس بكامل توجهاتهم واختلاف مستويات فهمهم فيلزمه ان يراعي الله كثيرا في أدواته وفي المساحات التي منحت له.
ومن سن سنة حسنة فله أجرها الى يوم القيامة ومن دعا الى فساد وتبعه الناس فإن عليه مثل آثامهم,.
والإعلام هو وعاء فكر ودعوة وتغيير مفاهيم فإن لم يستغل بما هو مفيد ونافع وغير ممل وغير ضار بالبناء القيمي في المجتمع فإنه ولاشك يصبح معول هدم يقوض كثيرا من الأبنية التي شيدها الدين في القلوب.
** لقد اجتاحتني قشعريرة باردة وانا اقرأ وصاياه تلك -رحمه الله- وأحسست من خلال المنبر الإعلامي الذي أتوجه به الى الناس سواء هنا في هذه الزاوية أو في مجلة البنات أو حتى في القصص التي أنشرها.
انني أمام سؤال كبير سيتشكل أمام كل قطرة حبر تتدفق من قلمي,.
يلح عليّ,, ويطرح ذاته بقوة,.
ماذا,, وكيف,, وبقية علامات الاستفهام التي تحرض كل من دخل ساحات الإعلام أن يقف بمواجهة ذاته قبل أي كلمة يكتبها في ذاكرة المتلقي.
** فليرحمك الله أيها الشيخ الجليل فقد كنت فينا ملء العين والسمع تنصت الى همس الأشياء وتواجهها بصوت يعلو بالحق حتى تبقي الجيد وتقوم السيء,, وإننا لنشعر اليوم أننا فقدنا فكرا نابضا كنا نتكىء عليه في تفسير كل مستجداتنا,.
يكفينا ان نستمع لكلمة أخيرة منك,, فنقنع ونعود بطمأنينة الى أن ما نفعله هو الصواب.