Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


الشيتي
الذي عاش باسماً ورحل صامتاً,!

** طيب كطفل.
وديع كطائر.
صادق كحنان الأم,,!
لم أره - يوماً - رحمه الله -
حاقداً على انسان
أو ساخطاً على الحياة
أو ناقماً على موقف
كانت الابتسامة هي هواه وهوايته.
أو بالأحرى هي مهنته، كما وضعها في عنوان أحد كتبه.
إنه الراحل الأديب الصديق عبدالله الشيتي
الذي فارق هذه الدنيا
بعد أن تعب كثيراً
ومرض كثيراً
لكنه مع كل ذلك
لم ييأس أبداً
لم يشك أبدا
* * *
** لقد التقيته
عند آخر زيارة لي إلى الكويت قبل حوالي شهرين لحضور مناسبة مرور أربعين عاماً على قيام مجلة العربي .
وجدته كما عهدته
مزهوا بالأمل رغم ألم جسده
مترعاً بالفأل رغم سقام أعضائه
نابضاً قلبه بالفرح رغم تقطع نبضات قلبه
كان يضحك كأنه أكثر الناس صحة
ويروي النكتة كأنه أوفرهم مرحاً
وقد رأيته - قريبا من الله - كما لم أره من قبل
وعندما جاء الى الرياض الى هذا الوطن
الذي أحبه بكل صدق,!
كنت على موعد لزيارته بفندق قصر الرياض .
وفعلا جئت اليه ظهر ذالك الخميس
ويا لشد فجيعتي عندما فجعني مسؤول الاستقبال قائلا:
إن الاستاذ عبدالله الشيتي تم نقله بالاسعاف الى المستشفى في حالة خطرة
وعندما تبينت الأمر علمت أنه أصيب بجلطة في دماغه - رحمه الله ,!
وزرته ولم يشعر بي
وهو الذي كان يفيض سروراً عندما يرى صديقا أو عزيزاً,!
** ودعته
وقد أخفيت دمعة في عيني ، وكتمت آهة في قلبي
وظللت أتصل بزوجته الصابرة
الملازمة له في المستشفى - رحمه الله
واتواصل مع ابنه سعد الذي جاء من الكويت ليكون بجانب والده,!
وظل أياما بين الحياة والموت
وقد وجد من هذا الوطن الذي احبه، ووجد من مسئوليه وأصدقائه فيه كل الاهتمام والمحبة، وفي مقدمة هؤلاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن فهد اللذان أولياه كل الرعاية وكل الاهتمام في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وقد تابع سموهما وضعه وهو في هذا المستشفى، بل إن الأمير سلمان كان في رحلة خارج المملكة، وكان يتابع وضع هذا الأديب الراحل.
وعندما رغبت اسرته الانتقال الى الكويت عندما افاد الاطباء ان رحلة الشفاء قد تطول تم نقله بطائرة الاخلاء الطبي الى الكويت,!
وكأن الله أراد له ان يكون اخر بلد يزوره ويودعه هذا الوطن الذي احبه.
وكأن الله أراد له ان يموت في الكويت التي عاش فيها واحبها واعطاها من نبض قلبه، وبياض قلمه وجميل حرفه، وصادق عطائه.
* * *
** ان الراحل عبدالله الشيتي - رحمه الله - كاتب مجيد وملتزم,!
لقد كان متواصلا معنا في المجلة العربية عبر زاويته من الحياة وكان لا يتوقف - طوال السنوات الماضية - عن ارسالها إلا عندما يعتريه المرض، وخصوصا في الثلاث السنوات الأخيرة,!
اني لأعجب من صبره,!
فهو رغم كل الآلام التي يحملها من غربة، وظروف خاصة، وفقد ابنه ، وهو في عز الشباب ، الا انه كان صابرا باسما، كان يعطر المجالس بحلو حديثه، وجميل طرفه,,!
لم أره - رحمه الله - إلا متفائلا.
انه يريد ان يدخل السرور الى قلوب الناس إنسانا وكاتبا
وعندما حان فراقه
كان الصمت رفيقه
وكأنه - رحمه الله.
لا يريد أن يزعج أحدا بشكوى
أو يؤذي صديقاً بألم,!
لقد عاش باسماً
ورحل صامتاً,!
رحمه الله
حمد بن عبدالله القاضي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved