Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


أمير الكلام!

السلام للشاعر!
ومثله للشعر!
وآخر للجمهور!
الشعر - ايها الجمهور - هو أمير الكلام وسيده!
والأمير - أيها الشعر - هو الناسك والعاشق والجارح والمجروح!
والجمهور - ايها الأمير - هو قوت الشعر,, وهو نسيجه وعروقه المكتظة بالفرح وبالهجير وبالحياة!
ويحق لي في هذا اليوم المشهود ان أنادي باعلى صوتي:
إن هذا الأمير يليق بهذا الأمير: الأمير من الناس، والامير الشعر,, أمير الكلام!
فأميران - أيها الناس - سيهطلان فوق رؤوسنا مطراً,, وحباً وريش نعام.
والشعر - كما تعلمون أو تفهمون - هو ديواننا,, وهو علمنا,, وهو شوقنا وخوفنا,, صحونا,, وإغفاؤنا,, ألمنا وطموحنا,, ضحكنا وبكاؤنا
الشعر هو نحن واقفين تحت الشمس,, نشرب الرمل ونستنشق ورد المستقبل.
ولولا الشعر لما استطعنا مقاومة اليأس,, أو مكابدة الظلام,, ! أو معانقة البرق والرعد والعاصفة!
ولولا الشعر ماكان للعشب رونقه,, وللياسمين عذوبته وللغناء صوته,, وللحروف لؤلؤها,, وللفواصل ألقها,, وللمعاني غواياتها!
لولا الشعر ماكان للخيل شموخها,, وللسيوف بريقا,, وللنقع طعمه,, وللدم رائحته,, وللموت شهوته وذروته ولذته.
لولا الشعر ماكان للعطر شقاؤه,, وللكلام بهاؤه,, وللأمل مولده,, وللوعد نشوته,, وللوصل بهجته,, وللقبلة دمها السائل الثائر المندفع كاللهب!
لولا الشعر ماكان للحمامات هزيجها، وللابل حنينها,, وللجداول انينها,, وللريح سطوتها,, وللطيور الوانها,, وللفراشات رقصها,.
وللنساء ملكوتهن الذي لايلجه الا هالك,, أو هالك,, و هالك!
ايها الشاعر: هذا هو الجمهور الواقف ببابك,, المتكالب على اعتابك,, المتهالك فوق صحنك,, الثمل بكلماتك,, النازف بأوجاعك,, الحالم بلواعجك!
ايها الشعر - يا أمير الكلام! - هذا هو الشاعر أمير الناس!
سوف يخطفنا الآن من ذهولنا,, وسوف يعفِّر وجوهنا بالعطر,, وثيابنا بألوان قوس قزح,, وجوانحنا بالحنين!
سوف يفرّ بنا الى حقوله,, والى احلامه,, وإلى ممالكه وامبراطورياته,, إلى منابع النور في وجدانه!
سوف يعلمنا اليوم - كما علمنا دائماً - قواعد الهوى واصول الغرام!
سوف يعلمنا الغناء والحداء والبكاء!
سوف يعلمنا الرقص على حافة الموت,, الموت اللذيذ الذي مافتئنا ابداً نشتهيه!
سيعيد إلينا وعينا بالوردة!
وسيعيد الى الوردة وعيها بالحقل,, وبالسيف!
هل قلت السيف؟!,, نعم قلت ذلك!
,, وهذا هو دايم السيف,, أمير الناس وأمير الكلام!
دايم السيف الذي مابرح يفك فينا عقدة الكلام حينما يلتقي الوجه بالوجه فيضيع منا الكلام!
دايم السيف الذي نسطو عنوة على كلماته حينما نضع الكف بالكف فتتبدد وتتلاشى كلماتنا!
دايم السيف الذي نسرق منه صوته حينما تلتقي العين بالعين فتختفي تماماً اصواتنا.
دايم السيف الذي عندما يحتدم الحب يعيد الى شراييننا دماءها,, والى قلوبنا نبضها,, والى كلماتنا وهجها,, والى أكفنا حراراتها,, والى عيوننا تدفقها وتحديها.
خالد الفيصل بن عبد العزيز!,, هو شعرُنا بالغترة والعقال!
انشدنا الآن - ياسيدي - أحلى الكلام!
فأنت أنت - وربِّ الكعبة!- أميرُ الكلام.
* نص الكلمة التي القاها د, فهد العرابي الحارثي مقدما صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبد العزيز في الأمسية الشعرية التي اقامها سموه في مدينة تبوك آخر الاسبوع المنصرم.
د, فهد العرابي الحارثي *

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved