Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


يارا
جريدة الجرائد
عبدالله بن بخيت

أفكر هذه الأيام في إنشاء جريدة أو مجلة أسميها جريدة الجرائد, فالصحافة هي الجهاز الوحيد من الاجهزة العاملة في كل الدول الذي لا يتعرض للنقد, فهي تشذب المؤسسات والمصالح الحكومية والأهلية ولا يوجد جهاز يراقبها ويشذبها بالمثل, لذا اقترح ان تقوم مجموعة من الاجهزة المختلفة بانشاء جريدة يومية او أسبوعية هدفها تسقط عيوب الصحافة والصحفيين وإدارات الصحف ونشر غسيلهم.
طبعا هناك مجموعة من الاجهزة سوف تتبرع لاقامة هذا المشروع مع تفاوت الحماس, ولكن هناك ثلاثة اجهزة لن توافق فقط بل ستتبنى المشروع وسوف يقوم المسؤولون في هذه الاجهزة بتمويل المشروع من جيوبهم الخاصة, وهذه الاجهزة هي: الرئاسة العامة لتعليم البنات والخطوط السعودية والاتصالات السعودية.
أما وزارة المعارف فلا أظن انها ستوافق أبدا بل ستعترض, فالناس بدأت تنسى وزارة المعارف, فمعظم الناس تعلم أطفالها في مدارس خاصة (حتى وزير المعارف نفسه), اما الناس الذين مازالوا يعلمون اطفالهم في مدارس وزارة المعارف فمعظمهم من الفقراء الذين لا يسمع احد صوتهم أو من غير السعوديين, والطريف في الأمر أن 90% من طلاب المدارس الخاصة سعوديون بينما 90% من مدرسي المدارس الخاصة غير سعوديين, وفي المقابل فإن هناك نسبة من طلاب المدارس الحكومية غير سعوديين, بينما 90% من مدرسي المدارس الحكومية سعوديون, بمعنى ان السعوديين يدرسون غير السعوديون, وغير السعوديين يدرسون السعوديين, والشيء الأطرف ان الناس اختارت لابنائها اقل المدرسين كفاءة فمن المعروف ان المدارس الاهلية لا تدفع اجوراً عالية, ولن يقبل بالاجر القليل إلا من يعطي القليل, ومن حق وزارة المعارف إذاً ان تعترض على نقد الصحافة, فلماذا تفتح جبهة اغلقت, اغلقها سذاجة المجتمع الذي بدلا من ان يبادر ليحصل ابناؤه على تعليم مجاني كما أرادت سياسة الدولة، سلم أطفاله للتجار ليأخذ عنهم التعليم.
أما اعتراض وزارة الصحة على مشروعنا هذا فله مليون مبرر, فوزارة الصحة لم تعد حتى حكماً بين الناس وبين المستشفيات الاهلية, فليس أمام المصالح الثلاث (تعليم البنات والخطوط السعودية والاتصالات السعودية) إلا أحد حلين إما التعاون معي وإنشاء هذه الجريدة لمهاجمة الصحف والمجلات التي تبتلينا او ان نفعل مثل ما فعلت وزارة المعارف ووزارة الصحة,, ارجو الا يفهم الاخوان أننا ننصح بالتخصيص, لأن التخصيص لن يعتقنا من الصحافة ولا من ثرثرة الناس في المجالس على سوء خدماتنا وإدارتنا (ولنا في الاتصالات السعودية خير دليل) ولكن باتباع منهج وزارة المعارف والصحة وأعني التحريج على مسؤوليات المصلحة بالقطعة وليس بالكورجة , فالبيع بالقطعة يبعثر المسؤولية, فمثلا في حال وزارة الصحة,, لا أحد ينتقدها لأن النقد الآن موجه للمستشفيات الاهلية ولاشك ان المسؤولين في تعليم البنات لا يفتقرون إلى الذكاء فقد تخلصوا، مثل وزارة المعارف، من عبء كبير من مهمة التعليم, والدليل انه لا أحد ينتقد مستوى تعليم البنات في البلد, فكل النقد المنصب على الرئاسة يدور حول التوظيف, إذاً أمام الرئاسة حلان إما ان تشترك معي في انشاء الجريدة أو ان تبيع خدمات التوظيف وتكبر المخدة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved