عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
طالعت كما طالع غيري المقالة التي كتبها الاخ الفاضل محمد بن عبد الله الفوزان في العدد رقم 9707 حول الاقلام النسائية، وقد سرني جداً تشجيعه لتلك الاقلام وحرصه عليها، بيد ان لي على ماذكره الكاتب حول هذا الموضوع بعض التعقيبات، ومن ذلك:
1 - قال الكاتب - حفظه الله: (اما اليوم فإني بت اخاف على اقلام الكتّاب الرجال من مزاحمة اقلام الكاتبات النسوة، فهن قد احتللن معظم الأعمدة والزوايا اليومية) ولعل فيما ذكره شيئا من المبالغة، فما زالت الأقلام النسائية تعاني بعض الشح، ولم نصل أو نقارب بعد المرحلة التي نخاف ان تحتل فيها الاقلام النسائية معظم الأعمدة والزوايا، وتأكيداً لذلك فقد ورد في صفحة عزيزتي الجزيرة التي نشر فيها مقال الكاتب أحدعشر مقالاً، واحد منها فقط بقلم نسائي والبقية باقلام رجالية، وبلغ عدد المشاركات الرجالية في العدد نفسه مايقارب ثلاثا وثلاثين مشاركة، مقابل سبع مشاركات نسائية فقط فيما عدا ماورد في الصفحات الفنية والرياضية.
ولانزال مع هذه النسبة القليلة متعطشين للمزيد من مشاركات الاقلام النسائية الواعية للمساهمة في زيادة وعي الأمة ورفع مستوى تفكيرها في مختلف المجالات.
2 - مطالبة الكاتب بتخصيص صفحات حوائية مستديمة، تبرز مطالبهن وترعى شؤونهن، ويقلن فيها مايخصهن لي عليها تعقيبان:
احدهما: ان مشاركات الأقلام النسائية ليست مقتصرة على الحديث الخاص عن المرأة وما يتعلق بها؛ بل للمرأة الحق في الكتابة في شتى شؤون الحياة، في حدود ماتسمح به الضوابط الشرعية والعادات المرعية.
الثاني: ان الحديث عن شؤون المرأة ليس حكراً على الاقلام النسائية فقط، بل فيه موضوعات تهم الرجل كما تهم المرأة، ويحق للرجل الحديث عنها كما يحق للمرأة الحديث عما يتعلق بشؤون الرجل.
وعليه فلا أظن ثمة داعيا لتخصيص صفحات خاصة بالاقلام النسائية.
3 - قال الكاتب - حفظه الله - في خاتمة مقاله - بعد مطالبته بالصفحات الحوائية المستديمة (بدلا من اصواتهن الخافتة التي تنزوي في ركن من صحيفة او مجلة,,) ولي على ذلك -ايضا - تعقيبان:
اولهما: ان فيه شيئاً من التناقض مع ماذكره - قبلاً - من احتلالهن معظم الاعمدة والزوايا اليومية، فأين الانزواء من ذلك؟!
الثاني: لعله غاب عن ذهن الكاتب - وفقه الله - تلك الاقلام النسائية غير المنزوية؛ بل المتصدرة احيانا لبعض صفحات هذه الصحيفة المباركة، ،اخص منهن كاتبات صفحة عزيزتي الجزيرة اللاتي اضحت مقالاتهن وإبداعاتهن ملحاً لهذه الصفحة لايلذ طعمها إلا بها.