جزيرتي العزيزة
ولم أقل عزيزتي الجزيرة فهي عبارة يشاركني فيها الكثير من الاعزاء لكنني أقول لهم إن عزيزتهم هذه إنما هي جزيرتي أنا بالدرجة الأولى، جزيرتي التي احتمي فيها من طوفان المطبوعات المستنسخة والتي ألجأ إليها كلما اصطخبت أمواج الثرثرة الاعلامية الفارغة,.
جزيرتي,, منذ زمن بعيد وأنا أحرص على قراءة هذه الصحيفة العملاقة، ولكنني لم أتواصل معها بغير القراءة، واليوم اعددت العدة للتواصل الكتابي إن اتسع صدر المحرر لمشاركاتي والتي لا تعدو مشاركة القارئ المتابع بالرأي والفكرة والمعلومة,, ولعلي أبدأ بهذه المشاركة المتواضعة.
لو قُدر للانسان ان يلقي خطابا أمام جمع من اصدقائه ثم طلب منه ان يلقي نفس الخطاب امام مجموعة من الغرباء الذين لا يعرفهم لوجدنا ان أداءه أمام الغرباء افضل بكثير مما هو عليه امام الاصدقاء وقل مثل ذلك في كل عمل جماهيري كالخطاب والنشيد وغيرها, هذا ما أثبتته دراسة علمية حديثة.
والسبب في ذلك - من وجهة نظري - يعود لأمرين، الاول: ان الانسان يحب ان يظهر امام رفاقه بصورة مثالية فيمضي في أدائه متوقيا الخطأ حريصا على تجنبه وحرصه هذا يوقعه في الاخطاء من حيث لا يشعر، ولكنه بين الغرباء الذين لايهمونه في شيء ينصرف بكليته إلى عمله وتجويده فينتج عملا سويا مكتملا.
الثاني: ان الاصدقاء يكونون في الغالب أجرأ في النقد وأسلط في اللسان وقد يصل بهم الامر إلى السخرية من عمل صديقهم والتقليل من شأنه بينما الشخص الغريب فإنه قد يغض الطرف عن بعض الاخطاء وإن انتقد نقده يكون مجلّلا بالذوق والتهذيب بعيداً عن الاساءة والتجريح,, وحسبي.