Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


الرئيس يطلب استرجاع دعمه للنادي

لا علاقة لي بالرياضة إلابقدر مايلعب الهلال أو منتخب المملكة، أو بعض مباريات كأس العالم للمنتخبات, التي لاتلعب الكرة وإنما تغنيها في سيمفونيات رائعة, كما أنني من جيل تعلق بذكر محسن بخيت والغراب والصاروخ وسالم مروان وابراهيم اليوسف, لكن هذا لايمنع ان اتفاعل مع بعض القضايا الرياضية الآنية، خاصة وانني اغشى بعض مجالس الذكر الرياضي، واراقب عن كثب كيف يتحمس الرياضيون لانديتهم وقضاياها ومشكلاتهم وحلولها.
من المشكلات المطروحة الآن والتي تقض مضجع بعض الرياضيين عودة بعض رؤساء الاندية والداعمين السابقين الى المطالبة بدراهمهم التي سبق ان بذلوها للدعم والارتقاء بمستوى الأندية, بمعنى ان هذا النادي او ذاك مطالب بأن يسدد فواتير الدعم السابقة التي دفعها رئيس النادي وقتها عن طيب خاطر, ولا حظوا هنا أننا نتكلم عن دعم، أي عطية ما من وراها جزية ، كما يقولون، بصورة اخرى والعهدة على الرواة الرياضيين، ليست هذه المبالغ سلفا أودينا موثقا على النادي في أوراق رسمية، لأنه لوحدث ذلك فسوف يدين رئيس النادي، الذي يقدم الدعم، نفسه، ويكون في الوقت الذي يدفع فيه المبلغ يسجل وثيقة بأن دعمه دين في ذمته لابد ان يسدده لنفسه في وقت معلوم كما هي قانونية وثائق الدين.
أنا, طبعا، لا استطيع ان احل هذه الأحجية، وإن كنت حاولت ان استوعبها تمهيدا لوجود مايفسرها، لكنها استعصت على التفسير، اللهم إلا من باب ان رئيس النادي تذاكى اثناء دفعه مبالغ الدعم، فاتخذ احتياطات لتعود إليه المبالغ التي دفعها بعد ان يكون استفاد، كما يجب، من الوجاهة الاجتماعية الرياضية، وظفر بكم هائل من الأضواء والشهرة، وما يستتبعها من مكتسبات متعددة.
من العيب، بطبيعة الحال، ان يكون لك وجه وانت رئيس النادي، فتدعم وتوزع الابتسامات عبر الملاحق والصفحات الرياضية، ثم إذا خلا كرسي الرئاسة منك وجلس عليه شخص آخر انقضضت على ناديك السابق تطالبه بما دعمته به عبر مسيرته اثناء رئاستك له, فأنت في هذه الحالة تكون داعما لنفسك ووضعك الاجتماعي، ولست داعما للنادي ولا مخلصا لمسيرته، التي تريد ان تهدمها على رأس من يخلفك، وبالتالي سنكون بإزاء نظرية دعم جديد، هي: ادعم مادمت مستفيدا وانتقم مادمت بعيدا, فهل هذا يجوز؟!
نحن نعرف ان مسيرة انديتنا الرياضية محفوفة بالرعاية الكريمة والحريصة من صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبد العزيز، وسمو نائبه، وفي الوقت الذي سرنا ان نبلغ رياضيا مابلغناه من المنصات الآسيوية والعالمية، نجد ان من بين اهل الرياضة، والعهدة مرة اخرى على الرواة الرياضيين، من يحول ناديه السابق إلى مدار تشفٍّ وانتقام، لانه فقط لم يتفق مع الرئيس الجديد، أو ان الرئيس الجديد لم يتفق معه ومع اسلوبه في الإدارة وتحريك انشطة النادي.
وهذا سيؤدي، كنتيجة متوقعة، إلى زيادة مواطن ضعف النادي المطالب بسداد مبالغ الدعم السابقة، فالامر لايقف بان ترد لهذا الشخص فقط مبالغه، بل ان المسألة ستنفتح على مصاريعها امام كل من قدم ريالات أو ملايين للدعم، ليطالب بها بمجرد ان تنقطع علاقته بالنادي، او يأتي رئيس غيره, وهكذا يدخل النادي في حيص بيص الرؤساء السابقين (الدائنين) فلا يخرج من ورطته إلا الى النسيان الكبير، وبالتالي تخسر البلد مصنعا من مصانع تجهيز الرياضيين المرموقين الذين يحملون اسمه الى منصات التتويج.
مما يستغرب له في مثل حالة هؤلاء الداعمين السابقين، الذين تحولوا بقدرة قادر الى دائنين، انه في الوقت الذي دخلت المملكة رياضيا عهد التخطيط المتقن لحركتها الرياضية ككل بما فيها الاندية، بقي هؤلاء يلعبون على الأوتار الشخصية البحتة والعقيمة، التي لا تلد اندية مرموقة ولا لاعبين مميزين، بما يعني انهم لايسيئون فقط الى المقصود بالاساءة على المستوى الشخصي، بل إنهم يسيئون للحركة الرياضيةككل، حين يتحولون ليكونوا اسباب تعثر بدلا من أن يكونوا اسباب تطور ورقي متواصل، من اجل وطننا وليس من اجل مصالحنا الشخصية الضيقة, الذي اعرفه من مطالعات رياضية متفرقة ان النادي في اوروبا، على سبيل المثال، خلية رياضية وبزنس في نفس الوقت, ورؤساء الاندية هناك ان اشتغلوا او دعموا او تعبوا فإنما يشتغلون ويدعمون ويتعبون من اجل الصالح الخاص للنادي، الذي ينعكس بالضرورة على الصالح العام للدولة، ولذلك فإن تغير رئيس النادي لايحمل الرئيس القديم على ان يضع الرئيس الجديد في مطب المطالبة بثمن ما بذله او قدمه من دعم، بل إنه ربما بقي الى جانبه، اي الى جانب الرئيس الجديد، يشد من أزره ويوسع من خلفياته عن السنوات الماضية في النادي، حتى يتم قطع الطريق على اي احتمالات للتعثر او التأخر.
نحن ايضا، لدينا رؤساء اندية واعضاء شرف على هذا المستوى الرفيع من إيثار مصلحة النادي والوطن على مصالحهم الشخصية، كما ان لدينا من الشيوخ والشباب من يعملون في الاندية ويركضون خلف نشاطاتها بدون مقابل، اللهم إلا كونهم تجاوزوا تحقيق المصالح الذاتية واخلصوا لانديتهم ولهذه المسيرة الرياضية الوطنية الصاعدة بقوة، بفضل ما تلقاه من دعم وتوجيه من قيادة بلادنا.
وإذا كنا سنشكر هؤلاء الداعمين والعاملين المخلصين، فإننا لابد ان نلوم اولئك الذين يتحولون فجأة إلى وضع العصي في دواليب انديتهم السابقة، لأنهم يرون حركة النادي مربوطة بوجودهم وإلا فليهبط هذا النادي الى اقصى مدى، وليغلق ابوابه التي ظنوا انها فتحت للمطامح الشخصية البحتة وليس للاداء العام والصالح العام.
لا نريد ان ننسى هنا ان الاندية التي ترأسها أمثال هؤلاء دفعت لهم الثمن مقدما، فلولا هذه الاندية لبقي هؤلاء مغمورين يجلسون على هامش المجتمع وعلى هامش الذهنية الرياضية العامة، ولولا الاندية ماقضيت مصالحهم هنا وهناك بيسر وسهولة، يعرفونها هم قبل غيرهم, ومن الغبن ان تعود لناديك الذي اعطاك الكثير من وجاهتك ووضعك الاجتماعي لتنكر جميله عليك وتغرس قدميه في وحل ديونك التي كانت من قبل مبالغ دعم، في الوقت الذي ربما تكون انت من ورط النادي ومسيرته في ديون كبيرة اثناء فترة رئاستك له، حتى إذا انقشعت رئاستك وجد الآخرون انهم ورثوا تركة ثقيلة واهتموا بتصريف شؤونها حتى ينتشلوا النادي مما هو فيه، تمهيدا لتقوية شوكته, إنني هنا اناشد امير الشباب، سمو الامير فيصل بن فهد، وسمو نائبه ان يتدخلا شخصيا لدراسة هذا الملف الشائك، السائد في احاديث المجالس الرياضية، وكما قلت في مطلع هذا الموضوع فإنني معني بالرياضة بقدر معقول لكنني معني بالصالح الرياضي العام وصالح الوطن ككل بقدر كبير، ومن هنا تأتي هذه المناشدة الحارة.
محمد العصيمي
الدمام

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved