Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


ثلاثة خبراء أمريكيين كانوا وراء فوز باراك في إسرائيل
السلطة الفلسطينية ناشدت مجلس الأمن التحرك لمنع إسرائيل من تهويد القدس الشرقية

* نيويورك - ق,ن,أ
ناشد ناصر القدوة مراقب منظمة التحرير الفلسطينية لدى الامم المتحدة مجلس الامن الدولي اتخاذ اجراء فوري لمنع اسرائيل من بناء مستوطنات يهودية في القدس الشرقية.
وقال القدوة في رسالة احتجاج بعث بها الى رئيس المجلس ان اسرائيل بدأت بالفعل في بناء مستوطنتين مثيرتين للجدل في رأس العامود وجبل ابوغنيم.
وكان عمال البناء الاسرائيليون قد بدءوا العمل في المشروعين خلال الايام القليلة الماضية بعد ان كانت الحكومة الاسرائيلية قد اجلت عمليات البناء خشية ان يثير ذلك الفلسطينيين على القيام باعمال عنف.
على صعيد اخر علم أمس انه وراء انتصار رئيس حزب العمل الاسرائيلي ايهود باراك في الانتخابات الاسبوع الماضي يقف ثلاثة من الخبراء الامريكيين قادوا حملته من الالف الى الياء وعلى رأسهم جيمس كارفيل الذي نجح في حمل الرئيس بيل كلينتون الى السلطة في عام 1992.
وخلف مائدة مستطيلة في احد فنادق واشنطن جلس هؤلاء الخبراء الثلاثة طوال ساعتين ليلة أول امس الخميس يشرحون سياسات باراك ويستشرفون مستقبل اسرائيل بعد عودة حزب العمل الى منصب رئيس الوزراء.
وقال ستانلي جرينبرج الذي ادار قسم استطلاع الرأي والاستشارات السياسية لحملة باراك مثلما فعل ايضا مع كلينتون في عام 1996 ومع رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا في عام 1994 ان الامريكيين لم يعملوا كمجرد خبراء انتخابات بل كنا جزءا لا يتجزأ من فريق باراك السياسي.
وقال كارفيل وجرينبرج ان اعمدة حملة باراك الانتخابية الثلاثة هي ضمان امن اسرائيل وانعاش الاقتصاد واعادة المساواة بين افراد الشعب على اساس حقوق المواطنة والغاء الامتيازات التي يتمتع بها غلاة اليهود الارثوذوكس الذين يمثلهم حزب شاس الديني وزعيمه اريه درعي الذي تمت ادانته في جرائم فساد سياسي.
ولذا لا يبدو ان جرينبرج يتوقع ان يدخل حزب شاس في اي ائتلاف اسرائيلي متوقع مع حزب العمل الذي لم يحصل سوى على 27 مقعدا فقط في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا ويفضل حزب شاس الذي رفع عدد مقاعده في الكنيست من عشرة الى 17 مقعدا في هذه الانتخابات الاحتفاظ بحقيبة الداخلية التي تمكنه من ضخ اعتمادات هائلة للمدارس والمنشآت الدينية والتحكم في الاحوال المدنية.
ولكن جرينبرج يعتقد بان ناتان شارانسكي زعيم حزب اسرائيل بعاليا للمهاجرين الروس ربما يحصل على منصب وزير الداخلية في حكومة ائتلافية يقودها حزب العمل بزعامة باراك.
وقد فاز حزب شارانسكي بسبعة مقاعد في الكنيست البرلمان .
واضاف جرينبرج في المؤتمر الذي نظمته جماعة الامريكيون من اجل السلام الان في واشنطن ان باراك يدرك ان اسرائيل دولة يهودية ولكنه يريدها ان تقوم على اساس حقوق المواطنة.
ويؤهل هذا باراك الى الائتلاف اكثر مع الاحزاب غير الدينية مثل حركة ميريتس اليسارية التي حصلت على تسعة مقاعد او حتى مع حزب التغيير العلماني شينوي الجديد الذي حصل على ستة مقاعد رغم انه حزب يميني للغاية فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية، الامر الذي سيصعب عمله مع ميريتس بل وفئات حزب العمل التي تجنح لليمين.
ولم يستبعد كل المحللين الامريكيين ان يلجأ باراك الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزب الليكود الذي لم يحصل سوى على 19 مقعدا اضافة الى الاحزاب اليسارية والعلمانية خاصة بعد استقالة رئيس الوزراء الخاسر بنيامين نتنياهو من رئاسة الليكود ولكن ميريتس ترفض علنا الاندماج مع الليكود في حكومة ائتلافية.
وربما يختلف ميريتس والليكود في السياسات الاقتصادية ولكن الليكود والعمل في الحقيقة لايختلفان كثيرا في التناول الامني وخاصة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط.
وقال الخبير الامريكي الثالث في فريق باراك وهو روبرت شروم الذي صمم كل الاعلانات وادار قسم الدعاية انه ادرك منذ البداية ان نتنياهو وباراك تساويا فيما يتعلق بالسياسات الامنية لاسرائيل وفيما يتعلق بوضع القدس ولذا ركزت حملته على الجوانب الاقتصادية.
وشرح شروم كيف استغل في دعايته الانتخابية تصريحات لعمدة القدس المتشدد ايهود اولمرت يؤكد فيها ان باراك لن يقسم القدس ابدا ولن يتخلى عن اي جزء منها في مفاوضاته مع الفلسطينيين وهكذا لم يعد هناك فارق بين نتنياهو وباراك فيما يتعلق بالقدس ايضا.
وكان باراك في خطبة القاها مساء يوم نصره الانتخابي قد اكد انه لن يتخلى عن القدس عاصمة موحدة لاسرائيل وسيصر على الاحتفاظ باجزاء كبيرة في حزام المستوطنات في الضفة الغربية في اي تسوية نهائية.
ويقول روبرت ساتلوف رئيس معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى المحافظ المقرب لاسرائيل ان تصور باراك السلام سيختلف مع تصور نتنياهو لعملية السلام في الهوامش فقط ويتفق ادام كيللر رئيس منظمة اسرائيل الاخرى التي تعبر عن حركة السلام مع ساتلوف قائلا انه لا يوجد فارق كبير بين نتنياهو وباراك في مبادىء التسوية مع الفلسطينيين.
وبينما يدعو ساتلوف الادارة الامريكية الى تقليل توقعات الفلسطينيين والضغط عليهم لتقديم تنازلات يدعو كيللر الى انعاش حركة السلام والضغط على باراك للتوصل الى تسوية عادلة، وقال كيللر (ان رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين بدأ فترة حكمه في عام 1992 رافضا الحديث مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يدعوها منظمة ارهابية ثم تغير وتوصل الى اتفاق اوسلو مع المنظمة) وقد دخل النضال من اجل السلام في الشرق الاوسط مرحلة جديدة لا تقل صعوبة ولا تعقيدا ولكنها تمتلىء بالامل,, على عكس الحال اثناء سنوات نتنياهو.
واكتفى كارفيل (الذي ادار ايضا حملة توني بلير الى منصب رئيس وزراء بريطانيا وحملة جيرهارد شرودر الى منصب رئيس وزراء المانيا في العامين الماضيين بالقول انا لا اعرف الكيفية التي سيواصل بها باراك عملية السلام ولكني اؤمن بانه سيعمل جاهدا من اجل التوصل الى اتفاق سلام مفيد لبلده).
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved