Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


أضواء
طبخة روسية لهضم حقوق مسلمي كوسوفا

يتحدث الصرب عن قرب التوصل إلى اتفاق لتسوية قضية كوسوفا، فالخارجية الصربية تقول بأن المسألة اصبحت مسألة ايام ,.
أما زعيم البان كوسوفا إبراهيم روغوفا فأعلن عن معارضته لإقدام الحلف الاطلسي على وقف احادي الجانب في كوسوفا.
وأما الرئيس كلينتون القائد السياسي لحملة الاطلسي ضد نظام ميلوسيفيتش فيطالب الرئيس الصربي بالانصياع للشروط التي حددها الحلف الاطلسي لوقف الغارات.
هذه الاشارات الثلاث وغيرها من العلامات التي تشهدها العواصم الاوروبية وما يقوم به الموفد الروسي تشيرنوميردين من تحركات وزيارات للعواصم الاوروبية ناقلا طلبات الاوروبيين لبلجراد وردودها عليهم,.
هذه الاشارات والعلامات توحي بأن هناك صفقة او تسوية يجري طبخها بين الأطلسيين والصرب, وهي بالطبع على حساب المسلمين الكوسوفيين المشردين في مخيمات الايواء والموزعين على عدة دول.
والطبخة التي يمكن تسميتها بالطبخة الروسية املتها عوامل عديدة جعلت ميلوسيفيتش يقلل من عناده، وفي نفس الوقت خففت من اصرار الاطلسيين على الاطاحة بنظام ميلوسيفيتش ولم تعد تصر على تمكين الشعب الكوسوفي من نيل حقوقه السياسية,, والقارئ للشروط الخمسة التي وضعتها مجموعة الثمانية والتي يتفاوض تشيرنوميردين على تخفيفها واعطاء دور اكبر لنظام صربيا في ادارة اقليم كوسوفا تتجاهل العديد من الاسس التي بنى عليها الحلف الاطلسي عملياته العسكرية.
أما لماذا تراجع الاطلسيون الى هذه الدرجة في النكوص عن تعهداتهم السابقة، فربما يعود ذلك الى ظهور بداية تذمر في المجتمعات الاوروبية، وانسياق بعض الحكومات والبرلمانات الغربية وراء ما يحدث في الشارع السياسي لحسابات انتخابية، وزاد على ذلك كثرة الاخطاء التي وقع فيها طيارو الحلف الاطلسي في تنفيذهم للغارات على بعض المواقع في بلجراد، فبعد تدمير السفارة الصينية تعرضت سفارات ومنازل سفراء بعض دول الحلف الاطلسي للاصابة كمنزلي السفيرين الاسباني والنرويجي وسفارة السويد، اضافة إلى اصابة المستشفيات وقوافل اللاجئين الكوسوفيين الذين وان اتهمت دوائر الحلف الاطلسي نظام بلجراد بوضعهم - اللاجئين الكوسوفيين - كدروع بشرية، فإن الصرب يكونون بهذا كمن يضع انسانا امام قطار مندفع فهو لا بد ان يلقى حتفه,,! على حد تعبير كلينتون لتبرير قتل اللاجئين الكوسوفيين في غارات للاطلسي.
ولكن هذا التبرير لا يقتنع به المتلقى الغربي للرسائل التلفزيونية التي تبث صورا لمقتل هؤلاء اللاجئين وتدمير مقرات ومنازل السفراء الغربيين في بلجراد، ولذلك وقبل ان يستفحل الوضع فإن الاطلسيين يظهرون تجاوبا مع تحركات المبعوث الروسي تشيرنوميردين الذي يجهز طبخة بمواصفات روسية تأخذ في الاعتبار تقليل خسائر الصرب وكبير المجرمين ميلوسيفيتش دون اي اعتبار لما سيصيب مسلمي كوسوفا من تجاوز وتجاهل لحقوقهم الانسانية والسياسية.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved