Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


الصرب والألبان ,,مآسٍ ينفطر لها القلب,!
حمد بن عبدالله القاضي

* كدت في الايام الماضية
أن أقسم قسما مغلظا
الا أرى شاشة
أو أقرأ صحيفة,,!
لقد أدمت قلبي بعد ان أدمعت عيني تلك القصص الدامية البالغة البشاعة التي يمارسها الصرب المجرمون في حق اخوتنا المسلمين العزل من أطفال ونساء وشيوخ ورجال.
جرائم تحدث في عصر يدعي الانسان فيه احترام الانسان.
قتل,.
تشريد.
اغتصاب,,!
لقد تجمد الشجن في نفسي وأنا أقرأ ذلك التقرير الذي نشرته هذه الصحيفة الجزيرة قبل بضعة أيام والذي جاء فيه تحت عنوان:
نساء ألبانيات مسلمات يروين قصص اغتصابهن من قبل الجنود الصرب .
قالت فيتور 19 عاما وهي لاجئة من ألبان كوسوفا انها كانت عذراء الى ان اغتصبها ثلاثة من جنود الصرب قبل يومين.
وروت سابري 26 عاما شقيقة زوج فيتور كيف ان ثلاثة من جنود الصرب اغتصبوها بدورها امام اطفالها قبل طردهم من كوسوفا.
وقالت فيتور ذات الشعر الاسود وقد بدت في عينيها نظرة شاحبة مشدوهة كنت عذراء واضافت اخذوني الى سيارة عسكرية وجردوني من ملابسي قبل ليلتين, وعندئذ اعتصبني ثلاثة جنود كانوا يرتدون زيا عسكريا أخضر .
ولم تذكر المرأتان اسميهما الحقيقيين خشية الفضيحة وقالتا: ان جنود الصرب اقتحموا قريتهما قبل اسبوع وفصلوا اغلب الرجال عن النساء.
وقالت سابري ذات الشعر البني الطويل اغتصبوا كثيرات منا,, جردوني من ملابسي,, ووضعوني في سيارة واغتصبني ثلاثة جنود, واضافت ان ابنها وهو في عامه الثاني وابنتها 4 سنوات شهدا محنتها وضمت سابري الطفلين الى صدرها وقالت لن يكفا عن البكاء .
***
اما أحداث القتل لاخوتنا التي ترويها وتنقلها وسائل الاعلام في هذا العصر المعتل الآخر,, فأنقل هنا فقط هذه الحادثة التي نقلها - لوكالات الانباء - رجل الباني من احد المستشفيات: قال رجل في الستينات من العمر ان 166 جثة نقلت يوم الخميس الى المستشفى الرئيسي في بريزرن على مسافة 65 كيلومترا جنوب غربي برشتينا واضاف ان المشرحة لم تستوعب الجثث وكلها لألبان.
واضاف الرجل وقد ترقرقت الدموع في عينيه إنهم في مرآب المستشفى وتابع لم يمكننا تحمل الرائحة كانت مروعة، هؤلاء الناس كانوا من راهوفيتش وسوهاركي وكروشي وسليني .
واضاف: الثلاثاء الماضي أحضرت 97 جثة الى المستشفى بينها 23 جثة لاطفال وكل يوم يحضرون 12 او 11 او 10 جثث واوضح الرجل انه كان يعمل بالمستشفى قبل اجباره على المغادرة الى البانيا .
اما قصص اللاجئين فهي اكثر من هموم المسلمين فعدد المشردين مئات الآلاف الذين طردوا من ديارهم، وما نقم منهم الصرب الا انهم قالوا ربنا الله، والارض ارضنا، والتراب ترابنا، بل هناك ما هو اشد فظاعة من ذلك انه ما صرح به رئيس اللجنة المشكلة للتحقيق في جرائم الصرب يقول:
إن الصرب اغتصبوا 200 ألف امرأة، وشردوا 2 مليون واقاموا 3 آلاف مقبرة جماعية ، والبقية تأتي.
***
** وليس هنا وقت الألم والدموع
ماذا تجدي الدموع حتى لو جعلنا من الدموع خياما كما يقول الشاعر.
إن المطلوب منا كمسلمين ان تحفزنا هذه الاحداث التي تقع لاخوتنا ليس للألم السلبي الصامت بل مطلوب ان نقف معهم وان نجاهد معهم بأموالنا واعاناتنا مادمنا لا نستطيع ان نجاهد معهم بأرواحنا وأنفسنا.
يارب
ارحم اخواننا واجعل الرحمة تسكن قلوبنا لنعطيهم مما اعطانا الله لنطعم جائعهم ونقدم الدواء لمريضهم، ونمسح جراح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم.
اللهم ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي,!
***
** إعلامنا
بين الخصوصية والنجاح!
** عندما نقول: ان لبلادنا خصوصية، لانها ليست كأحد من بلدان العالم,, فإننا نعني - فعلا - هذه الخصوصية ونعتز بها,,!
وهذه الخصوصية تجيء لتفردها فعلا بين بقاع العالم، ولتميزها عن غيرها باحتضان ارضها للحرمين الشريفين ، وبتطبيقها لشرع الله، وبقادتها الحكماء الذين حكموها بالحب والوفاء وبشعبها المؤمن الذي يريد الخير لنفسه ولغيره.
ومن هنا,!
فقد جاء اعلامها متميزا بخصوصيته وموضوعيته واعتداله اسلوبا ونهجا.
بل إن الاعلام السعودي في السنوات الاخيرة قدم معادلة رائعة للنجاح، ففي الوقت الذي التزم فيه بخصوصية بلاده نجح في استقطاب المتلقين قراء ومشاهدين ومستمعين الى ما تقدمه وسائل الاعلام السعودية.
ولكم يسعدنا في غمرة الانهمار الاعلامي ورقا وفضاء ان نجد الاقبال والمتابعة لوسائل الاعلام السعودية التي واكبت الانفجار الاعلامي ولكن باعتدال واتزان.
وهذا ما اعطاها التميز الذي نفخر به قيادة ومسؤولين ومواطنين.
***
** ولكم سعدنا ونسعد ونحن نرى متابعة الآخرين خارج بلادنا لما تعرضه وسائل الاعلام لدينا ليس لانها تعرض وتنشر مواد خارجة عن حدود الحياء او لانها تركب موجة الانفعال والإثارة ولكن لانها تقدم مواد موضوعية في طرحها ونهجها وحتى في موادها الترفيهية.
وقد كان معالي وزير الاعلام د, فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي كان نعم المسؤول الذي ائتمنته قيادتنا على مسيرة الاعلام، لقد كان صادقا ومحقاً وهو يشير في حواره الاخير بمجلة الرجل الى ما قامت به وزارة الاعلام من خطوات موضوعية للمزيد من تطوير وسائل الاعلام بشكل مدروس، وكان من ثماره تحقيق قدر كبير من النجاح لقنوات الاعلام السعودي من مقروءة ومسموعة ومرئية، ومع كل هذا فالدكتور الفارسي يشير بالنص الى انه لم يحقق كل الطموحات لاعلامنا وهذا شأن كل المخلصين الطموحين، فكلما حققوا نجاحا تطلعوا الى نجاح آخر.
ومن هنا فنحن - بحول الله - ننتظر المزيد من الخطوات التي يسعى اليها وزير الاعلام بموضوعيته وبعد نظره للمزيد من نجاح وتأثير وانتشار الكلمة الصادقة التي تصدر من منابر اعلامنا السعودي في هذا الزمن الذي كثر فيه الغث، واصبح كل عاقل يتطلع الى اعلام عربي صادق وموضوعي يخدم امته ، ويقدم لهذه الامة ما يقوي شوكتها ويوحد صفوفها، ويُثري ثقافتها، وفي ذات الوقت يقدم لها ما يرفه عنها بعيدا عن الاثارة وتخطي اسوار القيم.
***
** تأملات
في رثاء الشيخ وجمعية باسمه
** هل لاحظتم معي,,!
إن الصحف والمجلات لو ارادت ان تخصص كل صفحاتها لرثاء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز لأشهر طويلة لما استوعبت قليلا من المقالات والقصائد التي وصلت اليها إن صحيفة الجزيرة مثلا خصصت - مشكورة - ملحقا يوميا عن جبل الدعوة كما أسمته ، وانا متأكد انها لم تنشر الا القليل مما وصل اليها.
إن الرائع انه لم يرث هذا الشيخ من له علاقة به كشأن اي متوفى، بل رثاه الجميع ممن يعرفه ومن لا يعرفه، رثاه الامير والخفير، السياسي والكاتب، الوزير والفقير، العالم وطالب العلم، السعودي والعربي والمسلم.
لا اقول هنا سوى ان هذا القبول للشيخ - رحمه الله - الا علامة على محبة الله له - كما ورد في الحديث.
ومما لفت نظري مما كتب في رثاء الشيخ، تلك الدعوة المباركة التي تضمنتها مقالة الصديق أ, علي الشدي في الاقتصادية التي دعا فيها الى اقامة جمعية خيرية تحمل اسم الشيخ ابن باز من اجل استمرار وصول ، المساعدات الى المساكين واليتامى والفقراء الذين كانت تصلهم المساعدات، إن مثل هذه الجمعية سوف تبقى صدقة جارية للمرحوم - إن شاء الله - وسيظل ذكره وذكراه مع هذه الجمعية، وان محبي الشيخ من المسؤولين والموسرين كثر وهم يكونون سعداء بدعم هذه الجمعية بعد رحيل الشيخ كما كانوا يدعون اعماله الخيرية وهو حي بيننا.
واثق إن في مقدمة من سوف يدعم هذه الجمعية سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز القريب من كل عمل خير.
انه عمل مبارك ومفرح للنفس ان نجد جمعية تحمل اسم جمعية الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية
يارب,.
إننا نحب الشيخ الغالي فاللهم احشرنا في زمرته - كما جاء على لسان رسولك - إن المرء يحشر مع من يحب ,!
اللهم ارحم شيخنا
واجبر كسر قلوبنا
واجمعنا وإياه في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved