Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


أما بعد
الاختبارات والوعي الأسري

منذ ايام قلائل بدأت في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها اختبارات الفصل الدراسي الثاني لبعض المراحل التعليمية سواء كانت في المراحل الابتدائية الاولى او اختبارات شفهية او اختبارات شفهية وتحريرية بالجامعات,, ولعل اهمها واخطرها مرحلة الثانوية العامة حيث تبدأ معها الاسر حالة من الطوارىء استعدادا للمواجهة الحاسمة مع هذا القادم من المجهول لتحديد مصير فلذات الأكباد ومستقبلهم في مشوار الحياة العملية.
ومن منا لا يوجد لديه ابن او ابنة في مراحل التعليم المختلفة ومن منا لا يتمنى لهم التفوق والحصول على اعلى الدرجات وليس النجاح فقط,, ولكن هل كل ما يتمناه المرء يدركه؟
ان مشكلتنا كأولياء امور اننا نبدأ باعلان حالة الطوارىء بالمنزل,, والاختبارات قاب قوسين او ادنى مما يترتب عليه حالة الاضطراب التي تسيطر على معظم الابناء والبنات وقبلهم اولياء الامور,, انني لست مع من يطلق العنان لخياله في تسمية الاختبارات بالشبح والكابوس وما الى ذلك من صفات تتردد كل عام وفي هذه الفترة بالذات على مسامع فلذات اكبادنا, لماذا نرهب ابناءنا قبل الاختبارات ونحطم معنوياتهم وفيهم المتفوقون والمبدعون الذين يبشرون بالخير لمستقبل هذا الوطن,, وهل الاختبارات ارهاب او تعجيز ام هي قياس للتحصيل والقدرات؟
ولماذا لا تكون فترة الاختبارات مثل اي فترة مضت من فترات العام الدراسي ولمصلحة من خلق هذا الجو المرعب للابناء قبل الاختبارات؟
* ان الوعي الاسري مطلوب وضروري في هذه الفترة الحرجة من العام الدراسي، فليس هناك ما يمنع من تهيئة الجو المناسب والظروف المواتية لابنائنا خلال هذه الفترة ولكن بحدود وبحذر,, في حدود المعقول ويحذر من الحصول على نتيجة عكسية لا قدر الله.
واذا كان ابناؤنا وبناتنا من الطلبة والطالبات هم اغلى ثروة في البلاد فإن الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهم الله - عملت وتعمل من اجل العلم والتعليم وتبذل في سبيل ذلك جهودا مضنية تنفق من ميزانيتها مبالغ كثيرة تقدر بمبلغ عشرين مليار ريال سعودي من اجل رفعة العلم والتعليم والقضاء على الجهل والامية.
كما ان توجيهات وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات تدعو كافة المناطق التعليمية الى تكثيف الجهود خلال فترة الاختبارات وتهيئة الجو المناسب للطلاب والطالبات لاجتياز اختباراتهم بعيدا عن هذا الخوف وتلك الرهبة وان كافة الامكانيات مسخرة لتحقيق هذا الهدف.
تلك هي سياسة الدولة التعليمية ممثلة في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات فهل لنا كأولياء أمور ان نرتفع الى مستوى الحدث ولا نرهب ابناءنا مما يدّعون انه شبح وكابوس مزعج؟
سامية محمد العباسي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved