Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


ولسوف تبقى رغم انك راحل

** لقد رزئت الأمة الاسلامية بفقد أحد أعلامها، وأوحد علمائها زمنه، علامتها، الورع، التقى، الصادق النقي، المخلص لدينه ولولي أمره ولأمته، الذي أمضى حياته، وليس له منها إلا سويعات ينامها، أو يتفرغ فيها لمناجاة ربه، وما عدا ذلك فكله في حوائج المسلمين وقضاياهم، ودون أن يقال عن ذلك العلم باسمه لاشك انه معروف من الجميع ولدى الجميع، والتصريح باسمه ألم يعصر الأفئدة، وعزاؤنا في فقده التجمل والتحمل، انه سماحة شيخنا عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وما اخال مؤمنا إلا وحزن لفقده، وتألم، ومن لم فقولي له,, (لا نامت أعين الجبناء) وما حديثنا عنه إلا تعلات نرسلها للتسلية، -والحديث ذو شجون- وهي الحقائق الثابتة وان هذا هو مصير كل حي، أحسن الله للجميع المصير، وما هذا ببدع ولا مستنكر، فمن قبل شيخنا فقدت الأمة العلماء الأجلاء -وهكذا- ولكن الله يعوض, إذ فقدنا العلامة سماحة مفتي البلاد السعودية الشيخ محمد بن ابراهيم، وسماحة العلامة الشيخ عبدالله بن حميد، وكذلك العلامة، الجهبذ في ميدانه الشيخ المجاهد عبدالرحمن الدوسري، ومعلوم أن كل من ينتقل من أولئك وأمثالهم أنه يترك ثغرة يدركها العقلاء مهما كان الخلف، وليس ذلك في الناحية العلمية فقط، ولا في الأمور القيادية كذلك، ولكنه في مجموع الصفات، خلقية، وموروثة، ومكتسبة،حيث يتمايز البشر بها من شخص الى شخص، وليس من أمست أو أضحت مائدته يشهدها كل وافد وكل طارق على مختلف الألوان والجنسيات والمكانة طيلة عمره كمن لا يشهدها إلا فئة خاصة وبأزمنة خاصة، أقول: لا يستوون!!.
وها نحن اليوم - وكما أسلفت، وكما كتبه عنه- نفقد علما من أعلام الإسلام ومن تمثل الاسلام قولا وعملا وصفة، فيما نحسبه والله الحسب، إذ منحه الله ما أراه عزيز المنال في بعض جوانبه، كرما في خلقه، كرما في ماله، سعة في حلمه، قوة في عزمه، عزوفا عن الدنيا ومغرياتها، تعلقا بالآخرة وأسبابها، صدقا ووضوحا مع الراعي وصدقا ووضوحا مع الرعية متحملا في سبيل ذلك الأعباء والعناء، بصبر لا ينفد، وجلد لا يلين، وقوة عزم لا تكل، وصدق نصيحة، لا مداهنة فيها، وتواضع لا ضعف فيه، حتى بقي قريبا محبوبا من والي الأمر بصفة خاصة، ومن جميع ولاة الأمر بصفة عامة ولا أدل على هذا من ذلك المشهد الذي جاء به ولاة الأمر من كل مكان في المملكة ليشهدوا الصلاة عليه في الحرم ولتشييعه، بما فيهم خادم الحرمين الشريفين الذي شهد الصلاة على سماحة الشيخ ابن باز، وهو وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير سعود بن محمد وصاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وصاحب السموالملكي أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة الأمير ماجد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد وبقية أصحاب السمو الملكي وأصحاب السمو الأمراء والعلماء والوزراء.
كما بقي قريبا محبوبا من عموم المسلمين على مختلف مستوياتهم العلمية والاجتماعية، وما ذلك المشهد في الصلاة والتشييع إلا بعض تلك المشاعر، ومن يعرف مشاغل الشيخ يرحمه الله، ويدرك نتائج تلك المشاغل وعلى تزاحمها وكثرتها ويجد الوصول اليه سهلا من كل ذي حاجة بسماحته، يتقرر لديه ان الله قد بارك له بوقته، وعلمه، وجهده، وعمره، على تعدد مسؤولياته وجسامتها،وكيف لا وهو لا يعرف اجازة رغم أحقيته بها، ولا يستلذ براحة إلا في خضم تلك المشاغل التي يقوم بها في خدمة المسلمين وقضاء حوائجهم في كل ما يهمهم.
إنه لا يسأم ولا يُسأم؛ حديثه طيب غير مستثقل، لا يأتي به مكرورا، ولا منفرا بل تجده يستهويك سماعا وقراءة، فتستشعر به الصفاء والنقاء، وتستجلي به عظمة الايمان التي تأخذ بك اليه دونما تشعر، يشترك في هذا نحوه الموافق والمخالف، وهكذا يكون المؤمن الهاش الباش، الصادق في نصيحته ومحبته، العازف عن الدنيا، المقبل على الآخرة، المحب للناس والمحبوب منهم، الزاهد بكل شيء إلا ما كان بالله ولله ومن الله وعن الله، دعوته بجلاء، وموعظته برفق، ومجادلته بالحسنى، لا تجده معنفا، ولا مؤنبا، ولا مشهرا ولا مجرحا، ومن كانت هذه صفته سيجعل الله له القبول في الأرض، وهو ما تحقق لسماحته يرحمه الله حيث نجد المخالف يتقبل من سماحته فيسكت ويطاوع، ان قناعة وان حياء وتكرمة، ثم كيف وهو كرم اسلامي خالص مجرد من موبقات الأعمال ودوافع المصالح، وهو وكما فتح الله صدره فقد فتح بابه فلا تجده موصودا تسفو عليه الرياح!! فحين يكون في الرياض تعرف وجوده من كثرة الوافدين الى منزله، وحين يكون في الطائف فكذلك، وحين يكون في مكة فحدث وأكثر، فسبحان من منحه ذاك وأعطاه عليه الصبر ورحابة الصدر، وحسن التقبل وقوة التحمل، وقد عرفت سماحته أول الأمر وقبل اليفع عن والدي - لطف الله به - يوم أن كان في المدينة المنورة وربما انه يوم ان كان سماحته نائب رئيس الجامعة الاسلامية ووالدي يعمل أمير طريق الهجرة هناك، إذ يقول والدي - منّ الله عليه بالشفاء ولطف به- سألت سماحته يوم ان كان الناس لدينا في الكثير من بلدان نجد وقراها - إن لم يكن في العموم- لا يصومون على الرادي ولا يفطرون على ورود الخبر منه حتى ولو كان متحققا عن اذاعة المملكة العربية السعودية، بل ويرون ذلك من المحرمات ومن الكبائر أن يكون، ولهذا فقد كان أهل قرى الزلفي وكغيرهم، وتخصيصا أهل قرية المنسف، قرية والدي، كانوا يبقون يوم العيد من رمضان على صيامهم لأنهم لم يتبلغوا في دخوله إلا بعد يوم من مدينة الزلفي حيث البرقية هناك، لبعد المسافة ومشقتها ما لم يكلف شخص بهذه المهمة، الى تلك القرى ولهذا يفوتهم أول يوم من رمضان وحينا يصومون يوم العيد حتى يرد اليهم الخبر عن طريق شخص بذاته ويكون ثقة معروفا، أو يرى الهلال، لا يصومون أول يوم من رمضان لعدم الرؤية وعدم الخبر الشخصي ويصومون يوم العيد منه وهم يسمعون الرادي يعلن ويبارك بالعيد من خلال الاذاعة السعودية ولا يقبلون أن يفطروا ولايجرؤ أحد أن ينبس ببنت شفة حتى سأل والدي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز تحريرا فأجابه على ذلك تحريرا بأنه متى ما سمع خبر دخول أو خروج شهر رمضان في الرادي من خلال اذاعة المملكة العربية السعودية وثبت ذلك فانه يجب الأخذ به صياما أو افطارا، ولا أنسى أنه حينما جاء والدي بتلك الفتيا تعاظمها الناس ونفر منها بعضهم حتى أخذوا على ذلك وألفوه.
وما أن شببت عن الطوق،! ودخلت المدرسة الابتدائية ومنها تخرجت الى المعهد العلمي في الزلفي حتى أخذت أقرأ عن شيخنا وتضاعفت القراءة، بعد ان التحقت في كلية الشريعة دارسا حتى تخرجت فبقيت أعرف سماحته عن كثب لا عن قراءة فقط، مجالسة ومحادثة، مشافهة أو مهاتفة، إلا انني غير لصيق به، للمشاغل وبعد المسافة وكل مقابلة أو مهاتفة لي مع سماحته تبقى ذكرى لا أنساها، منها:
1- قابلت سماحته والشيخ عبدالله بن محمد المجاهد يوم ان كان مدير مدرسة تحفيظ القرآن في الزلفي وتحدثنا معه حديثا خاصا بيننا وبينه فأرشدنا على نور وبصيرة، حمدنا عاقبتها وحمدناها لسماحته،ولا أنسى ذلك الموقف له إذ أكد علينا بالدعوة وان نتغدى معه ذلك اليوم فاعتذرنا بموعد سبق وانصرفنا شاكرين؛ وللقارىء أن يدرك هذا الموقف من حيث تواضع سماحته واعطائنا وقتا خاصا، ومن حيث رحابة صدره وكرمه، وماذا يرتجى إلا المثوبة وتلك هي الجبلة الكريمة والصفة السامية التي تكاد تندثر إلا بين من تربطهم علاقات قربى أو زمالة ونحوها حين أكد علينا إلا ان نتغدى عنده وقد أخذ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه أو كما ورد.
والذكرى الثانية: انني كتبت الى سماحته رسالة خاصة لا تخلو في نظري من الأهمية ثم التقيت بسماحته بعدها في منزل الشيخ الفاضل معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، إذ دعيت ومجموعة من المشايخ على شرف دعوة معاليه لسماحة شيخنا وقد أسر لي سماحته فيما بيني وبينه بعد السلام وكان قابضا على يدي أمورا مما تضمنتها تلك الرسالة أحمدها له وأرجو الله ان يكافئه عليها بأكرم مكافأة وأجزل مثوبة كما قال لي وأكد بأنه لا بد وأن يكون لي حضور في مجالس المشايخ وطلبة العلم، وما أحوجني لذلك وأشد شوقي لولا المشاغل الشاغلة.
الذكرى الثالثة: اجتمعت وسماحته في منزله وكانت ليلة مشهودة، وكان الحديث حول الغيبة والنميمة فسألت سماحته كيف الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته وبين ما جاء في النووي:
والذم ليس بغيبة في ستة
متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقا ومستفت ومن
طلب الاعانة في إزالة منكر
وقد سألت قبله ثلة من العلماء فلم تشف اجابتهم مع فضلهم خارج ما قرره العلماء في هذا الشأن فكان جوابه يرحمه الله أتم وأشمل وأكمل ما قرأته أو سمعته، حيث بدأ أولا بالتفصيل والأقوال في ذلك فالتدليل ثم التقرير حتى جاء على ما تطلبه النفس فشفى وكفى.
الذكرى الرابعة: قلت قصيدة اسميتها النجدية وهي معارضة لقصيدة قرأتها في المجلة العربية وكان منها بيت اعترض عليه من بعض طلبة العلم والمشايخ حتى ان منهم من قال إن هذا البيت خدش في العقيدة وهو
وماذا اشتكت من حر نجد وبؤسها
سوى نعمة تحكي لنا جنة الخلد
وقد تجادلنا بما لم يكن عليه اتفاق منا، فهاتفت سماحة شيخنا وكان يومها في الطائف لطف الله بوالدي وبه وبكل مسلم فعرضت على سماحته ما دار بيني وبين أولئك وذكرت كل قول مني أو ضدي وأسمعته البيت فطلب مني اعادته فأعدته وأردفت ان منهم من يقول إن فيه خدشا للعقيدة فقال يرحمه الله لا، ليس الى هذا الحد وانما فيه المبالغة الزائدة ولتواضعه وورعه قال: فيما يظهر لي والله أعلم، فنشرت القصيدة في المجلة ذاتها بما فيها هذا البيت المعترض عليه من بعض طلبة العلم ومن قصد البحر استقل السواقيا ليرحم الله أبوي وشيخنا ومن له حق علينا وجميع المسلمين, وما فراق الشيخ وفقده بمصيبة نزلت في بيت واحد فتألم لها أفراده ولكنها مصيبة عمت وطمت وانها وان لم تبك العيون فقد أبكت القلوب ولا اخال متحدثا أو كاتبا عن هذا الرجل إلا وهو صادق لأنه لم يكتب ولم يتحدث تحقيقا لرغبة أحد أو تزلفا الى أحد ولكن هذا ما يمليه الوفاء وتستشعره المروءة ومن باب أذكروا محاسن موتاكم وما الحديث عن شيخنا كالحديث عن غيره مع الاحتفاظ بحق الكل ولا هو بحديث الذكريات فذلك مما يكون له مقام آخر، ولا هو بالحديث عن علمه من مؤلفات وأشرطة فتلك مما طبق الآفاق وعم المعمورة وقد يقول: قائل: ليست مؤلفات ابن باز بالمستوى الذي يتناسب وعلمه ومقامه وسني عمره التي أمضاها في العلم وللعلم اذا ما قيست بمؤلفات أخرين, والجواب على هذا من وجوه، أولها: ان الشيخ ما كان متفرغا للتأليف وأنى له ذلك وهو المشغول بكل جوارحه لأمته في شتى قضاياها على تباعد ديارها وسعة أقطارها وهو معها في كل ما يستجد، وما يتأتى التأليف إلا لمنقطع أو شبه المنقطع عن الناس، وجل وقت الشيخ مع الناس وبين الناس، ما بين مستفت أو مستزيد في علم أو طالبه، وما بين طالب شفاعة، ومستنجد به لكشف مظلمة أو سداد ديون وهلم جرا.
وثانيها: انه لا يرى عمله الوظيفي الساعات المقررة من خلال الدوام المحدد فحسب، ولكنه يراه ملازما له مستمرا معه في مكتبه ومنزله وحال حضوره دعوة خاصة أو مناسبة عامة وكل وقته إلا ما كان للنوم أو للعبادة فهومشغول به في ندواته،ومحاضراته، أو مكاتباته وتلك من العبادة ومثل هذا أكبر من أن يكون مؤلفا بل هو داعية مجاهد، مقرر للأحكام وكل حديث منه أو جواب فهو بحكم، ثم ان التأليف يدخل ضمن هذه الأعمال وكل عمل يقوم به سماحته إنما هو تأليف، وهو لا يسعى الى التأليف أو القول في شيء إلا ما يرى حاجة الأمة الآنية متعلقة بها أو انها بحاجة لذلك مستقبلا في أحكام عبادتها وأحوالها، وان ما قام به سماحته ليستغرق الأسفار في دعوته وجلده أو في حلمه ونصحه وكرمه، أو في المجمل الجميل من تلك الخلال الحسنة التي تحدث عن بعضها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كما تحدث عنها فضيلة الشيخ عبدالله بن منيع عبر التلفاز السعودي وبحق فما فقيدنا إلا أمة في واحد، جعل الله به الخير الكثير لأمة الاسلام تخفيفا وتسهيلا وتيسيرا، بما منحه من سعة في العلم، وعقل راجح، وفكر ثاقب، ورأي صائب،وتقدير للعواقب في حالها ومآلها، مما يتمثل في درء المفاسد وجلب المصالح، وصحيح الأحكام ومعتلها مما يصح لديه أو يثبت فتترجح به احدى القاعدتين، ليرحم الله أبوي ويرحمه وجميع المسلمين رحمة واسعة وان يفيض عليهم شآبيب رضوانه وأن يجعل الخير والبركة في خلفه، سماحة الشيخ عبدالعزيز وأن يسدده ويوفقه وإنا لله وإنا إليه راجعون ولتلك النازلة جاءت هذه القصيدة:
جل المصاب
رزء لعمرك جل في الأرزاء
ومصيبة الإسلام في العلماء
وزماننا، هذاالزمان محيّر
لذوي النهى بتشاجر الأهواء
لبست براقع أوجه فتلونت
بوجوهها كتلون الحرباء
فتن كجنح الليل تعصف بالورى
ولأنت كاشفها لدى اللأواء
جل المصاب مصيبة نزلت بنا
لكن في الخلف الكريم عزائي
عبدالعزيز محله عبدالعزي
ز وذاك فأل طيب الأسماء
وكذا الحياة تعاقب ومصيرها
يا سادراً لمصيبة وفناء
ويخفف الآلام صدق عقيدة
والموت آكد غاية الأحياء
أمضيت قرنا - قل من أمضاه في
هذا السبيل- بدعوة وجلاء
وغدوت فيه البدر حال تمامه
وأضأت كونا واسع الأرجاء
ولسوف تبقى رغم إنك راحل
علما وذكرا طاهر الايحاء
ولأنت أنت بساعة يعيابها
صدرا ووردا صادق الآراء
عشت الحياة مجاهدا ومناصحا
حتى غدوت محط كل رجاء
وحمدت حياً في فعالك كلها
وفقدت فقد البدر في الدأداء
ونعاك في هذا التقي وغيره
ونعاك قبل أئمة الحنفاء
ونعاك من في الشرق نعي مودة
ورثاك من في الغرب خير رثاء
وبذاك سر لو علمت بكنهه
لعلمت أنك فوق أي ثناء
ولرب صمت في نعيِّك وقعه
ألما كمس النار في الأعضاء
فبقيت حيا في الوقار وميتاً
في موكب قد حف بالعظماء
من أنت؟! لا, بل أنت من؟! إن أنت ال
لا في الوجود مثاله للرائي
ما جئت تطلب في المناصب منصبا
كلا ولا راوحت في الشفعاء
لكنها الدنيا إليك توجهت
فنبذتها إلاكريم رداء
صدقا وإخلاصا وطهر سريرة
بعزيمة وأمانة وصفاء
ورعاً إذا سال اللعاب لمطمع
وتقى يذكر في الألى الفضلاء
عوضت في فقد اثنتين كرامة
فكشفت فيها حُندس الظلماء
وأخذت بالنهج القويم ولم يكن
منك التناقض حالة الافتاء
رفقا وتقديرا وعقلا نيرا
مسترشدا في الشرعة الغراء
وسلكت في نهج الشريعة مقصدا
حتى بلغت مطالع الجوزاء
لا يبتغى إلاه مورد حكمة
والشمس لا تحتاج للأضواء
وغدا لعمرك في الوجود منارة
وبدا به فردا على النظراء
وبذا حللت بكل قلب طاهر
وملكت تقديرا من الأعداء
وغدوت للإسلام وجها مشرقا
وكذاك -حقا - سيرة الرحماء
عشت الحياة لغير نفسك صادقا
ولذاك أقصى مرتقى العلياء
ورغبت في أسمى الصفات فنلتها
وزهدت في الأدنى ولست ترائي
وغدوت للمرعي أصدق ناصح
ونصحت للراعي بصدق ولاء
وبقدر ما حزن المحب لفقده
فالقبر سر بخيرة النزلاء
وثمار تلك تمثلت في مشهد
جمع الجميع بهيبة ووفاء
جادتك قبرا حل فيه هواطل
متعاقب الاصباح والامساء
وتغشت الرحمات مضجعه الذي
جمع التقى ومروءة الكرماء
عش في الجنان منعما بثمارها
عبدالعزيز ببهجة وهناء
عبدالعزيز بن محمد آل غزي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved