Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


النافذة
نحو حوسبة المجتمعات (7)

كنا فيما سبق من هذه السلسلة قد تعرضنا للخطة اليابانية الوطنية للمعلوماتية وقد اخذناها كمثال حي للتدليل على إمكانية حوسبة المجتمعات ,ونحن في هذا المقال سنحاول بقدر الإمكان تتبع النتائج التي أحدثتها تلك الخطة وقبل البدء في رصد نتائج تلك الخطة يجب التنويه إلى مدى صعوبة الاحاطة بالمعلومات عن جميع القطاعات التي كان للخطة تأثير عليها وذلك لشموليتها,كما تجدر الإشارة إلى التذكير بصعوبة الحصول على المعلومات بخصوص هذا الموضوع اذ اننا في الدول العربية وربما في جميع دول العالم منفتحون على الغرب وبالاخص الولايات المتحدة الأمريكية ولهذا فإن المعلومات عن الشرق تعد شحيحة وبالمناسبة فإن الدعوة مفتوحة لمن لديه أي معلومات بخصوص هذا الموضوع أو أي موضوع له علاقة بحوسبة المجتمعات لمشاركة الجميع في ذلك من خلال هذه الصفحة أو مراسلتي على العنوان التالي mmshahri* scs.org..sa
وذكرنا في بداية هذه السلسة أن اليابان أدركت أهمية تقنية المعلومات وأن الريادة ستكون بلا شك لمن أحرز قصب السبق في مجال تقنية المعلومات ونحن نرى في هذه الأيام مصداقية ذلك في النمو المتنامي لاقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية اذ ان لشركات المعلومات وخاصة شركات الإنترنت وشركات التجارة الإلكترونية لها نصيب الأسد في ذلك النمو,وتعتبر الثمانينات من هذا القرن العصر الذهبي للصناعة اليابانية والاقتصاد الياباني ولم تكن تقنية المعلومات بمنأى عن ذلك,ففي عام 1988 كانت مصانع أشباه الموصلات في اليابان تنتج أكثر من نصف الانتاج العالمي ,)Electronic Englneering 30/6/1907( مع أن هذه النسبة هبطت إلى الثلث في عام 1997 وهذا قد يعود إلى ما تعرض له الاقتصاد الياباني في بداية التسعينات من كساد كما ان التفوق الصناعي الياباني في السبعينات والثمانينات من هذا القرن وخاصة في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية،اضطر الشركات الأمريكية إلى الخروج من المنافسة في بعض الصناعات الإلكترونية مثل صناعة التلفزيونات وأجهزة المذياع,فقد جاء في كتاب(الصراع على القمة-عالم المعرفة 204)إن تاريخ الإلكترونيات الاستهلاكية هو تاريخ تراجع متوال إلى دائرة النسيان التي لن تخرج منها هذه الصناعة الأمريكية قط,وكانت صناعة أجهزة الراديو والمنتجات السمعية الأخرى هي أول ما توقف,فقد كانت الولايات المتحدة تنتج منها 95في المائة في عام 1955 واتخفض إنتاجاها إلى30 في المائة في عام 1965ثم إلىصفر تقريبا في 1975 أما عن التلفزيون فقد جاء قد تضاءل (أي الانتاجية)بحيث لم يعد على قيد الحياةغير شركة واحدة هي شركة زينيت وكانت لها حصة في السوق تبلغ 15في المائة عام 1991,وتوصلت هذه الشركة إلى اتفاق عريض لاقتسام تكنولوجيا مع مؤسسة كورية هي جولدستار وإن هذا التفوق الياباني جعل كثيرا من شركات صناعة تقنية المعلومات في أمريكا تخشى الخروج من السوق لذا رأينا في الثمانينات كثيرا من تلك الشركات تدخل في مشاريع مشتركة مع الشركات المماثلة اليابانية مستغلة حاجة الشركات اليابانية إلى الخبرة في مجال اللغة.
إن تقنية الانترنت والتجارة الإلكترونية قد رجح كفة الولايات المتحدة الأمريكية على اليابان في مجال تقنية المعلومات في التسعينات من هذا القرن،كما ان الكساد الاقتصادي والفساد الإداري والمالي في اليابان في بداية التسعينات كان له أثرة الكبير في تراجع تقنية صناعة المعلومات في اليابان ومع ذلك مازالت اليابان تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية,وعلى الرغم من هذا التفوق الأمريكي فما زلنا نسمع بعض الأصوات المتخوفة من الإفاقة اليابانية ومما جاء بهذا الخصوص ما جاء في Forbes بتاريخ 1997/8/25 لإلقاء نظرة على ما هو معروض في السوق من حاسبات شخصية فلن نجد الكثير مما يحمل الهوية اليابانية ولكن عند فتح تلك الصناديق والنظر لما بداخلها فإن القصة تختلف,فعند أخذ الحاسبات المحمولة كمثال سنجد أن معظمها تعمل بمعالج Intel وهو ما يمثل %12 الى %14 من التكلفة لكل جهاز،وعلى النقيض فإن %18 إلى %25 من التكلفة تأتي من الشاشات لتلك الأجهزة والمصنع معظمها في اليابان.
م,مشبب محمد الشهري
الرياض- المستشفى العسكري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved