Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


رأي الجزيرة
صهيونية آل جور

أدلى نائب الرئيس الأمريكي آل جور أول أمس وامام احتفال للوبي الصهيوني الذي يمثل 55 منظمة يهودية في الولايات المتحدة، أدلى بتصريحات شديدة الخطورة، تجاوز بها لاءات ايهود باراك الاربع فور فوزه برئاسة الحكومة الاسرائيلية يوم الاثنين الماضي، 17/مايو/1999م .
قال آل جور ان الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعارض عقد مؤتمر في جنيف حول الحقوق الفلسطينية واتفاقية جنيف الرابعة التي تحمي حقوق المدنيين في الأراضي المحتلة بالقوة العسكرية,, واضاف ان الولايات المتحدة سوف تسعى لمنع انعقاد هذا المؤتمر في يوليو القادم، وستقاطعه اذا عُقد ضد ارادتها!.
واضاف آل جور ان الولايات المتحدة تقف ضد إحياء القرار 181 الذي اصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر نوفمبر عام 1947م، والذي قضى بتقسيم دولة فلسطين الى دولتين، يهودية واعطيت مساحة 55% من أراضي فلسطين، وفلسطينية وأعطيت باقي الأراضي وهو 45% !,ان نتنياهو نفسه لم يدل بمثل هذه التصريحات المتطرفة في اليهودية، بل والصهيونية، بالرغم من أنه عمل طيلة ثلاث سنوات كرئيس لحكومة اسرائيل على تعطيل جميع الاتفاقيات التي التزمت اسرائيل بتنفيذها في اطار عملية السلام.
كان يزايد ولم يجرؤ على التصريح بعدم الاعتراف بالقرار 181 اعترافا يفهم منه المعنى الذي ذهب اليه آل جور في تصريحاته!.
وليس من السهل قبول تصريحات آل جور على انها دعاية انتخابية باعتباره مرشح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر عام 2000م.
بل يتعين -عربيا- فهم تصريحات آل جور على أنها انحياز بلا حدود أو تحفظ لجانب اسرائيل وعداء سافر وبلا تحفظ ايضا للحقوق الفلسطينية خصوصا والعربية عموما مثل حق سوريا في استعادة الجولان المحتلة، وحق لبنان في استعادة الشريط الحدودي المحتل من أراضي جنوبه.
ولقد أمحى الحماس لاسترضاء اليهود واستجداء اصواتهم وودهم، أمحى من ذاكرة آل جور حقيقة سياسية وواقعية هي ان دولة اسرائيل قامت على أرض فلسطين بموجب القرار 181 الذي يرفضه اليوم لكي يمنع تنفيذ شقه الآخر المتعلق بقيام الدولة الفلسطينية بموجبه ايضا.
كما ان حماس آل جور لخطب ود اللوبي الصهيوني ومن النفوذ القوي في الولايات المتحدة وخاصة في أهم دوائر صنع القرارالأمريكي انساه ان مؤتمر جنيف لدعم الحقوق الوطنية والانسانية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ينعقد بموجب اتفاقية دولية وقعت عليها بلاده ضمن الدول الموقعة عليها لأنها تتعلق بحماية المدنيين من أي عدوان وانتهاكات حقوقهم الانسانية من جانب قوات الاحتلال العسكري على النحو الذي تمارسه قوات الاحتلال الاسرائيلية ضد الفلسطينيين في أراضيهم المحتلة.
والمثير للدهشة أن الولايات المتحدة تقود حاليا حربا ضد يوغسلافيا لنفس السبب الذي دعا لعقد مؤتمر جنيف في يوليو القادم,, انها تحارب يوغسلافيا الآن لانتهاكاتها الاجرامية الخطيرة لحقوق الانسان في إقليم كوسوفا، وحقوق الانسان لاتتفاوت بين انسان وآخر,, كما ان الانتهاكات الاجرامية لا تختلف - وان تفاوتت- من معتد لآخر,, وما يقوم به ميلوسيفيتش ضد سكان اقليم كوسوفا يقوم به قادة اسرائيل ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
المؤسف ان تصريحات آل جور محسوبة على الولايات المتحدة الأمريكية وهي الراعية الأولى لعملية السلام، وليست محسوبة عليه ليتحمل وحده مسؤوليتها وردود فعلها العربية والدولية الأخرى.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved