Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


لنفكر سوياً
عذابات يومية
سلطانة عبدالعزيز السديري

مشاهدة الاطفال المشردين من ديارهم في حروب لا ذنب لهم فيها على شاشة التلفاز يوميا تبعث بالأسى وتجعل المرء يشعر ان الضمير الانساني اصبح في غفوة فقد اصبحت آلات التدمير هي ضمير تجار الحروب اما البعض الآخر الذي لا حيلة له في ذلك فهو يحاول العيش رغم عذاب الضمير ولكنه عاجز عن فعل يصد به تلك الاعتداءات المستمرة والتي تستهدف المسلمين غالبا الذين شتتوا في بلاد عدة لتضيع هويتهم الاسلامية مع مرور الايام في بلدان غير إسلامية,, فيا للبشر الذين وصلوا إلى اقصى الحضارات التكنولوجية والعلمية ولكنهم لم يتوقفوا مع ضمائرهم ساعة لاستعمال تلك الحضارة في سبيل حفظ الحقوق الانسانية,, ويا للبشر الذين قست قلوبهم وهم يرون نشيج الثكالي والفزع المرتسم في عيون الصغار الذي شاء لهم الحظ النجاة من القتل وصدق الله الكريم الذي قال: (قتل الانسان ما أكفره) ذلك الانسان الذي اصبح لا يحمل من سمات الانسانية إلا الاسم فقط,, اما المعنى النبيل فقد ضاع في قلوب غشاها الظلام وفقدت نور الايمان الذي يبدد الظلمات ويجعل الطريق إلى الخير واضحا,, ويا للعجب ان يحدث كل ذلك في عصر جعل الدنيا قرية صغيرة متواصلة المعلومات وفي وقت يزعمون فيه ان للانسان حقوقا انسانية وان الحضارة قد وصلت إلى القمة,, ورغم انه يوجد هناك علماء يقضون حياتهم في سبيل البحث عن دواء يشفي المرضى نجد ان هناك من يقتل الاصحاء الابرياء,, ويعتدون على المدن الآمنة ليشردوا ويقتلوا ويعتدوا نسأل الله ان ينجينا من هذه الاهوال وان يبارك لنا في الدين الحنيف الذي هو طهارة للقلوب ونبذ للحقد والبغضاء والاعتداء وان ينصر عباده المؤمنين في كل مكان,.
***
عذابات أخرى
أما عذاب الرسائل التي يحملها البريد إليّ فتجعلني في حيرة وألم فقد أعجز أحيانا عن المساهمة في وجود الحلول الشافية لها,, ولعل أكثرها ألما هذا الاسبوع هي رسالة الابنة ه,,ع من الافلاج والتي تشكو فيها الحال لضيق ذات اليد وتكالب الديون على والدها صاحب المرتب الضئيل الذي لا يكاد يفي مرتبه في احتياجاتهم اليومية من طعام وشراب وهم ستة من البنين والبنات,, وابنة التاسعة عشرة تحلم كما تحلم جميع الفتيات في بيت آمن مريح ونظيف تسكنه وتحلم بغرفة خاصة لها وسرير مريح تنام عليه عوضا عن هذه الغرفة الضيقة التي لا تكاد تتسع لها ولشقيقاتها,, وفي نبذة من خطابها الطويل والذي يحتوي على عشر صفحات تقول: لم أحلم بقصر عال ولا غرفة جميلة فقط كل احلامي انسجها منذ صغري ان يكون لي غرفة مستقلة انعم فيها بسرير وأمسح دموعي ببطانية ناعمة وأفتح نافذتي في الصباح لاستمتع بنسيم الصباح ودفء الشمس وتمدني أنغام العصافير بالبهجة,,
أحلم بمنضدة صغيرة اضع عليها أصدقائي الاقلام وأوراقي الحزينة التي أودعها احلامي واحزاني,, ولكني اعود من تلك الاحلام لاجد الواقع المرير الذي تتقاذفني فيه امواج من الهموم وأنا في بحر الاحزان اتخبط,, اصحو على الواقع المرير لاجد البيت الطيني الذي حينما تهطل الامطار يصبح بركة من المياه ولضيق ذات اليد فإن بناء سقف جديد له يحتاج إلى تكلفة لذا فقد وضعنا له مظلة,, شينكو, هذا بعض ما جاء في الرسالة من عبارات كتبتها الصغيرة بلوعة شعرت بها من خلال السطور,, ولو اراد احد من اهل الخير مساعدة تلك الاسرة والتأكد مما جاء فيها فإن العنوان موجود عندي,, والمؤلم ان يكون هناك عائلات تقاسي الفقر الشديد وضيق اليد والناس في غفلة عنها لانهم ربما لا يعلمون او يعلمون ولا يبالون,.
أما رسالة الاخ الكريم حمد بن عبدالرحمن الشيحان من الدمام والتي يقول فيها: انني من المعجبين جداً بكتاباتك القريبة لنفسي خاصة انها اجتماعية بل انسانية فلك منا تحية,.
ويسألني الاخ الفاضل عما كتب بعنوان (الرجاء التزام الوقار) هل هذا العنوان اسم الكتاب ام اسم الكاتبة فاطمة السراة,,والحقيقة ان اسم (الرجاء التزام الوقار,,) هو اسم كتاب للمؤلفة الاديبة فاطمة السراة وهو كتاب رائع رغم صغر حجمه,, وكان بودي معرفة عنوان الاخت الفاضلة فاطمة السراة ولكني للاسف لم اجد في اهدائها لي ما يشير إلى عنوان فأرجو منها ان قرأت سطوري هذه ان تبعث لي بعنوانها,.
أما تساؤل الاخ عبدالرحمن ان كان هناك لي اصدارات,, فالجواب نعم ان عندي خمسة دواوين شعرية اثنان باللغة العربية وثلاثة من الشعر الشعبي كما ان لي كتابين يضمان مقالات اجتماعية وقصصا انسانية من الواقع والبيئة وحكم زودتني الحياة بها,, وفي المكاتب الآن ثلاثة منها هي: على مشارف القلب وهو ديوان شعر باللغة العربية,, الحصان والحواجز ديوان شعر شعبي,, وبين العقل والقلب,, وهو يضم مقالات اجتماعية وقصصا انسانية,, ولمن اراد من الاخوة والاخوات مراسلتي فإن عنواني كالتالي 11583 الرياض,, ص,ب 53010 وللجميع تحياتي وشكري وتقديري لتواصلهم واهتمامهم بما اكتب.
***
من مفكرتي الخاصة
لا يستطيع الانسان الشعور بالطمأنينة وشيء من الراحة إلا بالتزود بالايمان العميق والعمل الطيب الذي يستطيع القيام به في سبيل خير امته ومجتمعه وأسرته,, والتمسك بعروة الله الوثقى لينتشل الله عباده المؤمنين من هذه الصراعات المحيطة بهم من كل جانب,.
***
مرفأ
ودموع الأطفال تجرح لكن
ليس منها بدٌّ فيا للشقاء
هؤلاء الذين قد منحوا الحسَّ
وما يملكون غير,, البكاء
الشاعرة / نازك الملائكة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved