Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


يارا
باي باي رصيف الحوامل
عبدالله بن بخيت

في كل مرة اتابع او اشاهد فيها موضة او اتجاها اجتماعيا اذهب في حالة تأمل لا اعرف كيف تبدأ هذه الموضات وكيف تنتهي, ففي الغرب ستجد دائماً ان هناك اصحاب مصلحة يقفون وراء انتشار الظواهر والموضات سواء في الملابس او المكاييج او الرقصات,, الخ, فكل شيء تقف خلفه فكرة تجارية تبتكرها واحدة من الشركات التي تعرف شغلها, او يقف خلفها رجال مغامرون يقفزون الى صفوف الأغنياء بالطهبلة.
اما في عالمنا فلا أحد يعرف كيف تبدأ الموضات المحلية اما بالنسبة للموضات التي تتطلب مصاريف فهذه في الغالب موضات مستوردة لأن معظم الموضات والاتجاهات المحلية لا تتطلب مصاريف اي لا تعكس فائدة لأحد, فمثلاً يشغلني ما يعرف الآن برصيف الحوامل في مدينة الرياض وهو الرصيف الذي يقع على سور مبنى وزارة المعارف الذي سيبنى في القرن السابع والعشرين ان كنا من الحيين,, فمشاهد النساء وهن رايحات جايات مع قليل من الشباب (الذين يموتون في رياضة المشي) تثير عندي شيئاً من السرور, ففي كل مرة أمر من هناك اسأل كيف اتفقن ان يكون سور وزارة المعارف ميداناً للمشي؟ لماذا لم يتم اختيار سور الرئاسة العامة لتعليم البنات او اي من مبانيها؟!,, ربما كان المشي وبهذه الكمية من النساء جاء كرد فعل على قرار اغلاق النوادي الرياضية التي فتحتها بعض المستشفيات والمراكز الطبية لمساعدة النساء على العناية بصحتهن, او ربما كانت رغبة في التجول الحر في مكان آمن جعلت منه (حج وقضيان حاجة كما يقول المثل)، ففرصة بعض النساء لالتقاط نسمة هواء طلق محصورة في المحلات التجارية وليس كل امرأة قادرة على التجول في السوق يومياً لما يعنيه من مصاريف باهظة، ولكن الذي يدقق في الأخوات الغاديات الرائحات يلاحظ ان معظمهن فعلاً في حاجة الى الرياضة وخاصة رياضة المشي والجري فبعضهن يمشين ب(التدربي) ولكن هل سيتبع هذه الموضة موضات اخرى مفيدة؟.
سمعت أن النية تتجه لاعادة النظر في كثير من شوارع الرياض بحيث تعطي المشاة حقوقاً أكبر، وقد سمعت ان التغيير سيبدأ من شارع الأمير محمد بن عبد العزيز (التحلية) اذ سيتحول الى (شارع شانزليزيه الرياض) حيث سيرصف طريق الخدمة فيه ويترك للمشاة وطاولات المقاهي وهذه فكرة رائدة بلا شك فالرياض في حاجة قصوى الى هذا النوع من الشوارع التي تجعل الناس تشعر بالدفء الانساني والانتساب لبعضهم البعض.
هذا الدفء الذي ينتج من جراء الاكتظاظ والتواجد الاجتماعي المكثف مع الآخرين، ويمكن ان تشجع المرأة لاستخدام هذا الشارع على اساس ان اكتظاظه يمنحها الأمان والطمأنينة لذا آمل توفير التناغم بين الشكل الحضاري وبين العمق الحضاري المرجو خصوصاً فيما يتعلق بالمرأة فيجب ان نضمن ان المرأة تسير في هذا الشارع والشوارع الاخرى دون ان تقف سيارة او مجموعة من الرجال الفاسدين ليضايقوها او يقذفوها بكلام يجرح كرامتها وأنوثتها, فتجربة باريس يمكن ان تفيد على الصعيدين الانساني والحضاري.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved