Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


الشرف الفلسطيني ليس في خطر

في زاويته اليومية اضواء كتب الاستاذ والصديق الاستاذ جاسر عبدالعزيز الجاسر في العدد 9734 الصادر يوم الاثنين 9 صفر 1420ه الموافق 24 مايو 1999م مقالاً بعنوان الشرف الفلسطيني في خطر!! يحث فيه الكاتب اخوانه الفلسطينيين الذين استكانوا لهدم منازلهم ووقفوا عاجزين عن صد المستوطنين اليهود من احتلال منازلهم على عدم السكوت على تعرض قوات الاحتلال الاسرائيلي لعرضهم! .
وللتاريخ فان الاستاذ جاسر الجاسر يعتبر من أكثر الكتاب والمثقفين المنافحين بعلمهم وفكرهم وقلمهم عن القضية الفلسطينية في جميع المراحل التي مرت بها، ومن ابرز المدافعين عن جهاد ونضال الشعب الفلسطيني في وجه الطغمة الفاسدة من المثقفين العرب الذين جعلوا من القضية الفلسطينية مشجباً يعلقون عليه فشلهم في اقناع شعوبهم بتقصير حكوماتهم في حل قضاياهم في ظاهرة غريبة لبعض هؤلاء الكتاب والمثقفين نستطيع ان نطلق عليها ظاهرة العداء للفلسطينيين ان لم اقل العداء لكل من هو عربي ومسلم,,!
وقد استمعت بنفسي لكثير من قادة الثورة الفلسطينية وهم يعلقون على مقالات الاستاذ جاسر ويصفونها بالواقعية والتحليل الدقيق والمنطقي للاحداث رغم اختلاف بعض هؤلاء القادة مع وجهة نظر الاستاذ جاسر في حالات قليلة، لدرجة ان الاستاذ هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قال في احدى المرات ان الاستاذ جاسر اثبت في مقالاته وتحليلاته عن القضية الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي صدق مقولة ان الفلسطينية هوية نضالية .
ولكن يبدو ان ما افرزته اتفاقية اوسلو وملحقاتها من معطيات على الارض ومن تشويه للنضال الفلسطيني حيث جعلت من الكفاح ضد المحتل ارهابا، ومن باراك قاتل الاطفال والنساء بطلاً للسلام!! ومايرافق مأساة مسلمي كوسوفو من اغتصاب وانتهاك للاعراض امام ابصار العالم المتحضر، قد أثرت على ذاكرة الاستاذ جاسرفي مقاله الآنف الذكر.
ولكي نجلي الصورة التي تحاول بعض وسائل الاعلام الغربية الصاقها بالمرأة الفلسطينية وتشويه نضالها البطولي، نذكر الاستاذ جاسر بما يلي:
لقد احتلت المرأة الفلسطينية مكانا بارزاً ومميزاً في النضال الوطني بكافة أشكاله.
ففي خضم مشاركتها بالكفاح المسلح من اجل التحرير ومقاومة الاحتلال البريطاني لفلسطين قدمت اولى الشهيدات عام 1936م، ومع اتساع نطاق مشاركتها في النضال الوطني، وتعاظم فعاليتها، ازداد حجم تضحياتها، وهي بذلك اثبتت قدرتها على التفاعل مع مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية مما اكسبها مكانة مميزة في تاريخ نضال المرأة العربية والعالمية في النضال ضد الاستعمار والاحتلال والاضطهاد.
لقد اسهمت المرأة الفلسطينية في جمع الاموال لعائلات الشهداء وعائلات الثوار التي خرج ابناؤها للجبال للاشتراك في الثورة على الاحتلال البريطاني، وشاركت في نقل الطعام والماء والسلاح الى الثوار في الجبال بالاضافة الي تزويدهم بالضمادات والأدوية لاسعاف الجرحى، وقد جاهدت بعض النساء جنباً الى جنب مع الرجال في المعارك، كانت المرأة الفلسطينيةتودع الثوار بالزغاريد لتلهب حماسهم، وتحثهم على التضحية والاستماتة في الدفاع عن الوطن، وحين يعود الثوار وهم يحملون الشهداء تستقبلهم بالزغاريد لتعلن اعتزازها وفخرها بأبنائها، لم تخف المرأة الفلسطينية ولم تجبن، ولم تتردد في التضحية من اجل الوطن، فقدمت مالها وحليها من اجل شراء السلاح للدفاع عن الوطن، وكانت بعض النسوة تشترط ان يكون مهرها بندقية.
وفي زمن الاحتلال الاسرائيلي وصلت المرأة الفلسطينية الى درجة من النضج الفكري والوعي السياسي ادت الى إدراكها لأهمية النضال من أجل الوطن وبروز صورة المرأة الفلسطينية القوية الشجاعة، الذكية الواعية، المؤمنة بعدالة قضيتها وبحتمية انتصار شعبها في استرداد حقوقه المغتصبة، واشتركت المرأة الفلسطينية في الكفاح المسلح داخل الاراضي المحتلة، فقامت بعمليات فدائية، كما نقلت الاسلحة عبر نقاط التفتيش الاسرائيلية الى قواعد الثوار، وتمكنت من تفجير القنابل في وجه الاحتلال وتدمير منشآته العسكرية، وقد أصيبت بعض النساء اثناء قيامهن بعمليات المقاومة فمنهن من فقدت عيناً أو يداً أو كلتيهما، ومنهن من اصيبت اصابات بليغة بشظايا المواد المتفجرة ومنهن من استشهدت اثناء تنفيذ العملية والاعداد لها، والتاريخ الفلسطيني مليء باسماء هؤلاء النسوة، فاطمة برناوي، عبلة طه، عفيفة بنورة، لطيفة الحوارى، عائشة عيد حمادة، عايدة سعد، نعمة الحلو، رندة النابلسي، رسمية عودة، وعائشة عودة، تريز هلسة وريما طنوس وعشرات غيرهن، وفي زمن الانتفاضة المباركة ضد المحتل الاسرائيلي والتي اندلعت في التاسع من ديسمبر 1987م اصبحت لدى المرأة الفلسطينية قناعة ذاتية بدورها النضالي وبضرورة ممارسته بكل ثقة ووعي ودون خوف، فظهرت المرأة الفلسطينية في الانتفاضة كأنها الجدار الواقي لصد رياح الاحتلال، ودفعت الانتفاضة بالمرأة الفلسطينية للصفوف الاولى، فمنذ اللحظة التي خرج فيها الأطفال والشبان الى الشوارع يرجمون جنود الاحتلال لحقت بهم النساء يدفعن رصاص العدو الاسرائيلي الموجه لاطفالهن بصدورهن المليئة بالايمان وبقضيتهن.
وفي مرحلة طعن جنود الاحتلال والمستوطنين بالسكاكين كان للمرأة الفلسطينية دور بارز في هذه المرحلة، فعشرات من هذه العمليات قامت بها نساء وفتيات ودفعت المرأة الفلسطينية ضريبة الدم التي دفعها الشعب الفلسطيني وتعرضت المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لما يزيد على سبعة الاف حالة اجهاض في زمن الانتفاضة بسبب استنشاقهن الغاز السام الذي اطلقه جنود الاحتلال ضد اطفال الحجارة وفي المنازل.
ان الحديث عن نضال المرأة الفلسطينية يحتاج الى مجلدات وانت اعلم بهذا النضال يا استاذ جاسر، فلا تخش على المرأة الفلسطينية من تطاول جنود الاحتلال فهي قادرة على ردعه كما فعلت في السابق، فالحرة لاتأكل من ثديها!!
اما عن حديثك عن الفلسطينيين الذين استكانوا لهدم منازلهم ووقفوا عاجزين عن صد المستوطنين من احتلال منازلهم، فهذا حديث ذو شجون,,! فارجو ان تقرأ اتفاقية اوسلو 1 ، واوسلو 2 واتفاقية القاهرة، واتفاق طابا، واتفاق الخليل، واتفاق واي بلانتيشن، والتنسيق الامني الفلسطيني - الاسرائيلي,, وغيرها الكثير من الاتفاقات والمعاهدات لتجد اجابة شافية على الاستكانة والعجز الفلسطيني!
عادل أبوهاشم

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved