عزيزتي الجزيرة
بعد التحية ومزيد الاحترام,.
نقرأ بين وقت وآخر ونطالع رسوم كاريكاتير تعالج امور العنوسة وأسبابها، وكل كاتب يدلي بدلوه ويبدي رأيه والاغلبية مع الأسف تحمل غلاء المهور معظم الاسباب ومطالب العروس ومتطلبات الزواج وكذلك الاشارة الى تمسك الأب بمرتب ابنته ان كانت معلمة او موظفة وغير هذا من الامور انها لاشك اسباب صحيحة وواقعة وحاصلة وكثير من الفتيات مضى بهن قطار العمر ولم يتزوجن وبقين عوانس يندبن حظهن بين الجدران الصماء دون اكتراث من ولي امر همه جمع المال, لكن هناك قضية اخرى مهمة تدخل في مسببات العنوسة الا وهي تعنت بعض الآباء في قبول الخاطب وحصر تزويج بناته بأبناء العمومة حصراً او الاقارب دون غيرهم وهذا تبرير في اعتقادي كواحدة ممن يعانين هذا الوضع الذي لم يأت به سلطان وغير مقنع بل بالعكس اضراره اكثر من نفعه ويأتي بمشاكل الاسرة غنية عن آثارتها كوقوع الطلاق والامراض المتوارثة وما يعقب المشاكل من قطيعة للرحم وجفاء يكون نتاج تصرف اهوج يثمر عن تزويج رجل لايتكافأ مع المرأة أو العكس أو يكون الزوج في مستوى تعليمي متواضع والمرأة تحمل شهادة علمية جيدة او يكون موظفاً من ذوي المراتب الصغرى وهي تتقاضى مرتباً جيدا, فتكون المادة محل اثارة مشاكل ونقطة يتدخل فيها الأب والعم والقريب والبعيد, انها في نظري رؤية قاصرة ليست ذات بعد بل تنم عن محدودية الفكر وضيق الافق وإرضاء غرور النفس والظهور امام الناس ان فلاناً لايزوج بناته إلا لأقاربه وعلى حساب بنته او اخته وعلى حساب سعادتها وراحة بالها ورضوخاً لعادة مذمومة وسيئة,ان تزويج البنت لرجل من خارج الاسرة فيه فوائد عظيمة منها على سبيل المثال البعد عن الامراض الوراثية وهذا بقدرة الله اولا ثم مصاهرة ومناسبة اسر عديدة وبهذا تقوية اواصر المحبة والعلاقات الانسانية وزيادة الروابط الاسرية فضلاً عن اختيار الرجل الصالح الذي يتكافأ مع البنت سواء بتعليمه او وظيفته وأخلاقه قبل كل شيء.
ان إصرر الاب على رأيه قد يؤخر زواج البنت عن السن المناسبة وللرجل المناسب في حال عدم تقدم احد الاقارب مما يدفع بالأب والبنت على حد سواء إلى قبول اي رجل يتقدم لها للهروب من عالم العنوسة وهذا يجيء على حساب اشياء عديدة وقد يوقعها في ندم يظل معها طيلة حياتها ولذنب لم تقترفه هي ولكن حسب مايقول المثل.
مكره اخاك لا بطل .
مطلوب من الأب ان يتفهم الامر ويأخذ رأي فلذة كبده لأنه دون شك حريص على راحتها وسعادتها ولكن تخونه معظم الاحيان الطريقة,, فيريد تكحيلها فيعميها, ونحن في مستهل العطلة وموسم الزواجات أناشد الآباء ان يتقوا لله في بناتهم وألايضيقوا الخناق عليهن فهن بشر لهن احاسيسهن ومشاعرهن وآراؤهن ولهن الحق في الرأي لأنهن المعنيات أولا وأخيراً.
أسأل الله للجميع الهداية والصلاح والرشاد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.