Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


أمن المرأة
هاجس الدولة السعودية

* كتبت - مندوبة الجزيرة
بين احضان وطننا الغالي يسجل التاريخ عنوان مجد وعطاء,, توحيد وبناء يسجل التاريخ عنوانه ومجريات احداثه بين مسارات جيلنا واجيال قادمة فنحن نعيش واقعا يستقرىء المستقبل وممتدا من ماض مجيد,, تمخضت فيه عوامل انسانية واجتماعية لها اثرها الفاعل على عواطفنا وعقولنا ومواقفنا الحياتية والمرأة في وطننا السعودي هي صنو الرجل في مواقع العطاء والمسؤولية اثبتت وجودها بجدارة في مختلف مجالات الحياة اما واختاً وابنة وزوجة فهي التلميذة بين اسوار التعليم الالزامي وهي الطالبة على ابواب الجامعات والكليات وهي المعيدة والاستاذة والدكتورة, وهي الممرضة والطبيبة وهي الاعلامية في الاذاعة والتلفزيون والصحافة بل هي عضو فعال في مجالات العمل الاجتماعي التطوعي بهدف رفع مستوى المرأة ومعايشتها للحياة ومساعدتها على تحمل اعباء الظروف الحياتية, المرأة السعودية ابدعت فكرياً وادبياً وفنياً واعطتها الدولة المجالات المتعددة التي تمارس من خلالها الاصالة والمعاصرة فعالمها رقيق وخيالها خصب وحاجتها للتعبير عن مشاعرها واحاسيسها تنطلق من اسس اسلامية لعقيدة سمحة ثم من ارتباطها بذرات تراب وطنها ومجتمعها كل هذا تعانق مع وجود البيئة الصالحة بين الوالدين اللذين يعتبرا امتداد تاريخ لامتنا الاسلامية لنكون خير خلف لخير سلف .
صاحبة السمو الملكي الاميرة نوف بنت عبدالعزيز في حديث قد اجري لها مع الجزيرة في العدد 9291 تقول (بأن المراة السعودية تنعم بمكانة واهتمام فوجدت الطبيبة والممرضة والمعلمة والصحفية واكدت على ان المجتمع السعودي مجتمع محافظ على عاداته وتقاليده وبالتالي فإن المراة تلقى عناية كبيرة وتسهل لها سبل اداء دورها الوظيفي الذي لايتعارض مع كونها زوجة وربة بيت واماً لاطفال يحتاجون رعايتها وهيئت لها فرص العمل بتوقيت زمني مناسب ناهيك عن اتاحة المجال لها في ان تمارس عملها دون مضايقة لها فالمرأة السعودية تؤدي عملها بكل كرامة وكل احترام بما يرضي رب العباد ووفقاً للشريعة الاسلامية والتزاماً بعادات وتقاليد المجتمع السعودي).
ان هذا المحتوى رأي لامرأة من اصل عريق فوالدها هو بطل الجزيرة الملك عبدالعزيز,, الرجل الذي ارسى قواعد الامن السعودي منذ ليلة فتح الرياض قبل مائة عام,, تلك كانت البداية,, وامتدت المثل,, جيلا بعد جيلا,, لنقف معاً على ارض وطننا الغالي ونحاور انفسنا حول امن المرأة السعودية!!
فالامن كلمة,, والاطمئنان معنى وتتحقق فعلاً بالحماية وفي مجتمعنا السعودي تحققت الكلمة والمعنى والفعل,, فالامن لدينا يجمع بين الرجل والمرأة في نموذج اجتماعي نتعايش من خلاله وقد اكدت سمو الاميرة نوف/ بأن المرأة السعودية كسبت ثقة ولاة الامر بطيب اصلها وتمسكها بالعادات والتقاليد وقالت: انا امرأة سعودية لم اترك عاداتي وتقاليدي وكل امرأة سعودية لها مكانة عالية بقدر محافظتها على عاداتها وتقاليدها وقيمها الاجتماعية وتعاليم دينها وكذلك المرأة السعودية كسبت الثقة من خلال عملها الشريف حتى لوكانت مستخدمة فهو عمل شريف افضل من التسول),
ان حديث الاميرة نوف تاكيد على ان امن المرأة السعودية يستمد من سلامة فكرها ومدى تفاعلها مع اسرتها ومجتمعها ومن خلال التزامها بالدين الاسلامي في ظل تطبيق الشريعة السمحة ومن ثم التزامها بأثر العادات والتقاليد في تشكيل سلوكها الانساني ومدى ايجابيتها داخل وطنها، من هذا المنعطف نقف مع امن المرأة السعودية حيث ان استقراء تاريخها وتطور ادوارها جعلها تشكل نموذجاً متميزاً ومنفرداً في العطاء فجمعت بين حلم اليقظة وواقع التجربة وليس هذا فحسب وانما اكتسبت المعرفة المتأنية وكشفت عن آفاق جديدة متوافقة مع خصوصيتها كامرأة وامتدت التجربة لتلامس ذخيرتها العلمية والتعليمية والعملية والثقافية ومدى استعداداها العقلي للاستيعاب والتميز والمقارنة!! ليتحول على وجدانها دافعاً لتأملها,, وتعديل كل الشوائب لوعلقت,, بدفة حياتها,,!!
وقد تحدثت صاحبة السمو الملكي الاميرة/ نورة بنت عبدالعزيز في حوار قد اجري معها في العدد 9634حول علاقتها بوالدها الملك عبدالعزيز فقالت حول تربية البنات (كانت علاقته حميمة وحانية فهو يجمع بين اللين والحزم في التربية ويكره الخطأ وكان متديناً ويحافظ على حشمتنا وكان يحرص على احترامنا لبعضنا).
وقالت عن الصفات التي طبعها والدها على شخصيتها وتمارسها في تربية ابنائها:(علمني التواضع واحترام الآخرين واحترام الاكبر مني سناً ورحمة الاصغر مني), إن فضائل التربية كما ذكرتها سمو الاميرة نورة من اساسيات بناء الامن لدى مجتمعنا السعودي,, فوجود الاسرة والمجتمع والتعليم والفكر والثقافة ينطلق من قاعدة تشريعية اسلامية مؤكدة على ان طابع الدين حلقة وصل في كل الشئون الحياتية والمرأة السعودية تستقي مبادئها منذ الطفولة في بيئة صالحة وقد كان للملك عبدالعزيز الاثر الواضح في تحقيق الامن السعودي للاسرة والمجتمع وقد ذكرت سمو الاميرة (هيا بنت سعد السديري) زوجة الملك عبدالعزيز والدة صاحب السمو الملكي الامير بدر بن عبدالعزيز آل سعود وذلك في حديث قد اجرى لها بالعدد 9628حول معاملته لزوجاته فقالت:(كانت معاملته لي حسنة وكذلك لجميع زوجاته فهو طيب وعشرته طيبة) واكدت على عدم وجود الفروق في المعاملة فقالت:(لم يكن هناك اي فروق وكنا نعيش معه في بيت واحد كأننا اخوات وكان يرحمه الله يكرم المرأة ويحترمها ويعزها في بيتها ان كانت على ذمته او لم تكن، فهي امرأة لها قدرها ويحقق لها كل وسائل الراحة والعيش الهنيء وذكرت ان الملك عبدالعزيز يكرم كل من حوله ويكرم المرأة التي على ذمته ومن هي في عصمته وتنعم ايضاً بالمعروف واللطف والمرأة التي على غير ذمته وقد طلقها يعاملها بالاحسان ويكرمها بكل مافيه رفعة لها من اسباب المعيشة وتستمر لها كل النفقات بدون نقص في اي شيء واكدت ايضاً علىحبه للجلسات الاسرية وحرصه على كل من بها وعلى ان يكون بين عائلته في تناول (الغداء والعشاء), وبذلك فان سمو الاميرة هيا السديري اوضحت مدى اثر الاسرة في تحقيق الامن للمرأة بوجود الرجل الفاعل في دوره فالملك عبدالعزيز لم يجلس بين زوجاته وبناته ليحكي لهن احداث بطولاته وانما,, ليشاركهن الحوار حول احتياجاتهم ويتحسس النبض في عروقهم,, فإذا كان هذا سلوك صقر الجزيرة فما اثر هذا على قوافل الوطن رجالاً ونساء,, وتحت راية وطن شامخ تواصلت فيه خطوات التنمية لمجتمع ينعم بالاستقرار والحماية وسكون القلب بالامن والامان كل هذا في قالب من الوعي بالفكر والثقافة مرتكزاً على مبادىء الدين .
المراة واحتياجات المجتمع
* صاحبة السمو الاميرة نورة بنت محمد حرم صاحب السمو الملكي الامير/ بندر بن فيصل آل سعود امير منطقة القصيم رئيسة جمعية الجنوب ورائدة للعمل الخيري النسائي في منطقة القصيم تقول حول امن المراة السعودية:
-إن مسيرة المراة في بلادنا تعبر عن اصالة التاريخ للوطن والمجتمع السعودي حيث يشع نور الإيمان والحضارة معاً فالمراة السعودية تعيش بين احضان ملحمة تنموية في مختلف المجالات فقد تعلمت في مراحل التعليم الالزامي وداخل اسوار الجامعات والكليات وتخرجت بسلاح العلم لتحارب الجهل ولتقف جنباً الى جنب مع الرجل في مختلف المواقف الحياتية فهي عنصر فعال داخل مجتمعها تتفهم الاحتياجات الحقيقية ولمطالب الناس بل تتحسس لكل ماله مساس بالناحية الانسانية والمراة اقرب الى مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصه واقرب للفئات الفقيرة واقرب للثكالى والارامل واليتامي في التعرف علىمشاكلهم وفهم ابعادها ومساعدتهم بوسائل التكافل الاجتماعي مادياً ومعنوياً وهذا الدور هو منطلق اساسي في حياة المراة السعودية ان تتواصل مع مجتمعها وان تكون نموذجاً مثالياً لعمل الخير فالاسلام نادى بالتكافل وقد تميز العديد من نساء وطننا بالاعمال التطوعية في مجالات الخير لتعليم المهن وتدريب المواطنات على مهارات مختلفة ولتعليمهن بعض القراءة والكتابة ومن تجربتي الخاصة مع اهالي الجنوب واهالي القصيم استطيع القول بان المراة السعودية لها عمق تاريخي وقريبة جداً من احتياجات مجتمعها في كل صغيرة وكبيرة وبما يتوافق مع خصائصها كامراة لها فاعلية البذل والعطاء الانساني.
التشكيك في أمن المرأة
* تتوالى,, معطيات الحضارة والعصرية في اتهام لامن المراة السعودية وتاتي تلك الهجمات بين تاره وأخرى,, وتبقى الحصانة للمراة السعودية مصدرا أمنيا اكد عليها المسؤولون وكبار الشخصيات وباتساع دائرة النقاش نقف مع د,منى عبدالله الدافع عميدة كلية التربية ببريدة الاقسام العلمية حيث تقول:إن الناظر للفتاة السعودية يجد انها امتداداً للنساء الصالحات من سلف هذه الامة وهي شقيقة للرجل في مختلف الميادين والاصعده تحت ضوابط شرعية واخلاقية.
ولكن هناك محاولات جادة للتشكيك في امن المراة السعودية لاشك ان القصد والباعث على هذه المحاولات هوافساد المجتمع ومحاربة الدين واخراج المراة سافرة متبرجة ونزع الحياء الذي تحتمي به من التعرض للفتنة, وليس هذا بعجيب لان هذا المكان هو آخر معقل من معاقل الاسلام.
ومن يشكك في امر المراة المسلمة السعودية ويرى انها مقيدة ومعتقلة من مفاهيم خاطئة هي حرب يشنها اعداء الاسلام لتهيئة الجو للفساد الاخلاقي ولكن هيهات هيهات لما يخططون ويحيكون ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين .
فقد من الله على الفتاه السعودية بان احاطها برجال حريصين عليها ويبذلون مافي وسعهم للحفاظ عليها والذود عنها في ظل شريعة سمحه, وتؤكد ان حكومتنا الرشيدة والتي تحكم بشرع الله وعت دور المراة الفاعل في المجتمع كما ادركت ان تلك المراة يمكن ان تستثمر جهودها وطاقاتها لخدمة دينها ومجتمعها تحت راية الاسلام ,وتواصل د, منى الدامغ حديثها فتقول:
اوبعد هذا ينعق ناعق عن قيود وهمية خلقوها وزعموها كذباً انها تحيط بالفتاة السعودية ويطالبون ان تسعى لنيل حريتها المزعومة والتي ماهي والله الا القيد والاغلال بعينة,, انها دعوة حاقدة تريد ان تكبل حرية المراة التي منحها الله عز وجل فنحن قد اخذنا كامل حريتنا والدليل اننا قد وصلنا الى اعلى درجات التعليم وفي تخصصات علمية بحته.
من هنا نحن لسنا بحاجة الى حريتهم المزعومة ولكن بحاجة الى التمسك بشريعة الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتلك هي الحرية الحقيقية والحياة النقية الطاهرة.
الاستاذة سهام توفيق جستنيه مساعدة مركز الاشراف الطبي بمنطقة الرياض تقول حول الموضوع: ان المراة السعودية تشعر بالامن اسرياً واجتماعياً ومادياً وان التزامها بشرع الله في مختلف شئون حياتها وكذلك التزام الرجل بما اوجبه الله عليه من حقوق للمراة سواء كان اباً او اخاً او زوجاً او ابناً بالاهتمام بشئونها وتوفير احتياجاتها بحكم حق القوامه له عليها كل هذا مصدر امن المراة والرجل معاً فالمجتمع يقوم بصلاح من فيه وفهم المراة لدينها يجعلها بلغت من درجات العلم ووصلت لاعلى المراتب والمناصب فهي خاضعة لشرع الله.
واكدت الاستاذة الجوهرة بنت محمد الوايلي/ مشرفة تربوية ورئيسة مجلس ادارة جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية بالقصيم بريدة حيث تقول/ ان الحديث عن المراة السعودية حديث ذو شجون ولن يتحدد امنها من خلال تنشئتها الاجتماعية فهي محصنة بعقيدة تقيها من جميع التيارات الهدامة التي تحاول ان تهز قواعد الاسرة فقد تغذت بالعقيدة مع الحليب منذ الصغر والتي عملت على ايجاد سياج قوي عليها لايمكن اختراقه واكدت على ان المراة السعودية تتمشى مع العرف والتقاليد الاجتماعية بثبات وديمومة كما تحصنت بالعلوم الشرعية والحياتية النابعة من احتياجات المراة والاسرة في المجتمع السعودي.
الاستاذة هناء الشبيلي/ مشرفة تربوية وفنانة تشكيلية من منطقة الرياض تحدثت عن امن المراة وقالت/ المراة السعودية تحظى بمكانة متميزة فقد درست خارج المملكة وسافرت الى العديد من الدول ولم اجد مثل المراة السعودية تتمتع بالاستقلالية والطمأنينة فالاسلام حفظها من الاختلاط وصان كرامتها واعلى من قدرها داخل اسرتها ومجتمعها وقد وقع على كاهل الوالدين المسؤولية الاولى في تربية الابناء والبنات وكان هناك حرص على المراة منذ نعومة اظافرها وبدوره زرع احساساً بالمسئولية داخل المراة تجاه اسرتها ومجتمعها ومجتمعنا السعودي تتعدد الشرائح بداخله ففي الوقت الذي وجدت به المراة الواعية القادرة على تحمل المسئولية وجدت شريحة من المجتمع لديها انحرافات في مرحلة من العمر يعود الى الكبت الاسري وسوء التربية التي يبعد اصحابها عن التشريع الاسلامي في التعامل مع المراة في مختلف مراحل عمرها وبذلك نقول ان لكل قاعدة شواذ ولكن نسبته بسيطه لاتقارن بتلك الشريحة التي عايشت قيمة الامن السعودي للاسرة والمجتمع.
وقالت ان/ عدم الاختلاط في مجتمعنا يمنح المراة الاستقرار الصحيح والامن من ناحية وضع الزوج بين افراد اسرته واقلها ألا تقع عينه على مايغضب الله او ان يعقد مقارنات او يعدد العلاقات.
وتتحدث الاستاذة فوزية الشلهوب مشرفة تربية اجتماعية في منطقة الرياض فتقول ان التربية من قبل الوالدين اساس للتنشئة الاجتماعية السليمة منذ الصغر فالانسان يحصل على التوجيه المناسب لتحديد سلوكه السليم والذي يساعده على ان يكون عضواً فعالاً في مجتمعه وبذلك يتحقق له الاستقرار الذي يؤدي الى الامن الاسري والامن الاجتماعي.
واكدت على ان الفتاة التي تعيش في بيئة صالحة مستمدة كل آدابها من الاسلام ثم تتزوج برجل قريب من هذه البيئة يستمر دورها ويستمر استقرارها ويمتد من اسرتها بين والديها الى وجودها في بيت زوجها.
واضافت بان المجتمع المحافظ يتوافق مع التربية الصالحة وان تعليم المراة السعودية يهتم بالناحية الدينية مما جعلها متفهمة لاسرتها ولمجتمعها ولدورها من خلالها.
وتقول الاستاذة ريمة الخميس مشرفة لغة عربية وكاتبة صحفية حول ارتباط الثقافة بالمجتمع وأثره على أمن المرأة السعودية:
المتتبع لمسارات التنمية والتطور في المملكة، يلحظ على الفور من قياسه للحظة الابتداء باللحظة الحاضرة التي نعيشها عظمة تلك المسيرة فهذه حقيقة اصبحت ضمن مجريات الحياة، وقد كانت المرأة، عند النقطة الاولى من مسيرة التنمية اقل بكثير مما هي عليه الآن، حيث يلحظ المتتبع لهذه المسيرة ذلك الفائض الهائل من معطيات الحركة الثقافية والتي منحت المرأة مساحات التعبير ثقافياً مثلما منحت لها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على اعتبار ان الثقافة هي الواجهة المضيئة لحضارة هذا الوطن فينبغي ان تلتمع فيها منجزات المرأة لمنجزات الرجل وهما معاً يعطيان المعنى لكلمة الانسان السعودي الذي هو محور الهم والهاجس في سياسة حكومة هذا البلد.
ومن هذا الفهم وهذا الوعي تتضاعف الاسماء النسائية المبدعة والتي قدمت نماذج مختلفة من عطاء المرأة الثقافي، هذا العطاء الذي انتج في ظل ظروف اجتماعية واسرية وحصانة دينية ,
المرأة وأمنها التعليمي
* تقول صاحبة السمو الاميرة نورة بنت محمد:
في مجال العلم والتعليم هيأت الدولة السعودية فرصاً كثيرة للمرأة للاستقاء من نهر العلم بواسطة التعليم وخاطبت العقل والعاطفة لديها ووضعت منطلقات اسلامية تؤكد على حث الدين في اخذ العلم والتكنولوجيا وتسخيره بما يخدم المواطن السعودي على ان تكون الشريعة الاسلامية والعقيدة صحيحة سليمة في تأسيس النشء منذ بدايات التعليم ووجد لدينا الان العديد من التخصصات في مستوى التعليم العالي ولعل هناك الان ندره في ابتعاث طلاب للدراسة في الخارج ماعدا التخصصات الدقيقة في مختلف العلوم ولكن الواقع الذي يؤكد مدى ما وصل اليه التعليم نظاماً ومضموناً هو مطلب المرأة المُلح في اثبات وجودها في مختلف التخصصات بل ان مستوى العلم الذي تحصل عليه بنفس القدر الذي يحصل عليه الرجل في تدرج مراحله الا ان الدولة تراعي معايير التربية وغرس العقيدة القوية مما يجعلها دون نفسها مستقبلاً لا تضعف امام كل المؤثرات السلبية ولعل الوسيلة في مجال التعليم تحتاج الى تحديث بينما الاساس موجود وهو العقيدة الصحيحة ولذلك انا اؤكد على طريقة ايصال المعلومة بوسيلة متكيفة مع العصر ومتوافقة مع مبادئنا فطفل هذا الوقت يحتاج الى الاقناع والمرأة بدورها متكيفة مع عصرها وحاجتها الى تحديث الوسيلة مما له الاثر على تربيتها لابنائها وبناتها باستخدام الحوار ومخاطبة العقل والعاطفة وتلبية الاحتياجات وتؤكد على ان الاساسيات في العقيدة ثابتة وقد تتأثر التربية للابناء والبنات في غياب دور الاب والام لدى بعض الاسر رغم وجودهما على قيد الحياة الا ان الامن تحقق للمرأة السعودية في مجال التعليم فهي تمارس دورها واسلوب التعبير عن آرائها في مراحل التعليم من التمهيدي وحتى اعلى الشهادات ويتضح الامن الاخلاقي والذي تتفرد به المملكة في المدارس والجامعات والكليات فهي تتعلم تعليماً مجانياً وفي مختلف التخصصات التي تناسب طبيعتها كامرأة.
التعليم والأمن في المقررات والمناهج الدراسية
ان المسؤولين في المجتمع السعودي يهتمون بالعملية التربوية التعليمية ويسعى العديد منهم الى التعريف بطبيعة المنهج من نظرة اسلامية ودور المنهج المدرسي وعلاقته بالعملية التعليمية وتحقيق الاهداف والاهتمام بمقومات الفكر والمجتمع والنفس الانسانية للمناهج والمقررات المدرسية والربط بين الخطوات التقليدية والمستحدثة فيما يؤدي الى تحقيق امن للفتاة السعودية داخل اسوار التعليم,من هذا المنطلق تحدثت مديرة وحدة متابعة المناهج بالرئاسة العامة لتعليم البنات الاستاذة/ لطيفة محمد الدعيج فقالت/ ان التعليم يندرج من ضمن سياسة الدولة في الاهتمام بالنشء وهي قاعدة تؤكد على الامن حيث يبدأ بطريقة غير مباشرة من التمهيدي ثم في المرحلة الابتدائية يأخذ اساسيات كالبناء لشخصيته وهويته المستقبلية والدين الاسلامي هو القاعدة ويراعى من خلاله التوجه في الامن الفكري فالمعلمات داخل المدارس لديهن وعي بتنمية الفكر الناقد فقديماً كان الاسلوب في التعليم يعتمد على اخذ المعلومة والاختبار بها والان وجدت فاعلية من خلال الحاجة الى مستوى الاستيعاب والربط بالواقع ووعي الاسر بعلاقة الفتاة مع العملية التعليمة التي لاتنتهي بالرضا عن النجاح فقط وانما اثر التعليم على سلوكها واصبح هناك لغة بين وعي الاهل والهيئة التدريسية ثم ذكرت بان المناهج جميعها في المملكة تنطلق من قاعدة واحدة وهي قاعدة الدين الاسلامي واكدت على ان الرئاسة تسعى الى تطوير المناهج والمقررات بما يتوافق مع الدين والعادات والتقاليد ومكانة المرأة السعودية وخصوصيتها, وذكرت ان الاهتمام بالتعليم تأكد من خلال التعليم الخاص حيث وجد تخصص صعوبات في التعليم وفتحت له الفصول داخل مدارس للتعليم الالزامي وعين له مختصات للاهتمام بنواحي الصعوبات لدى تلميذات المدارس ولعل الامن النفسي هنا له علاقة بفاعلية المرأة منذ سنواتها الاولى في التعليم.
ثم ذكرت ان هناك اهتماماً بمحو الامية لرفع مستوى التعليم لدى شريحة من المجتمع فاتهن اللحاق بقطار التعليم وان هناك توجها لوضع مقررات خاصة ومناسبة لمستواهن التعليمي.
اما الاستاذة هناء الشبلي فتقول ان التعليم راعى خصائص المرأة من خلال توفير الكوادر النسائية المؤهلة للقيام بعملية التدريس وهنا في المملكة لايوجد تميز بين تعليم الرجال وتعليم الفتاة بل ان كليهما يسير في طريق بناء الوطن من بناء المواطن والمدارس منفصلة يتحقق من خلالها الامن النفسي والاخلاقي لمجتمع اسلامي سليم ولايوجد اي حرج فالمرأة تمارس حرية الحركة والمناقشة بدون تحرج من الرجل لوشاركها ميادين التعليم.
وتؤكد الاستاذة لطيفة على ان صياغة المعلومة فيها حيوية وذات أمان وان اهداف الدرس وجدانية واخرى منوعة وتعالج بعض القصور الموجود في الكتب الدراسية وان هناك العديد من المقررات الجديدة والمتوافقة مع العصر ادخلت الى نظام التعليم مثل مقررات الحاسب الآلي والمرأة السعودية مقارنة بالدول لم ينقصها شيء وتواصل حديثها بان هناك اهتماما ومراعاة لاحتياجاتها فهي تأخذ مايلزمها من الاقتصاد المنزلي وعلاقتها بادوارها كزوجة وام ومربية للاجيال.
الأمن الثقافي
إن اتساع الخبرة والثقافة ومجريات الحياة يجعل المرأة السعودية امام عدد من المحاولات الهادفة الى تحويل خطواتها الواثبة والمستمدة من رضاها بالتشريع الاسلامي فتقول الأستاذة سهام جستينة/ ان بعض الاسر تعاني من خلل في الخضوع لشرع الله وهو نتيجة للبعد اساساً عن منهج الله وشرعه والتأثر بمغريات المدنية المعاصرة والحاضرة الدخيلة على مبادىء الدين الاسلامي ، وتؤكد ان المرأة في الاسلام مكرمة وفي وطننا السعودي بدعائم الدين مكرمة محفوظة لها حقوقها وامنها من خلاله وينبغي عليها ان تسعى للحفاظ على ذلك والاتتطلع الى شيء ليس بحق شرعي لها فهي قدوة لغيرها في كثير من المجتمعات.
وتؤكد الاستاذة لطيفة ان المقررات الدراسية ليست لحقن التلميذات بالمعلومات فقط وانما هناك ربط بالخبرة الثقافية والفكرية وقالت/ هناك حرص على ايجاد الفكر الناقد فالتوحيد مقرر يتناول العديد من القضايا المهمة وهناك ربط بينه وبين الفقه واللغة العربية فعلى سبيل المثال (الكهنة) تربط بأن لها علاقة بالسحر والشعوذة فيسأل عن معناها وحكمها الشرعي من القرآن والسنة وهكذا توجد المناقشة والجرأة في طرح الرأي ويراعي كل مايتعلق بالمرأة وتدريب الفتيات على الشرب من المنابع الصافية واخذ العقيدة منها.
المرأة وأمنها الأسري
ونعود لواقع الاسرة شكلاً ومضموناً كلاهما يتنامى مع امن المرأة في مجتمعها فالأسرة هي اللبنة الاولى لتكوين المجتمع, الاميرة نورة بنت محمد تقول:
المرأة لها دور فعال داخل اسرتها فالرجل يسعى طلباً لكسب الرزق وهي تسانده في المنزل ومنذ القديم كان الرجل يسافر لطلب الرزق وهي تقوم بدور الاب والام معاً تربي الابناء وتعمل في الحقل ومع تطور العصر,, لم تفقد المرأة الأمن الاسري وان كان هناك بعض الاسر لها معايير مختلفة في التعامل مع المرأة بقسوة وظلم الا ان النموذج الاكثر وضوحاً هو ان للمرأة داخل الاسرة دوراً فاعلاً ولها خصوصية تميز بين مشاركتها في الاسرةوالمجتمع وكلاهما مكمل للآخر .
ربط الأسرة بالمجتمع
إننا في علاقاتنا الانسانية نتفاعل وسط زخم من المعايير والثوابت الاجتماعية فالأسرة لها ميدانها داخل المجتمع وكلاهما ايضاً مكمل للآخر فتقول الاستاذة سهام جستينة حول هذا المحور: ان المرأة المسنة تتمتع برعاية أسرية بين افراد عائلتها في المجتمع السعودي وتلقى من الاحترام والمودة والعرفان الشيء الكثير وتؤكد ان الأسر في المجتمع السعودي تشعر المسن بالامن العاطفي والنفسي وانها لمست ورأت ذلك في الأسر التي من حولها وقالت: إن المرأة السعودية تؤدي الدور بنفسها من الرعاية والاهتمام بالمسن في اسرتها فالمعلمة ترعى مسنة ورجل آخر يدفع بكرسي متحرك يحمل والدته لتراجع في احدى المستشفيات والامثلة كثيرة وان كان هناك بعض الحالات الشاذة لعقوق الوالدين والسبب يعود للبعد عن الدين الاسلامي لذلك فإن المجتمعات التي لاتطبق الدين الاسلامي تعج بالصراعات المختلفة والدور والمؤسسات الاجتماعية تكاد تمتلىء بالمسنين والمسنات وكل منهم يحمل داخله جراحات وقضية.
وذكرت (اننا نعيش في امن كبير بفضل تمسكنا بالكتاب والسنة فعضوا عليها بالنواجذ ودعوا التقليد الاعمى والمظاهر الكذابة وتذكروا ان سر امننا في ديننا), ومن مبدأ الطاعة في قاموس العلاقة بين الزوجة والزوج الذي يؤدي الى امن اسري في فهم المرأة لما لها وما عليها من واجبات وحقوق.
تقول الاستاذة هناء الشبيلي: ان المرأة السعودية ترتبط بعلاقة وثيقة مع زوجها فهي تحافظ عليه وتسعى لكسب رضاه وتشعر بالأمن النفسي في توافقها الفكري والعاطفي مع شريك حياتها لأنه مصدر حماية ويشعرها بالامن الأسري في مختلف سلوكياته وتضيف بأن هذا السلوك والمعاملة ينعكس على سلوك المراة فمن يزرع الحب يحصد حباً وبالعكس وتؤكد ان كلاً من الرجل والمرأة في ظل تحقيق اسرة مستقرة يتشكل الواحد منهما بما يجذب الآخر اليه وبالتالي يتحقق الحوار والتواصل الاسري من التفاهم بين الزوجين الى الابناء والبنات والذي له اثر كبير على المجتمع والأمن من خلاله.
ثقافة الأسرة وعلاقته بثقافة المجتمع كلاهما يرتبط بالآخر
وتقول الاستاذة ريمة الخميس :
ويحكم علىكثير من المثقفين في اغلب المجتمعات بأنهم فئة انعزالية تنظر الى من يحيطون بها نظرة استعلاء ولاسيما في ظل وعي المثقفة السعودية بواجباتها وحقوقها داخل الاسرة تنطلق حواراتها في تعاملها معهم من ادبيات الحوار التي نشأت عليها السعودية دينياً واجتماعياً وتؤكد ان ثمة حرصاً حقيقياً منها على التماس كل الاسباب التي تدفع بحياتها الاسرية الى سعادة وامان من منظور يتسم برحابة الفهم ولإدراكها بأن استقرار الاسرة هو السياق الطبيعي لحركة المجتمع وان تفككها باستعلاء او اهمال منها لدورها كمثقفة داخل هذا الكيان هو اول مساس ببنية المجتمع ككل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved