Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


أمن المرأة,, ضمان لمستقبل أجيالنا

تحقيق : حسن البهكلي ونايف الشريف
* لاشك ان الدور الذي تلعبه المرأة في اي مكان في الدنيا يعتبر دورا كبيرا وفعالا,, بل ومؤثرا في حياة الامم كونها هي نصف المجتمع فهي الام, وهي الزوجة,, وهي الاخت, وللمرأة دور بارز منذ فجر الاسلام حيث ساهمت في الحرب والسلم في مجالات عديدة وقد حثنا الرسول عليه الصلاة والسلام على الاهتمام بالمرأة ومراعاة خصوصيتها حيث قال عليه الصلاة والسلام (رفقا بالقوارير) وظلت المرأة تقدم عطاءات جليلة فتظلم في بعض المجتمعات وتهان كرامتها في مجتمعات اخرى بينما يعتبر الاسلام هو الدين الوحيد الذي حفظ للمرأة حقوقها وكرَّمها، وتعتبر المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر من الدول القليلة جدا في هذا العالم التي تعطي للمرأة حقوقها وتكرمها,, ولكن المرأة,, هذا المخلوق اللطيف في حاجة ماسة الى توفير الامن له لكي يستطيع ان يعطي لمجتمعه بسخاء.
الجزيرة قامت باجراء هذا الاستطلاع للتعرف على مدى حاجة المرأة في مجتمعنا وهل المرأة في بلادنا ينقصها الامن؟ وكذلك حول اهمية دور المرأة وعطائها في المجتمع.
فالتقينا بمجموعة من الرجال والسيدات في هذا المجتمع وكانت لنا هذه الوقفة مع الاستاذ احمد بن عبدالله الجيلاني الذي تحدث قائلا,, المرأة المخلوق الذي يحلو للبعض ان يسميه بالمخلوق الضعيف فهي ان كانت ضعيفة في البنية فقد حباها الله بقوة النفس والصبر والقدرة على التكيف مع مختلف البيئات والظروف التي قد تواجهها.
ان الحكم السطحي على ضعف المرأة وعدم قدرتها على بعض الاعمال او المهن للاسف حكم لا يصدر الا ممن اعمى الله بصيرته وقصر فكره على ان دور المرأة هو ولادة الاطفال والاعتناء بهم وتنظيف المنزل وتجهيز الطعام متجاهلا الهبة التي منحها اياها الله بكونها السكن (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها).
بالطبع لايعني الحديث هنا مساواتها بالرجل او طلب مساواتها لان هذا امتهان لها في حين كرمها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ورفع من شأنها انني لا ولن اطالب بتحرير المرأة او مساواتها ولكن اطلب اكرامها وعدم تهميش دورها فالنساء مصانع الرجال ويكفينا فخرا ذكر امهات المؤمنين وصحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اوصى عليه الصلاة والسلام بهن خيرا وقد قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لاهله، وانا خيركم لاهلي) او كما قال صلى الله عليه وسلم,كما لا ننسى دور الصحابيات الجليلات في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وقيامهن بتمريض الجرحى ومساعدة المجاهدين.
فمن هي المرأة هي امي واختي وزوجتي وابنتي فلا اعتقد ان هناك شخصا يتمتع بعقل سليم ان يمتهن او يهمش دورهن ورأيهن اما حال المرأة لدينا فلاشك ان المرأة لدينا تسير بخطى متقدمة نحو اظهار دورها في نمو وتطوير المجتمع فلا ننسى اخواتنا المدرسات والاساتذة والطبيبات ودورهن البارز في تحويل مسار مجتمعنا نحو الافضل، ولكن هل مجال المرأة محصور في هذه الوظائف بفضل الله تمكنت المرأة في بلدنا من العمل في عدة مجالات كانت مقفلة ومحصورة على الرجال فهن يعملن في المختبرات والاستعلامات والمحاسبة والسكرتارية، ولا ننسى ان الله حباها بمقدرة على الصبر قد يعجز عنها اعتى الرجال كما انها حققت اعلى النتائج بشهادة خبراء السوق في مجال المبيعات.
ان المستفيد الوحيد من تهميش دور المرأة في مجتمعنا هو شخص محدود الفكر متقاعس او تافه، ينظر الى المرأة كجسد او رغبة عابرة مثل ذلك المهوس الذي لم يخجل بأن ينشر اسمه وصورته في احدى الصحف المحلية الذي ذكر فيها بكل وقاحة ان هوايته معاكسة الفتيات، ترى هل من الممكن لاي شخص توجد لديه ذرة من الرجولة ان يقبل بتوظيف او تزويج او معرفة هذا النوع من اشباه الرجال, كما انني احب ان اتطرق الى موضوع شائك وهو قيادة المرأة للسيارة، ان كماً هائلاً من نسائنا وبناتنا يركب مع السائقين وحدهن انا لدي سائق استفيد به في ايصال الابناء الى المدارس وجلب بعض الاغراض وزوجتي ترفض وبشدة الذهاب معه بمفردها فهو في رأيها ليس بمحرم لها، والله انها صادقة ومصيبة في رأيها فلا ادري هل من الافضل لنسائنا وبناتنا ان يقدن السيارة ام يذهبن مع السائق، ان قيادة المرأة للسيارة طالما وضعت لها الضوابط من قبل الدولة اشرف بكثير من ذهابها مع السائق بمفردها, ان كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد بعدم السماح لكائن من كان بتهميش دور المرأة لهي اكبر دليل على دعم سموه وبعد نظره في شأن زيادة رفع وتطوير مجتمعنا ولا فض فوك يا صاحب السمو.
ان اعداد وتعليم وعمل المرأة هو امان لها واعتقد ان هناك العديد من الأمثلة لنساء فقدن من يعيلهن ولم يجدن الفرصة للعمل اما بسبب عدم تعليمها او قصور بعض الوظائف على الرجل، اننا لا نسعى الى عملها في اعمال النظافة والحراسة وبناء المباني بل بما يتناسب مع حفظها لكرامتها وانوثتها فعلينا الاستفادة من العدد الكبير من الخريجات من جامعاتنا ومعاهدنا العلمية حيث ان ما لا يقل عن 60% من الاعمال يمكن لنسائنا العمل بها بعد ان قامت دولتنا مشكورة بتعليمهن .
وقالت الاستاذة رويدة نجار مساعدة رئيسة الاشراف التمريضي بصحة جدة.
تقوم المرأة ولله الحمد بدور فعال في القطاع الصحي ليس على مستوى محافظة جدة فحسب وانما على مستوى المملكة ككل,, مما اصبح لا يخلو مستشفى من مستشفياتنا من الكوادر السعودية النسائية المؤهلة للعمل الصحي بالشكل الذي يتناسب مع ما وصلت اليه المملكة من تطور كبير .
ومن حيث تواجد العمالة الاجنبية في هذا المجال فهذا امر طبيعي لان عدد الممرضات السعوديات او حتى الطبيبات مازال غير كاف حتى يمكننا من الاستغناء عن العمالة الاجنبية ونحن نقوم بعملية احلال السعوديات مكان الاجنبيات المتعاقدات بمجرد تخريج دفعة جديدة من هذه الكلية او تلك, واشارت نجار الى ان هناك دورات تعليمية تعقدها ادارة التمريض بصحة جدة بالتنسيق مع ادارة التدريب والابتعاث بالمديرية وكذلك تقوم المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الاولية بعمل دورات مكثفة لطاقم التمريض الموجودين لديهم كل على حدة وكل ذلك من اجل رفع مستوى الممرضة السعودية وتطوير ادائها في العمل.
وبالنسبة للغة الانجليزية فمعظم الممرضات يجدنها بسبب تدريسهن اياها في المعاهد والكليات وبالرغم من ذلك فهناك دورات مستمرة في هذا المجال وذلك بهدف تعريف الممرضة بالمصطلحات الطبية الجديدة وتذكيرها بما قد يفوتها مما يمكنها التعامل مع توصيات الاطباء بدقة,, ومن ناحية الدراسات العليا فالمجال مفتوح امام الراغبين والراغبات من حملة البكالوريوس في مواصلة دراساتهم العليا والوزارة تشجع على ذلك.
ونفت السيدة رويده بقولها لا توجد اية مشاكل وظيفية لدى هيئة التمريض ولله الحمد, فالممرضة السعودية مشمولة بالكادر الوظيفي الصحي الذي يؤمن لها راتبا مجزيا بل ممتازا اذا ما قارناه بمن هن في مستواها الدراسي ويعملن في خارج هيئة التمريض.
وبالتالي فان اي ممرضة ملتزمة دوامها وعملها وتأدية رسالتها ليس لديها اية مشاكل او معوقات وظيفية.
أما نائب مدير قسم مكافحة العدوى بمستشفى الولادة والاطفال,.
محمد عبد الرحمن حلواني فقال,.
اعتقد ان النظره الى المرأة بوجه عام يجب ان تكون من منظار اسلامي، وهي بذلك تختلف عن نظرة اي فرد في المجتمعات الغير اسلامية,, فمن بزوغ عهد الاسلام تطورت مكانة المرأة وبلغت اعلى المراتب فكانت لاشك مساوية للرجل في كثير من الامور بل وفضلت عليه في مواطن عده اهمها ان الجنة تحت اقدام الامهات والمرأة عند النظر اليها فهي الام والاخت والزوجة والابنة وصدق الرسول الكريم حين قال (خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي)
- كيف تنظر الى المرأة المطلقة بوجه عام؟
لقد اثبتت دراسات المتخصصين ان حالات الطلاق في المجتمعات الاسلامية تقل عنها في المجتمعات الاخرى, وهذا مما لا شك فيه يعود الى مكانة المبادئ الاسلامية التي تلزم الزوج والزوجة بطيب المعشر وتبادل المودة مما يؤدي الى ثبات الاسره واستقرارها, اما ان وقع الطلاق لامر قد فرضه الله على الزوجين فان الدين الاسلامي حمى المرأة المطلقة واعتقد ان للمرأة المطلقة الحق وكامل الحرية ان تمارس حياتها العادية بحذافيرها سواء في الناحية الاسرية كالامومة او في العمل والذي ينبغي ان يكون لائقا للمرأة بشكل خاص وليس لائقا لها كمطلقة والذي يشترط ان يكون داخل نطاق اسلامي بحت يحميها من الاختلاط وبالتالي عدم تعرضها لضغوط من حولها في المجتمع من ضعاف النفوس حتى يقللوا من شأنها.
واضاف الحلواني قائلاً
- تعتبر المرأة العاملة في مجتمعنا رغم محدودية عملها حتى الان من افضل واكثر النساء العاملات انتاجا في العالم فهي تشارك الرجل في نفس مهنته, فلو اخذنا التدريس بجميع محاسنه ومساوئه لادركنا الدور الذي تقوم به في عملها والمجهود الجبار الذي تؤديه قبل ان تعود الى منزلها للاشراف على تربية اطفالها ورعاية مصالح زوجها, واعتقد لو ان المجال ترك للمرأة العاملة في ان تخوض حقول العمل المختلفه (دون اختلاط) مثل البيع لبنات جنسها او التخصص في مجال الطب النسوي فقط دون غيره او عملت في ادارات حكومية نسويه فذلك سيساعد على توفير فرص عمل مختلفه لها كي تبدع وتنتج وتخرج ما في جعبتها من مهارات.
- هل ترى ان عمل المرأة يكون سببا في المشاكل الزوجية؟
اعتقد ان مجال التعليم مفتوح للمرأة حتى تصل الى اعلى المراتب العلمية واظن انه لا يوجد شخص ما يرضى للابنته او زوجته او اخته بان تتعلم وتثابر لتبقى تلك الشهادات والمؤهلات زينة لحوائط البيت, وكما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (ان المسلمين على شروطهم) فان للمرأة حق الشرط على من تقدم لخطبتها ان تقوم بدورها المهني في المجتمع لذلك فالزوج الواعي المدرك لدور المرأة لا اعتقد انه سوف يهتز امام بعض المشاكل التي قد تظهر في الحياه العملية كجزء من واقع الحياة،
-هل تؤيد الفحص الطبي قبل الزواج؟
نعم بل واصرح بهذا القرار لما له من مصلحة عامة للمجتمع ومصلحة خاصة للمتقدمين على الزواج فلا اعتقد ان اي اسرة تحب ان ترى احد احفادها يصاب بمرض بسبب اختياره لاحدى قريباته مثلاً والفحص الطبي لا يقف عند الاقرباء فقط بل يصل حتى من لا تربطه اي علاقة قرابة وذلك لما قد يكون داخل الجينات الوراثية والتي تلعب دورا في نقل بعض الامراض الخبيثة لا سمح الله او التشوهات في الاجنه او سيولة الدم.
- كيف تستطيع تحقيق الامان للمرأة من خلال بيتها، عملها، المجتمع المحيط بها؟المرأة خلقت من ضلع اعوج ولو حاولت ان تقومه لكسرته, والمرأة مخلوق ضعيف بطبيعتها تحب الثناء والمديح وتكره الذم والتنفير فلو وجدت المرأة الرجل الواعي المتفهم المحب والمشارك لها في واجباتها اسوة بسيد الخلق عليه الصلاة والسلام لاحست بكيانها ولاحست بقيمة بيتها بل وتفانت في ان تكون ناجحة فيه اكثر من عملها,اما في العمل فاعتقد اعطاء المرأة الفرصة في الترقي في السلم الوظيفي ومكافأتها عند ابداعها وتوجيهها عند خطئها قد يحقق لها الاستقرار النفسي الذي يقود في النهاية الى الامان التام من ناحية عملها وبالتالي عدم وجود اي ضغوط نفسيه عليها عند رجوعها الى بيتها.
وعن نظرة المجتمع للمرأة تقول السيدة أسماء من مديرية الشئون الصحية بجدة إن,,,نظرة المجتمع للمرأة بوجه عام نظرة متفاوته وتخضع لظروف ومعايير تختلف من بيئة لاخرى ومن شخص لاخر الا ان الغالبية العظمى من المجتمع تنظر للمرأة على انها مخلوق ثان خلق لخدمة الرجل وانجاب الاطفال وتربيتهم من ناحية الرعاية فقط متناسين درو المرأة وايجابياته والاعلام النسائية البارزة والتي كان لها دور فعال في نشر الدعوة الاسلامية وقد جال الحديث في هذا المجال.
- إلا اننا لا يمكن ان نعمم هذه النظرة فهناك من يحترم المرأة ويقدرها ويتعامل معها على انها مساوية له في التفكير .
ولكن رغم ان الطلاق ابغض الحلال إلا انني أرى ان المرأة المطلقة وفي مجتمعنا ورغم ما تدركه من ابعاد سلبية اتخذت هذا القرار على ان تستمر في حياة مصيرها محتوم بالفشل.
نظرة المجتمع للمرأة العاملة ايضا متفاوته حسب نوع العمل الذي تؤديه فالمرأة العاملة في مجال التعليم والتربية ينظر اليها باحترام وتقدير وحقوقها محفوظة من جميع الجوانب المادية والمعنوية والاجتماعية عكس الحال المرأة العاملة في اي مجال آخر,؟ الا ان هناك من يحترم المرأة العاملة في اي مجال ويقدرها ويشاركها الرأي بل وياخذ برأيها رغم كونه مسؤولا عنها وحتى في القرارات التي تخص العمل, كما ويحترم مشاعرها كامراة في نفس الوقت (وهذا ما يحصل معي انا شخصيا بالنسبة للقسم الذي اعمل فيه)
2- نعم انا من المتشددين في الفحص الطبي قبل الزواج كما يشترط ان يتم الفحص قبل عقد القران ومن قبل الطرفين وكان ذلك ايضا رأي الاسلام لما له من اهمية بالغة على صحة الفرد والمجتمع.
أما السيدة/ ايمان الجديلي فقالت كل مخلوق بحاجة الى الامن والامان لكي يستطيع العطاء ولكنني هنا اقول ان المرأة في بلادنا تتمتع بكامل حقوقها وان الاعمال التي تقوم بها مناسبة لما وهبها الله سبحانه وتعالى من امكانيات وقدرات ولا اعتقد ان تعامل المجتمع السعودي مع المرأة فيه ما ينتقص كرامتها بل بالعكس فالمرأة مصانه بكل ما تعنيه الكلمة من معان, كما انني ارى ان من ينادي بتحرير المرأة السعودية فانه بالتأكيد على خطأ لان المرأة السعودية ليست مقيده حتى تحتاج الى تحرير فهي حرة طليقة تعمل في حدود الشريعة الاسلامية السمحاء وفي ظل العادات والتقاليد التي تربت عليها وتستطر د/ الجديلي قائلة الا انني ارى انه لا مانع من ان عمل هذه المرأة في القطاعات الادارية في بعض الجهات الحكومية او الخاصة التي تحافظ على كيان المرأة وعلى خصوصياتها مما يساهم في فتح مجالات عمل جريدة للمرأة السعودية.
* كما تحدثت الاعلامية اعتماد القادري فقالت لعل ما يستفز المرأة هنا هو النظرة الدونية التي ينظرها المجتمع للمرأة المطلقة وهذا في اعتقادي مما يزيد في احزانها ومتاعبها النفسية وكانها ارتكبت جريمة شنعاء لا يرضاها الدين ولا الاعراف بينما قد تكون هذه المرأة بريئة وضحية لاخطاء فادحة قد يكون المجتمع نفسه سبباً لها, اذن كيف للمرأة السعودية ان تحصل على الامن النفسي والاجتماعي في ظل هذه النظرة؟!
والسؤال على لسان الاعلامية اعتماد .
اما السيدة نهلة محمد ولي فقالت لقد اخذت المرأة بوجه عام في المجتمع حقها كاملا حيث انها اساس تكوينه واهتم بها مجتمعنا السعودي وكفل لها حقها كاملا وفق الشريعة الاسلامية فهي الام والاخت والابنة.
اما بالنسبة للمرأة العاملة بصفة خاصة فانه رغم حاجة المجتمع لعملها وسد شواغر العمل الذي لا يصلح الا بوجودها الا انه من الافضل قيامها بدورها في منزلها اولا وقبل كل شيء لانه مجتمعها الاصغر الذي يجب ان تحافظ عليه وتعمل به بنجاح لان ذلك يترتب عليه نجاح المجتمع عامة.
اما بالنسبة للمرأة المطلقة فلم تعد تلك النظرة السلبية التي كانت في السابق في تحملها كل تبعات الطلاق,بل اخذ المجتمع ينظر لها نظرة ايجابية وان الرجل وسلوكه قد يكون هو السبب من اسباب حدوث الطلاق.
اما المرأة المطلقة فأخذت دورها وبإمكانها الزواج مرة اخرى والخروج الى المجتمع بكل شجاعة ومواجهة,وعن الفحص قبل الزواج ايدت نهلة ولي وقالت احبذ الفحص الطبي قبل الزواج وخاصة اذا كان زواج الاقارب وذلك للاطمئنان على صحة النسل وسلامته ولكنه ليس شرطا اساسيا، وما زال القيام بذلك فيه نوع من التردد من قبل الكثيرين.
واشارت الى ان كلمة ولي العهد الاخيرة حول المرأة السعودية وعدم السماح بتهميش دورها يأتي لتحفيز الهمة وبذل المزيد من النشاط والاصرار والعزيمة ما أولاه سيدي ولي العهد حفظه الله من رعاية للمرأة وابراز دورها في المجتمع خاصة المرأة العاملة حيث ان ذلك التشجيع يزيد المرأة عزة ويوضح مكانتها في القيام بعملها على اكمل وجه,وعن تحقيق الامن للمرأة السعودية قالت ,,, ان امن المرأة يأتي من خلال استقرارها وتحقيق مطالبها والتضحية المقدمة من قبل الطرفين والتفاهم المشترك بينهم اما في عملها توفير العمل الذي يتناسب وقدرتها وامكانياتها وكفل حقها من رعاية صحية ورعاية اطفالها والتأمين الاجتماعي والمعاشات والامن الاجتماعي اساسه الاستقرار الوطني والامن الوطني يتحقق بتحكيم الشريعة الاسلامية بكل مبادئها في جميع المجالات وخاصة في كفل حق المرأة وحفظ كرامتها.
من جهته قال الاستاذ محمد يحيى شيخ من الشركة الدولية للعلاقات العامة ان للمرأة السعودية في المجتمع المعاصر ادوارا عديدة اهمها:
اولا: تكوين الاسرة او المؤسسة الزوجية (نواة المجتمع) والمحافظة على استمراريتها.
ثانيا: تربية ابنائها التربية الصالحة, وهذه مسئولية اصبحت المرأة السعودية اقدر على الوفاء بها خاصة وان غالبية السيدات قد تحصلن على قدر من التعليم يعينهن على اداء هذه المهمة السامية.
ثالثا: تغطية احتياجات الاجيال الجديدة من الفتيات في الجانب التربوي والتعليمي المؤسساتي وتوجيه هذا الجيل الى المجالات التي يحتاجها المجتمع.
رابعا: المساهمة بالعلم والخبرة والعلاقات الاسرية والاجتماعية في تطوير البيئة الاجتماعية العامة من خلال عملها في حقل الخدمة الاجتماعية من خلال وزارة الشئون الاجتماعية او الجمعيات النسائية او المساهمات الخاصة.
خامسا: مساهمات في مجال الخدمات العامة والتجارية المقدمة الى المرأة في بلدنا (بسبب خصوصية وضع المرأة في مجتمعنا المسلم) وبعض الامثلة على ذلك: خدمات العلاج الطبي (طبا وتمريضا).
المساهمة في اعالة الاسر خاصة في حال عدم وجود عائل، ونعرف جميعا نساء عاملات فاضلات قمن باعالة اسرهن والذين من الوالدين والاخوة والاخوات والابناء وما زلن, تأثير المرأة المتعلمة والعاملة على افراد اسرتها وبيئتها حضاريا وثقافيا من خلال احتكاكها بالكثير من الزميلات من افراد المجتمع خلال دراستها وعملها، وقد تكون همزة الوصل بين الاسرة (المنغلقة نسبيا او قريبة العهد بحياة البادية او القرية) والجديدة على حياة المدن والمجتمع الحضري فتساعد بذلك على سرعة تكيف الاسرة مع بيئتها الجديدة مما يسهم في تحقيق النجاح لخطة الدولة واستراتيجيتها في توطين البادية والمجمعات الحضرية، كما ان للكثير من الفتيات حظوة كبيرة لدى الآباء في مجتمعنا وتجد كلماتهن ونصحهن الصدى القوي لدى رب الاسرة وافرادها مما يعزز من تطور اسلوب العلاقة الاسرية والمحافظة على كيانها تحت ظل الاحترام المتبادل, وكما ذكرنا سابقا فان الوظائف التي تشغلها المرأة السعودية تتركز في العمل الطبي والتعليمي والاجتماعي بالاضافة الى بعض الاعمال التجارية النابعة من اجتهادات شخصية ومازالت بحاجة الى الكثير من الجهود التنظيمية المساندة, وعن تفوق المرأة في بعض المجالات يشير الشيخ الى انه وبنظرة سريعة الى ما ينتظرنا من تحديات مستقبلية اقتصادية، وبالاخذ بتجارب المجتمعات الاخرى المتقدمة دون التغريب عن ديننا وتقاليدنا، والتي اثبتت تفوق المرأة ونبوغها في العديد من المجالات، يمكننا ان نطور ونعد مجالات جديدة لعمل المرأة نذلل فيها عقبات عمل المرأة حتى تساهم وبقوة في مواجهة تحديات القرن المقبل وتحالفاته الاقتصادية الكبرى, وقد كانت للمرأة في الماضي مساهمات عدة وما تزال في مجالات كثيرة نجدها الآن قد تلاشت او انحصرت في مجتمعات صغيرة كمجتمع القرية مثلا، وكلنا نذكر كيف ان المرأة كانت تقوم بالبيع في الاسواق خاصة الموسمية منها وتكفل بذلك توفير الموارد المادية للاسرة وذلك من خلال بيعها لبعض الاحتياجات الضرورية كالمواد الغذائية والملابس والكماليات التي تقوم بتجهيزها وتصنيعها في المنزل, ولم يكن عمل المرأة في هذه المجالات لينتقص من شأنها طالما حافظت على شرفها وعفتها وجاهد المجتمع في تجنيبها اهل السوء والمتعدين على الحرمات وهو امر يكفله الشرع, ولا خلاف ان المرأة اقدر على معرفة احتياجات المرأة والتعامل معها، كما انها اقدر على تفهم وتلبية احتياجات الاسرة والمنزل والاولاد، وهذا مجال كبير جدا قد تبرع فيه المرأة تصنيعا واستيرادا وتسويقا وخدمة في اطار ضوابط وتنظيمات تناسب خصوصية مجتمعنا, كما ان الحاسب الآلي وتطور تطبيقاته وطرق اتصالاته هو احد المجالات التي برعت فيه المرأة في العالم المتقدم واستطاعت من خلاله المساهمة الجدية في تطوير الجوانب التعليمية والصناعية والادارية وحتى الادبية دون الاخلال بواجباتها الاسرية، وتعد طرق الاتصالات غير المباشرة والتي توفرها تكنولوجيا اتصالات الحاسب الآلي حلا مميزا لمشاركة المرأة للرجل في العمل دون الحاجة الى التواجد الشخصي في موقع العمل.
وتميزت المرأة على مر العصور - في الصناعات الحرفية القديمة والصناعات المتقدمة الحديثة - تميزت بتفوقها في مهمات عمل تتطلب تركيزا ودقة وتمتلىء مصانع بلادنا بهذه المجالات والتي تعمل بها عمالة وافدة يمكن الاستغناء عنهم واحلال المرأة السعودية المؤهلة والمتدربة محلها.
واضاف شيخ ان ما من شك في ان مشاركة المرأة في دفع العجلة الاقتصاية من خلال مشاركتها في اعمال القطاع الخاص اصبحت اهم من ذي قبل خاصة وان الدولة قد هيأت القطاع الخاص السعودي للاضطلاع بمهام المشاركة الحقيقية في تحمل اعباء دفع عجلة التنمية وذلك ما تم التأكيد عليه من خلال الخطة الخمسية الاخيرة, وهذه المهمة العظيمة تتطلب شحذ الهمم وتجميع طاقات المجتمع والمرأة على رأسها, وتبقى هناك بعض العقبات والمعوقات التي تعيق مشاركة المرأة ماليا وعمليا ومنها:
أولاً: مشاركة المرأة للرجل في موقع عمل مشترك (مختلط) ما يزال امرا غير مقبول وغير مسموح به في كل المجالات باستثناء المجال الطبي, وقد يكون التخطيط لتوظيف عدد كبير من النساء في مجالات محددة سلفا عاملا مساعدا في انشاء اقسام مستقلة مكانيا وعمليا.
ثانياً: تظل مشكلة المواصلات وما تعانيه المرأة والرجل (ولي الامر) على حد سواء في هذا الجانب من اكبر المعوقات في سبيل اكمال المرأة لمشوارها التعليمي او الوظيفي وذلك لاسباب دينية و عملية ومادية, ولا اريد هنا القفز الى ما يقترحه البعض بالسماح للمرأة بقيادة السيارات وهو موضوع شائك يصعب على امثالي التحدث عنه او الاقرار بصحته من عدمه وتقدير عواقبه, و لكنني سأفترض هنا حلولا قد توفر على العديد من اولياء امور المرأة الجهد وتوفر البديل المناسب اجتماعيا للسائق الاجنبي.
1- توفير خطوط نقل عام مخصصة للموظفات تلتزم بخطوط معينة يوميا وتمر على معظم المواقع الهامة في المدن والتي تتواجد فيها الاعمال.
2- تنظيم مواعيد عمل المرأة بحيث تتناسب مع اوقات اولياء امور المرأة الموصلين لها وكذلك واجبات المرأة الاسرية.
3- تجميع بدلات المواصلات التي تمنح عادة للموظف الاهلي وتوفير وسيلة مواصلات من قبل الشركة للموظفات مجتمعات.
ثالثاً: اعتقد ان العديد من الدوائر الحكومية وبالذات الخدماتية منها ما زالت تفتقر الى اقسام خاصة لخدمة المرأة السعودية العاملة او المستثمرة او المالكة وذلك على غرار الاقسام الجامعية المتخصصة، مما يصعب على المرأة التعامل مع او مراجعة هذه الدوائر دون وجود وسيط (وكيل او معقب) مما يضيف عبئا ماديا ومصاعب في التعامل لا يواجه الرجل.
اما الاستاذة/ فريده فارسي مديرة مدارس الحمراء للبنات بجدة فقالت:
الامن الوظيفي لأي موظف ينتج عن عاملين احدهما شخصي يعود للموظف نفسه والآخر تقوم به المؤسسة للحفاظ على الانتاج الجيد لاعضاء الفريق العامل بها, الموظف يحتاج اولا الى ارادة او دافعية تدفعه للعمل,, العمل الذي سيوفر له الاحتياجات المادية والاجتماعية ثم هو بحاجة الى قدرة على اداء العمل, قدره جسمية وقدره معرفية تتمثل في اجادة العمل واكتشاف ابعاده اوالتعرف على اساليب تطويره ثم الخبرات التراكمية التي تجعل الموظف واثقا من جودة ادائه بعد ذلك تأتي المحبة فمن يحب ما يعمل سيحرص على انجازه بشكل يسره هو اولا قبل ان يسر المؤسسة.
اما المؤسسة فهي توفر الامن الوظيفي للعاملين بها من خلال العقود الواضحة الملزمة التي يجد فيها الموظف توصيفا كاملا لما هو مطلوب منه الى جانب كادر وظيفي يراعي الانصاف, ويطبق على الجميع,, بعد ذلك تأتي الامور الاخرى التي لا تقل اهمية عن ذلك وهي العلاقات الانسانية الجيدة التي توجد عنصر الانتماء لدى الموظفين, مع ترك المجال للابداع والابتكار وتقدير المتميزين ومعاقبة المقصرين.
واضافت بالنسبة للمرأة السعودية ولانها قد انضمت الى سرعة العمل من فترة قريبة فانها في كثير من الاحيان تقبل على العمل بكل حماس ورغبة في الاداء ولكنها تفتقر الى المعرفة وينقصها التدريب الى جانب الجهل بقوانين العمل مما يعرضها لفقد الامان الوظيفي مع شعور بالاحباط وعدم الاستقرار خاصة عندما تعمل في مؤسسة ربحيه لا يهمها سوى المادة.
لقد بدأت المراة العمل في مؤسسات حكومية مدارس مستشفيات, ووظائف الدولة تختلف عن وظائف القطاع الخاص, ولان القطاع الخاص اصبح الان قادرا على توفير فرص وظيفيه جيدة,, ولانه مطالب بان يقوم باحلال السعوديين مكان الوافدين لذا لا بد لنا ان نكون واقعيين ونراعي مصلحة كل من المؤسسة والموظفات او الموظفين بها وذلك من خلال:
ان تكون السعودة بنظام تدريجي لا يفقد المؤسسة جميع الخبرات في وقت واحد, وان يتم البدء بالمؤسسة الكبيرة وبنسبة مئوية تصاعدية.
- ان يكون هناك قسم نسائي في كل الجهات ذات العلاقة بعمل المرأة العمل والعمال, الحقوق المدنية، المحاكم لكي تتمكن الموظفة من الحصول على حقوقها دون اللجوء للغير.
- الا يسمح بانشاء اي مؤسسة الا اذا كان لديها خطط للتدريب المستمر والشامل للعاملين بها خاصة اذا كانت مؤسسات كبيرة.
- اعداد الشباب السعودي من الجنسين اعدادا تعليميا وتدريبيا جيداً.
فليس من المعقول ان تكون نسبة الغياب في المدارس بالشكل الموجود حاليا حيث لا تفصل الطالبة لا بعد ان تتجاوز فترات الغياب 20% للصغار و25% للمتوسط والثانوي ان العمل خاصة في القطاع الخاص يحتاج الى الالتزام واحترام للمواعيد,, فالعمل الخاص في جميع انحاء العالم عمل يحكمه التنافس , والتنافس لا يكون الا بالجودة والجوده تحتاج الى متابعة والتزام.
- تطوير نظام التأمينات الاجتماعية ومنح الموظف حق الاختيار بين الانضمام اليه او عدمه بحسب ظروف كل موظف وعدم ارغام المؤسسة على دفع مبالغ طائلة للتأمين على العمالة السعودية لكي لاتعيق السعودة, اعتقد ان المستقبل سيفتح امام المرأة السعودية افاقا جديدة,, لان التكنولوجيا الحديثة وفرت لها اعمالا عديدة بعيده تماما عن الاختلاط بالرجال, فبالامكان انشاء اقسام نسائيه تبعد تماما عن الاقسام الرجالية وترتبط بها بواسطة الكمبيوتر والانترنت,, ولكن الامر بحاجة الى خطط طويلة المدى تشارك فيها كافة الجهات المسؤلة وينظر فيها للمرأة الاسلامية السليمة التي تحفظ لها كرامتها وعزتها وفي نفس الوقت تحملها مسؤولياتها كموظفة مسئوله عن واجبها فيما يخصها كما ان الرجل مسؤل عما هو مهيأ له.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved