Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


باحثتان سعوديتان في دراسة حول الفحص قبل الزواج
69% من المستهدفين يعترفون بأهمية الفحص,, 80% يفضلون الانفصال
39% يرون أن الأسباب اجتماعية بينما 34% يرونها اجتماعية واقتصادية وثقافية كذلك

* جدة- المحرر الامني
قامت الباحثتان منيرة العصيمي ورويدة نجار من الاشراف التمريضي بمديرية الشئون الصحية بمحافظة جدة بتقديم دراسة حول موضوع الفحص الطبي قبل الزواج جاء فيها,, ما يلي::
ان الارتقاء بالمستوى الصحي للمواطنين من اهم العناصر التي تسعى لتحقيقها الدول المتقدمة وتعتبر ضمن الخطط التنموية في مختلف مجالات الحياة المعاصرة وقد خطت المملكة العربية السعودية ولله الحمد خطوات جبارة لتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات ومن اهمها التنمية الصحية، ولازالت الجهود المخلصة لهذا الوطن والحريصة على الارتقاء به في جميع المجالات تسعى وتواصل في ظل الشريعة الاسلامية السمحة التي تضيء لها طريق العمل وتجعله واضحاً وقوياً.
فالعلم والايمان هما الركيزة الاساية لتقدم المجتمعات وسلامتها روحياً وجسدياً,, وصحة الفرد وسلامته مطلب وهدف لكل الشعوب ولا يمكن تحقيقه الا بجهود متكاتفة ومتكاملة متزامنة فالمسنون والحوامل وطلاب المدارس والمسافرون والعسكريون والعمالة الوافدة والمراهقون والشباب المتقدمون لطلب التوظيف والحجاج والمقدمون على الزواج جميعها فئات تتطلب رعاية صحية معينة والكشف المبكر والفحص الصحي الدوري لتلك الفئات هو موضوع هذا البحث والتطبيقات التي اجريت لفئة المقدمون على الزواج كفئة مستهدفه لمعرفة الاراء والمقترحات حول الفحص قول الزواج وقد اختيرت عينة عشوائية مكونة من مائة وسبعين فرداً منهم 66 ذكور- و 104 اناث وذوو اعمار مختلفة لتدوين آرائهم من خلال استبيان يشمل سبعة عناصر وتشير الى مدى إلمامهم بهذا النوع من الفحص واهميته ونماذج من الخبرات الاجتماعية عن عدم او وجود مشاكل صحية وراثية وامكانية اتخاذ قرار ايجابي في حالة عدم التوافق الصحي ورأي الدين واسباب القصور الموجودة بالمجتمع لعدم تطبيقه وطرق علاجها.
قال تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا صدق الله العظيم,, انه لا يخفى على احد سعادة المرء بقدوم طفل جديد يحمل اسمه ويملأ عليه حياته, صورة من اجمل الصور التي يهفو ويتطلع اليها كل عروسين فهل يا ترى تكتمل هذه الفرحة بولادة طفل مريض او معاق؟ بالطبع لا، بل يبدأ مع ذلك مشوار الالم والحزن والمعاناة ومن هذا المنطلق قامت دراسات وابحاث وقرارات تهدف الى تأمين الحماية الزوجية لانجاب اطفال اصحاء والتي من اهمها الفحص قبل الزواج,, رُبَّ قائل يقول ما يحدث هو مقدر ومكتوب من الله وهنا نقف ونحلل ونتساءل,, اذا كان الامر كذلك فما دور الاجراءات الوقائية التي تتخذ ضد الامراض,, اليست مباحه؟ بل مطلوبة السنا نعطي اطفالنا اللقاحات ونحرص على مواعيدها؟
انها عملية التوكل والاخذ بالاسباب والفحص قبل الزواج هو اجراء ليس حتمياً ولا قاطعاً لولادة اطفال اصحاء ولكن هناك بعض الامراض الوراثية وامراض الدم والامراض المعدية التي يتم توارثها من الاباء الى الابناء فلو كانت موجودة عند احد الابوين فان حالات توارثها تختلف عنه لو كانت موجودة عند الابوين وايضاً هناك بعض الاجراءات الوقائية التي تؤخذ بعد الفحص لضمان سلامة الانجاب باذن الله.
اهمية البحث:
لقي قرار مجلس الوزراء الموقر بخصوص بدء تطبيق منع السعودي الزواج من اجنبية او سعودية من اجنبي مصابين بأمراض الدم الوراثية لقي ترحيباً من قبل المختصين واستشاري واطباء امراض الدم الوراثية والمعدية والكثير من المواطنين: فقد اصدر مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 14 رمضان 1418ه الموافق 12 يناير 1998م قراره بشأن الضوابط اللازمة للزواج, وقدشرعت وزارة الصحة السعودية في تنفيذ مضمون قرار مجلس الوزراء السعودي بالزام المواطن السعودي الراغب في الزواج من غير سعودية وكذلك المرأة السعودية الراغبة في الزواج من غير سعودي بتقديم شهادة فحص طبي لمن يرغب الاقتران به,, ومنع السعودي من الزواج من اجنبية وكذلك السعودية من الزواج من اجنبي ممن هو مصاب بمرض او حامل لجينات منقله للامراض الوراثية والمعدية وقرر مجلس الوزراء ايضاً ان تقوم اللجنة المشكلة بالامر السامي قبل عامين بدراسة امكانية تطبيق ما ورد بخصوص الزواج من اجنبية على جميع السعوديين المتقدمين للزواج قبل عقد القران.
وبناءً عليه قامت الباحثتان مقدمتا هذه الورقة بدراسة تستهدف فئة المقدمين على الزواج لمعرفة آرائهم عن انواع الفحوصات التي تجري في المستشفيات والمراكز الصحية ومدى اقتناعهم بتنفيذها ومدى تأثير النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية على قيامهم بالفحوصات المطلوبه.
عينة وطريقة البحث:
تم اعداد استمارة استبيان مكونه من جزءين/ الجزء الاول يتعلق بدراسة الحالة والثاني يتعلق بدراسة حول الكشف المبكر للمقدمين على الزواج والمكونه من سبعة اسئلة منها الاسئلة المفتوحة والمغلقة,, وقد عُبِّئت من قبل فئات مختلفة من المجتمع السعودي عددهم مائتان ذكور واناث ذوو اعمار ومؤهلات دراسية مختلفة.
هذا واستخدم نظام اكسيز- داتا بيز لتحليل النتائج.
النتائج:
اتضح من دراسة الاستبيان والاجابات الآتي:
1- نسبة عينة الاناث تمثل 60,5% والذكور تمثل 39,5% من عينة البحث.
2- تتراوح اعمار عينة البحث بين 15-55 سنة وتمثل الفئة العمرية 26 الى 35 سنة اعلى نسبة.
3- المؤهل الدراسي لعينة البحث مثلت اعلى نسبة به 56% المرحلة الجامعية ولا يوجد من ضمن العينة اميون.
4- تمثل نسبة غير الموظفات الاناث اعلى نسبة بالبحث نسبة عالية منهم طالبات .
5- شملت عينة البحث ما يقارب نسبة 58,5% متزوجون و 34,9% عزاب.
6- نسبة الاشخاص ممن لديهم معرفة بنوع الفحص تمثل - 63,5% من المجموع الكلي.
7- يتضح ان نسبة الذاكرين بأن هذا النوع من الفحوصات مهم تشكل 69% في حين ان آراء العامة والتي ذكرت بجريدة المدينة الاسبوعية العدد 13937 وتاريخ 29/5/1419ه بينت اهمية الفحص بأن امراض عصرنا الراهن استوجبت اجراءه .
8- نسبة 52% من الفئة المستهدفه ذكرت بمرورهم بتجربة تعرض احد اقاربهم او معارفهم لمشاكل صحية لعدم التوافق بين الزوجين صحياً ولم يجر لهم فحص قبل الزواج.
9- 80% من الفئة افادت بامكانية الانفصال عن مخطوبته ومخطوبها في حين عدم التوافق صحياً 10-73% من الفئة افادت بعدم معرفتهم برأي الدين اما النسبة الباقية والتي تمثل 26,3% فذكرت الحديث النبوي الشريف تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ومن خلال الاطلاع والبحث في الآراء نحو الموضوع ذكر كل من د, عبدالله باسلامه في كتابه من زواج الاقارب ماله وما عليه تصحيحاً لهذا الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم تخيروا لنطفكم أنكحوا الاكفاء وانكحوا اليهم , واشار في كتابه بأن الامر هنا بالتخيير في كل زواج ولم يحذر من زواج الاقارب واستدل على ذلك بقوله ان القرآن الكريم لم يحذر من زواج الاقارب بل اشار اليه في سورة الاحزاب حيث قال تعالى يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتي آتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك,, الاية وذكر في الطريقة المثلى في الزواج بأن التخير في عصرنا الحاضر قد يكون بالفحص في العيادات الاستشارية للامراض الوراثية وذلك لمن يشك في ان شريكة حياته او شريك حياتها قد يكون ناقلاً لعامل وراثي متنح, هذه الاستشارة سواء في زواج من الاقارب ام زواج من الاباعد واهم من ذلك في البحث عن الزواج او الزوجة المطلوبة هي انكحوا الاكفاء وأنكحوا اليهم .
وذكر ايضاً ذلك فضيلة الداعية الاسلامي د, يوسف القرضاوي في لقاء بمجلة صحتك اليوم العدد 7 بتاريخ 7/12/1998م بقوله زواج الاقارب نوعان نوع محرم ما ورد في القرآن الكريم في الاية من سورة النساء حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت,, الاية .
ونوع مباح وهو ما ذكر في الاية السابقة من سورة الاحزاب وهنا ذكر د, القرضاوي بأن المباحثات في الاسلام مقيدة بالا يترتب عليها ضرر.
11- افاد 39% من الفئة المبحوثه بان سبب اهمال المجتمع لهذا النوع من الفحص يرجع الى اسباب اجتماعية و 34% منهم افاد بأنه يرجع الى اسباب اجتماعية، اقتصادية، ثقافية, من خلال النتائج لدراسة المراجع المتوفرة لدينا اتضح ان القصور في عمل هذا النوع من الفحوصات في مجتمعنا يرجع الى عدة اسباب فالبعض منهم يرفضها جهلاً بأهميتها وفوائد تطبيقها، والبعض الاخر يجد صعوبة في اجرائها حيث ان سعر هذا النوع من الفحوصات يكلف ما يقارب مبلغ 2000 ريال للشخص الواحد بالمستشفيات الخاصة، والبعض الاخر يعتبر هذا النوع من الفحص كشفا لامور شخصية فربما يرفضها الخاطب او يرفضها اهل المخطوبه.
12- اما عن كيفية معالجة المجتمع التقصير الحاصل في موضوع الفحص قبل الزواج افادت الاراء المكتوبة حسب ما ذكرت بالاستبيان الاتي:
1- توعية المواطنين ثقافياً وطبياً وعمل ندوات ومطويات عبر الاعلام.
2- فتح عيادات في جميع المستشفيات تكون مهتمة بهذا الموضوع وسهولة اجراءات الفحص.
3- مراعاة شعور المراجعين لحساسية الموضوع.
4- توعية الشباب والشابات اثناء المراحل الدراسية عن طريق الاعلام.
5- ان يكون الفحص الزاميا قبل عقد الزواج.
6- وضع تسهيلات من قبل وزارة الصحة بالفحص المجاني لكل من هو مقبل على الزواج.
7- رفض اتمام الزواج الا بعد الفحص الطبي.
8- عمل ملفات صحية لكل افراد العائلة وبها جميع التحاليل.
9- يجب على المأذون الشرعي التأكيد على احضار مثل هذه التقارير.
10- عمل فحص للدم عند دخول المدرسة وعمل تحليل بعد كل 15 سنة.
11- ان تتطرق المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية لهذا الموضوع.
12- توضيح راي الدين في الموضوع.
13- انشاء مركز متخصص لعمل مثل هذه الفحوصات.
14- اخذ رأي الدين وعمل فتوى بذلك.
التوصيات
نظراً لان اغلب الاراء التي طرحت من خلال دراسة موضوع الفحص قبل الزواج ايدت فكرة إلزام المقبلين على الزواج بعمل هذا الفحص واقترحت لتنفيذه عدة آراء نوجزها كالاتي:
1- تسهيل اجراءات هذا الفحص وتوفيره بصورة ممكنة وفي متناول الجميع.
2- انشاء مراكز متخصصة لهذا الفحص باسعار رمزية.
3- السرية التامة من قبل المسئولين في العيادات والمراكز المتخصصة لهذا النوع من الفحوصات لحساسية الموضوع.
4- تكثيف الجهود الاعلامية لتوعية المجتمع بأهمية هذا الفحص واثاره الايجابية وخاصة من خلال جهاز التلفاز.
5- التوعية بالمدارس والجامعات لهذا الموضوع والتركيز على فئة الشباب والشابات.
6- اقناع المقبلين على الزواج بأهمية هذا الفحص وعدم اعتباره اجراء روتينيا لعقد النكاح مما يدفع البعض الى توفير المطلوب بطرق غير قانونية.
7- دعم الموضوع اعلامياً بالفتاوى الدينية التي تبيح هذا الامر وتوضح انه ضمن اطار الاخذ بالاسباب لقوله صلى الله عليه وسلم اعقلها وتوكل .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved