Wednesday 26th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 11 صفر


مراكز الخدمات التربوية تتيح لهم الفرصة نظامياً
هل حدّت مراكز الخدمات التربوية من ظاهرة الدروس الخصوصية غير النظامية؟
لماذا يرفض المعلّم السعودي الدروس الخصوصية في المنازل؟

* تحقيق: منيف خضير
تعتبر الدروس الخصوصية من المشكلات التي تواجه التعليم في العالم العربي عموما وفي بلادنا على وجه الخصوص, لذلك لجأت وزارة المعارف قبل سنوات الى تطبيق نظام مراكز الخدمات التربوية والحد من ظاهرة الدروس الخصوصية غير النظامية وإعطائها صورة نظامية تحت إشراف مراكز الخدمات والوزارة نفسها,, وقد أتاح هذا النظام الجديد للمعلمين التدريس في المنازل عن طريق (نظام الطالب الواحد بالمنزل) وقيمة الحصة الواحدة (ساعة واحدة) 100 ريال لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية,, ورغم ذلك شهد هذا النظام عزوف المعلمين السعوديين وأصبح المعلم المتعاقد وحيدا في الميدان!!
وأفرز هذا النظام الجديد مجموعة من المسترزقين من غير المنتمين لوزارة المعارف للتدريس في ظل هذا الغطاء النظامي الذي أوجده النظام الجديد للمراكز.
(الجزيرة) تساءلت لماذا يعزف المعلم السعودي عن التدريس في المنازل (وفق هذا النظام)؟! وهل ترفض العائلات السعودية دخول المواطن لمنازلهم حتى ولو كان الهدف تدريس ابنائهم نظاميا؟! ورغم المردود المادي الجيد للنظام الجديد وكذلك المردود العلمي إلا ان المتعاقد استفاد منه لوحده!!
كيف نقنع المعلم السعودي بشرعية التدريس في المنازل وفق نظام الخدمات التربوية؟! والى متى يرفض المواطن كل الفرص التي تقدمها له الدولة؟!
وتساؤل آخر: هل حدّت هذه المراكز من الدروس الخصوصية غير النظامية؟!
وأخيراً يبقى السؤال الأهم لأولياء الأمور: هل تفضل تدريس أبنائك في المنازل عن طريق معلم سعودي أم متعاقد؟ وغيرها من التساؤلات الكثيرة والتي أجاب عنها أهل الميدان التربوي من مسؤولين ومشرفين ومعلمين وأولياء أمور, كل ذلك من أجل اقناع المعلم السعودي ثقة فيه بأن يكون البديل النظامي للدروس الخصوصية والتي يديرها الأجانب باقتدار.
مراكز الخدمات التربوية,, حدّت
من الدروس الخصوصية!!
* هل حدّت مراكز الخدمات التربوية من ظاهرة الدروس الخصوصية غير النظامية؟!
أجاب عن هذا السؤال سعادة مدير عام تعيلم منطقة الحدود الشمالية الاستاذ/ عبدالرحمن بن أحمد الروساء: كل منطقة تعليمية تحكمها ظروف معينة بحيث تجعلها مختلفة عن المناطق التعليمية الأخرى، أنا شخصيا ارى انه في منطقة الحدود الشمالية ساهمت مراكز الخدمات التربوية بشكل كبير في الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية غير النظامية, لأن هذه المراكز تستقطب المعلمين المتميزين والمتميزين فقط من المدارس عن طريق ترشيحهم من قبل المشرف التربوي المباشر, لذلك أدرك أولياء الأمور هذه الجزئية وهم عادة يحرصون على المعلم المتميز لتدريس ابنائهم, كما أن المعلم السعودي أبدى تميزا ملحوظا في منطقتنا ولله الحمد، وأصبحت الثقة فيه تفوق الوصف والدليل على ذلك سعودة جميع معلمي الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية في الحدود الشمالية, ومن المعروف أن هذه الصفوف لا يستطيع تدريسها إلا المتميزون.
واضاف الروساء: وهناك نقطة معينة في نظام مراكز الخدمات التربوية آمل أن يعاد النظر فيها وهي نظام تدريس الطلاب في المنازل - فهذا النظام أوجد فئة من المحسوبين على التعليم استغلوا هذه النقطة فأصبحوا يدرسون في المنازل بشكل غير نظامي ويستغلون أولياء الأمور والطلاب ويفرضون مطالبهم الخاصة وهم قلة ولله الحمد, ولو أُلغي نظام التدريس في المنازل واقتصر على التدريس في المدرسة عن طريق مركز الخدمات لكان أفضل.
* ويتفق الاستاذ فيصل بن الجزاع (مدير مركز الخدمات التربوية بمحافظة رفحاء) في أن المراكز حدت من ظاهرة الدروس الخصوصية غير النظامية في المنازل ويقول: نعم حدت من الظاهرة وبشكل كبير جدا, وأدرك المعلمون السعوديون وغيرهم ان الأفضل التدريس في هذه المراكز بطريقة نظامية تحفظ له حقوقه وكرامته وخصوصا أن نظام المراكز مرن جدا فهناك (نظام الجماعات التي تدرس في المركز ورسومها 250 ريال لكل طالب لمدة شهر، ونظام الطالب الواحد بالمركز 80 ريالا للحصة الواحدة، ونظام الطالب الواحد في المنزل 100 ريال للحصة الواحدة.
ويضيف الجزاع: فالمراكز نجحت وبشكل كبير والدروس الخصوصية في المنازل واقع لا مفر منه في كثير من الدول الأخرى وفي المملكة ولكن بعد هذا النظام أصبحت رسمية وبطريقة تحفظ حقوق الجميع, كما انني لا اتفق مع من يقول ان هذا النظام أصبح غطاءً للتدريس في المنازل بشكليه النظامي وغير النظامي, فأنا أسمع هذا الكلام ولكن أرى العكس لأن المدرسين (وفق هذا النظام) معروفون لدى المركز ولدى الوزارة وكذلك الطلاب اسماؤهم مسجلة ولا مجال لغير ذلك.
هذه المراكز فتحت باباً
للدروس الخصوصية غير النظامية
* رئيس الاشراف التربوي في إدارة تعليم محافظة القويعية الاستاذ عبدالملك الهويمل ماجستير في طرق التدريس يرى أن هذه المراكز فتحت بابا للدروس الخصوصية غير النظامية بشكل كبير ويرى الهويمل أن هذه المراكز فتحت بابا منظما للغش والتحايل على النظام بل انها اسوأ من الدروس الخصوصية والتي كانت تتم بخفية وحذر والآن العملية أصبحت مكشوفة للجميع ومن يعرف ان هذا المعلم الذي يدخل المنازل للتدريس فيها انه نظامي أم لا؟!
ويضيف الهويمل/ لدينا خطة في الإدارة لتغيير الأسلوب المتبع عن طريق شروط وضوابط مثل عدم تمكين مدرس أي مادة من تدريس تلاميذه في المدرسة في مراكز الخدمات, ولحل هذه المشكلة نكلفه بتدريس طلاب من مدارس أخرى غير طلاب مدرسته, ولقد لاحظنا إقبال الطلاب وخصوصا في المرحلة المتوسطة والثانوية على معلم المادة الذي يدرسهم في المدرسة بينما ينصرفون ويحجمون عن غيره!!
* الاستاذ أحمد بن فهيد البقعاوي مدير مركز الإشراف التربوي بمحافظة رفحاء يذهب فيما ذهب اليه الاستاذ الهويمل ويرى ان هذه المراكز لم تحد من الظاهرة أبدا بل يضيف البقعاوي: هذه المراكز اصبحت فرصة لضعاف النفوس من المعلمين المتعاقدين لاستغلالها, بحيث يدرس أحدهم في المنازل تحت غطاء هذه المراكز علما بأنه غير مسجل فيها وغير رسمي، وفي السابق كان دخول المعلم الى أحد المنازل وخصوصا في المدن الصغيرة أمرا يثير الشكوك الآن في ظل نظام المراكز الوضع طبيعي جدا بل ومألوفا أيضا!!
وقد تحد هذه المراكز من ظاهرة الدروس الخصوصية في حالة واحدة وهي (إلغاء نظام التدريس في المنازل).
* الاستاذ/ علي بن سعود المهيدب مساعد مدير مركز الإشراف التربوي بالروضة يقول: مراكز الخدمات التربوية لم تقم بدورها كما يتصور كثير من الناس ولذلك أسباب جوهرية أهمها عدم قناعة ولي الأمر بكفاءة المعلمين الذين يدرسون في هذه المراكز مما جعلهم ينصرفون إلى غيرهم، وكذلك وقت هذه المراكز غير مناسب وهو محصور بين العصر والعشاء وأولياء الأمور عادة لديهم ارتباطات في هذا الوقت تحديدا بأعمالهم الخاصة, وبعض الطلاب ينصرف من المدارس في مراكز الخدمات التربوية قبل موعد انتهاء الدراسة, ويرى الأستاذ المهيدب أن تخصيص أيام الخميس والجمعة للدراسة لم يرغب في ذلك او تمديد الوقت بشكل يخدم الطالب وولي أمره وأمر آخر وهو ارتفاع رسوم هذه المراكز مقارنة بمتوسط دخل الفرد من الموظفين من ذوي الدخل المحدود وتدريس الابن في المنزل عن طريق هذه المراكز رسومه مرتفعة جدا، كما ان هناك سببا آخر وهو تخوف أولياء الأمور على ابنائهم من رفاق السوء عند ذهابهم لهذه المراكز عصرا والخوف كذلك من اختلاطهم بهذه الرفقة السيئة او مشاهدة سلوكيات غير مرغوبة كالتدخين والألفاظ البذيئة، ولا ننسى نقطة مهمة أيضا وهي أن المعلم الخصوصي المتعاقد (غير النظامي) لا يدرس مادة واحدة فقط بل يدرس عدة مواد تصل الى خمس في بعض الأحيان!! وبتخصصات مختلفة وبسعر مغرٍ حوالي 100 ريال وهذا يدعو أولياء الأمور لمقاطعة المراكز الآنفة الذكر واللحاق بركب الدروس الخصوصية غير النظامية.
* لماذا اللجوء للدروس الخصوصية,, أصلا؟
توجهنا بهذا السؤال الى مجموعة من المعلمين وأولياء الأمور حيث أرجع الاستاذ فهد بن محمد الشثري معلم رياضيات بمدرسة نورالدين زنكي بالسويدي بالرياض السبب الرئيسي الى ضعف الطالب, ويعود هذا الضعف الى عدم متابعة أهل الطالب له طوال العام الدراسي كذلك يلجأ أولياء الأمور الى المدرس الخصوصي في محاولة خاطئة لحل المشكلة.
ويرى الاستاذ مشعل بن مطلق الخشرم معلم اجتماعيات بمدرسة الإمام مالك المتوسطة بشرق الرياض أن السبب التباهي والمظاهر الاجتماعية الخادعة، فالطالب يتفاخر أمام زملائه بأن والده سيحضر له مدرسا أو أكثر في منزله كمظهر من مظاهر الترف والرخاء فوفرة المال هي السبب في نظري نظرا للحالة المادية المرتفعة عند بعض العائلات، كذلك عن طريق الدروس الخصوصية يحدد الطالب الوقت الذي يرغبه وهذا يدعو لإقباله على هذا النوع من الخدمة.
ويرى الاستاذ عبدالرحمن ابراهيم المنديل مدرس رياضيات بمدرسة معاذ بن جبل الابتدائية برفحاء ان الإعلانات التي تملأ المحلات التجارية لهذه الدروس قد تكون سببا في الإقبال عليها فالمدرسون والمدرسات الخصوصيون يكتبون على لوحات تعلق في واجهات المحلات اسماءهم وأرقام هواتفهم وخدماتهم ومؤهلاتهم العلمية دون خوف من الرقيب!!
الوزارة لا تراقب المدرسين الخصوصيين
* الاستاذ احمد بن سلمان الشمري مدرسة هارون الرشيد برفحاء يقول: للأسف الوزارة لا تراقب هؤلاء المدرسين وتتبعهم والدليل أنهم يكتبون اعلاناتهم في أشهر المحلات التجارية دون خوف من الوزارة وتساهل الوزارة معهم هو الذي تسبب في ظاهرة انتشارهم,, وحسب علمي ان هذه الدروس اذا كانت خارج نطاق مراكز الخدمات التربوية فهي ممنوعة وقد تتسبب في إلغاء العقد,, ورغم ذلك لم نسمع بحالة إلغاء عقود كثيرة لتكون رادعا لهؤلاء وغيرهم, فالوزارة مسؤولة تماما للآثار السلبية التي تسببها هذه الدروس الخصوصية,, كما ان المواطن عليه مسؤولية أكبر بعدم الترويج لهذه الظاهرة وتشجيعها.
المعلم السعودي يرفض الدروس الخصوصية!!
* إذا سلمنا بأن رفض المعلم السعودي للدروس الخصوصية سابقا كان بسبب عدم نظاميتها فلماذا يرفضها المعلم السعودي وقد أصبحت نظامية عن طريق مراكز الخدمات,, رغم مردودها المادي الجيد؟!
عرضنا عرضنا هذا السؤال على العديد من المعلمين,, لو طُلب منك التدريس في المنازل هل توافق؟
الاستاذ مشعل بن مطلق الخشرم يقول: بالنسبة لي تخصصي اجتماعيات ولا اعتقد ان لها سوقا رائجا في مجال الدروس الخصوصية!!
ولكن لو طلب مني التدريس في المنزل أرفض بكل تأكيد وذلك لأن النظرة الاجتماعية ستكون غير مناسبة لي,, وقد يعتقد الكثير أنه في حالة تدريسي لطالب معين ان هذا سيكون دافعا لي لمحاباته وتقريبه دون زملائه.
* ويتفق الاستاذ فهد الشثري في ان مجتمعاتنا لم تتعود على هذه الفكرة, وستنظر بانتقاص لكل سعودي يدرس دروسا خصوصية في المنازل، كما ان الظروف الأسرية للمواطن السعودي تختلف عن غيره, فالسعودي له التزامات كثيرة ووقته محدود بهذه الالتزامات ورغم ان السعودي غالبا لديه سيارة قد تعينه على مثل هذه التنقلات النظامية بين المنازل وهذا ما يفتقده المتعاقد إلا أن الأمر مرفوض تماما لي ولقد عُرض علي الكثير لأن تخصصي رياضيات ولكن رفضت المراكز من هذا المنطلق.
العائلات لا ترغب في المعلم السعودي!!
* الاستاذ ابراهيم الدوسري معلم بمنطقة الرياض يقول: العائلة السعودية لا ترغب بالمدرس السعودي بينما تقبل بالمعلم المتعاقد، وهذه النظرة تنطبق على السباك وسائق الليموزين وغيرهم لذلك يرفض معظم السعوديين هذه الدروس متأثرين بهذه النظرة.
* ويرى الاستاذ أحمد بن سلمان الشمري أن الطالب نفسه يرتاح للمعلم الأجنبي أكثر من ارتياحه للمعلم السعودي وقد يصاب الطالب بالخجل والارتباك وربما الخوف من المعلم السعودي بحكم (هيبته واحترامه) وخصوصا في المدن والمناطق الصغيرة، اما المعلم الأجنبي فلا يضطر ولي الأمر للالتزام معه والتواجد عنده بحكم العادات والتقاليد وكذلك يمكن عدم التقيد معه بأوقات معينة ويمكن طلبه بأي وقت عكس السعودي والذي يلتزم غالبا بموعد محدد مسبقا.
مردودها المادي قليل!!
* الاستاذ عبدالله الشمري (ولي أمر طالب) يقول ربما يرفضها المعلم السعودي لأن مردودها المادي قليل مقابل الجهد والوقت المبذول, ومعظم المعلمين السعوديين لا يرى مثل هذه المبالغ حافزا له يرتبط من أجله الساعات المحددة بالتنقل من منزل لآخر, ولو كان مردودها المادي كبيرا ربما تسابق عليها المعلمون مثلما يفعلون في المدارس الليلية!!
نؤيد وجود السعودي في منازلنا للتدريس
* هل تؤيد تدريس المعلم السعودي في المنازل وفق نظام الخدمات التربوية؟
طرحنا هذا السؤال على عدد من المشرفين التربويين.
* الاستاذ احمد بن محمد العماري مشرف تربوي بشرق الرياض يقول: نعم اؤيد ذلك, فالمعلم السعودي محل ثقة، ومستواه العلمي والخلقي على درجة كبيرة ولا أرى فيها أي حرج وفق ضوابط شرعية واجتماعية معينة بل بالعكس فأنا ارتاح لوجود مواطن سعودي في منزلي لهذا الغرض وفي حالة وجودي طبعا أكثر من ارتياحي للمتعاقدين والأجانب وكما ان وجود الطالب في المنزل أفضل من خروجه للمدرسة مع أصدقائه في الحارة وقت العصر والذي لا تحظى فيه المدارس عادة بنفس نظام المراقبة الصباحي .
* الاستاذ/ طارق بن حامد خلاف مشرف ادارة مدرسية في ادارة تعليم ينبع يقول: اؤيد فكرة تدريس السعودي في المنازل الى حد ما, وفق ضوابط الخدمات التربوية والتي يكون فيها الترشيح للمتميزين خلقا وعلما، وهذه الفكرة من ناحية المبدأ فكرة طيبة وحيدة,, حيث ان التدريس الخصوصي وفق نظام الخدمات التربوية يتيح للمعلم دخلا اقتصاديا آخر ورافدا علميا يستعيد من خلاله خبراته العلمية ومعلوماته السابقة ويكون على اتصال دائم معها, وهذا النوع من التدريس النظامي يحد من ظاهرة التدريس الخصوصي غير النظامي.
نرفض فكرة التدريس في المنازل
* الاستاذ عبدالعزيز بن صالح الطويل مشرف تربوي بغرب الرياض لا يؤيد الفكرة من أساسها ويرى أن التدريس في المنازل في نظام الخدمات التربوية هو تحوير لمفهوم الدروس الخصوصية وتقنين لها والأصل اننا نحارب هذه الدروس بكافة أشكالها والتي جعلنا لها نظاما يحميها!!
والفكرة من أساسها مرفوضة لتأثيرها السلبي على مستوى الطالب الدراسي لاعتماده على ان والده سيحضر له مدرسا أو أكثر مما يدفعه للتقاعس مع معلمه الأصلي في الفصل.
والتدريس في المنازل لا نقصد بالرفض السعودي أو المتعاقد من المعلمين,, بل نرفض الفكرة اصلا، والسعوديون عموما من المعلمين الذين يرفضون التدريس في المنازل لأسباب اجتماعية والأصل في نظري وفي نظرهم أن التدريس يكون في المراكز والمدارس المخصصة لذلك, وهي الملتقى التربوي الأمثل بعيدا عن أي احتمالات أخرى!!
* ويتفق مع الاستاذ حامد بن سعيد الغامدي مشرف بمعهد المراقبين الفنيين بالرياض ويقول: لا اؤيد تدريس السعودي في المنازل فهذا الوضع غير مقبول في مجتمعنا أولا, وثانيا قد يكسر حاجز الهيبة والاحترام بين الطالب ومعلمه الخصوصي وخصوصا اذا كان نفس معلمه الأساسي في المدرسة, كما ان هناك أسبابا كثيرة لهذا الرفض القاطع لهذه الفكرة وأهمها عدم جدوى هذه الطريقة علميا والأفضل أن نفكر كيف نحارب هذه الظاهرة وهي الدروس الخصوصية غير النظامية بدلا من إيجاد بدائل نظامية تنظمها وترعاها.
كيف نقنع السعوديين
بالتدريس الخصوصي النظامي؟
الاستاذ عبدالرحمن بن احمد الروساء مدير عام تعليم الحدود الشمالية يقول: ولماذا الدروس الخصوصية أصلا؟! ردا على سؤالنا السابق ويضيف الروساء: الدروس الخصوصية الأصل التربوي لها ان تكون لفئات معينة نجد العذر والمبرر لهم مثل من يمنعه المرض عن دخول الاختبارات او الاصابات والكسور والحوادث أو الغياب لأي عذر مقبول اما انتشار الدروس الخصوصية فلا يصلح للجسد التعليمي وهي داء ينخر فيه.
ولكن تنظيمها بهذا الشكل المدروس من قبل الوزارة جعلنا نرغب فعلا بسعودة هذه المراكز والآن السعوديون مقبلون على التدريس في المراكز وفي المقابل يحجمون عن التدريس في المنازل لظروفهم الاجتماعية والتزاماتهم العملية والأسرية, وقد يكون انخفاض رسوم هذه الدروس المنزلية سببا في احجام المعلمين عنها, وزيادة رسومها هو الحل ولكن هذا فيه إضرار بالطالب وولي الأمر وهما حجر الزاوية في هذا الموضوع,, والحل الجذري هو زيادة التحصيل العلمي لدى الطالب بحيث يأتي الوقت الذي لا نحتاج فيه الى الإجابة على مثل هذا السؤال.
بالتوعية,, وتنمية الحس الوطني
* الاستاذ/ أحمد بن فهيد البقعاوي مدير مركز الإشراف التربوي برفحاء: يجب أن يكون لدى المعلم الوطني علم كامل بأضرار ومشاكل هذه الدروس الخصوصية غير النظامية وربما النظامية منها أيضا والتي يقوم بها المتعاقدون وهذه الأضرار اذا أدرك المعلم ان انعكاسها السلبي سيشمل اولاده وبناته وأفراد عائلته ومجتمعه فإن في هذا أولى خطوات العلاج ونهوضا بالحس التربوي والوطني لديه.
ويضيف البقعاوي: وعموما دروس المنزل التقوية في المنازل أمر يجب إعادة النظر فيه لأن التدريس المنزلي وفق هذا النظام لا يستفيد منه المركز بل الفائدة كلها منصبة على المعلم والذي يكون في الغالب متعاقدا, فالوطني أولى بمقدرات وطنه وهذا الموضوع مهم جدا في نظري وشيق أيضا ويحتاج فعلا الى دراسة وبحث لإيجاد الحلول المناسبة له.
اما ما يخص تدريس السعودي في المراكز فالأمر وارد ولا شيء فيه بل وننصح به وهو موجود ولا يشكل عزوفا بالمعنى الحقيقي.
* الاستاذ عبدالملك الهويمل رئيس الإشراف التربوي بالقويعية لابد أن يدرك المعلم السعودي أنه قد آن الأوان لإحلاله محل المتعاقد في كل الميادين، ولنكن أكثر صراحة فمعظم المتعاقدين الآن ينظرون للمادة أولا وأخيرا ولا يهمهم اي شيء آخر غيرها,, فعلى السعوديين أن يدركوا دورهم والوطني ومكانتهم الأساسية في خدمة المجتمع ويتم ذلك عن طريق التثقيف والتوعية وتنمية الشعور الوطني,.
* ويجيب الاستاذ علي المهيدب مشرف اجتماعيات ومساعد المدير بمركز إشراف شرق الرياض على كيف تضع السعوديين بالتدريس في المنازل وفق نظام الخدمات التربوية بما يلي: الأمر يحتاج الى توعية مستمرة لأولياء الأمور اثناء ترددهم على المدرسة عن طريق مجالس الآباء والنشرات التوعوية بخطر وضرر الدروس غير النظامية وأهمية المعلم السعودي من عدة نواح, وكذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة بالدعاية لهذه المراكز وتعريف أولياء الأمور بها, كما أن على ولي الأمر ألا يستجيب للإعلانات التي تعلق على واجهات المحلات التجارية وتدعو للتدريس الخصوصي.
ويجب ان يعرف أولياء الأمور ان معظم هؤلاء المدرسين من غير المختصين ومعظمهم يعمل في الشركات والمؤسسات ويفتقد للمؤهلات التربوية والتي يعتبر وجودها أساسيا لتدريس جيد وذي فاعلية, ولا بد ايضا من الاكثار وتكثيف هذه المراكز في الأحياء السكنية ولدينا فقط في الروضة تسعة مراكز لثلاث مراحل (3 ابتدائي، 3 متوسط، 3 ثانوي),وتكثيف هذه المراكز لا شك انه يخدم المعلم السعودي ويستقطب ويخدم أولياء الأمور بدلا من ترددهم على أماكن متباعدة ولمرتين في اليوم من أجل ابنائهم.
دور المشرف التربوي أساسي
* المشرف التربوي احمد العماري (شرق الرياض).
إقناع المعلم السعودي بالتدريس في المنازل تجنبا لأضرار تدريس المتعاقد واستغلاله لا بد أن ينطلق من المشرف التربوي والذي يوكل له عادة أمر ترشيح المعلمين المتميزين للتدريس في المراكز، فعلى المشرف ان يقنع المعلمين بشرعية هذه الفكرة في ضوء برامج الخدمات التربوية وكذلك فائدتها ومردودها الاقتصادي والتربوي والعلمي، كما أن وجود المعلم السعودي قد يساهم في حل عدد من المشكلات التربوية مثل تسرب الأسئلة واختصار المادة العلمية من قبل المعلم للطالب الذي يدرسه في المنزل وفي المدرسة, وأرى أن وجود المدرس السعودي عن طريق اختياره من قبل المركز هو الدليل القاطع على تميزه,, وهو الأولى بتدريس ابنائنا في وقت الحاجة إليه.
* مدير مركز الخدمات التربوية برفحاء فيصل الجزاع يقول: يدرس عندنا في المركز الآن ثلاثة مدرسين من أصل سبعة وهذا معدل جيد, وفي المنازل رفض جميع السعوديين هذه الفكرة تماما وقد يكون السبب نظرة المجتمع القاصرة لهم لأننا في مجتمع صغير نوعا ما والناس يعرفون بعضهم البعض، اما عن اقناعهم في المستقبل للتدريس في المنازل فهذا يعود لشخصيتهم وطباعهم الخاصة من خجل وغيره,, وحتى نغير هذا الشعور لديهم لا بد من تغييره أولا من المجتمع وهذا يتطلب وقتا ليس بالقصير.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيق
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved