Tuesday 1st June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 17 صفر


درس في كلية الشريعة
د, عبدالرحمن بن سليمان الدايل

ارتبط التعليم في المملكة - ولله الحمد - بالدين الحنيف، حيث جاءت نشأة التعليم في جميع مراحله مستندة على مناهج تستمد أصولها وأهدافها وتوجهاتها ومضامينها من التربية الإسلامية التي فيها الصلاح لبني البشر متى استمسكوا بها.
والمتتبع لنشأة التعليم في المملكة يجده مرتبطا ارتباطا وثيقا بتوحيد البلاد وقيام الدولة الفتية المعاصرة التي وحدها وأقام كيانها الملك عبدالعزيز يرحمه الله, والشريعة الإسلامية هي الأساس الراسخ الذي يقوم عليه هذا الكيان الكبير منذ تعاهد الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب يرحمهما الله على مناصرة الدعوة.
لقد أكدت هذه الحقائق ذاتها وظهرت جلية في احتفال كلية الشريعة بمكة المكرمة بمرور نصف قرن على إنشائها ذلك الاحتفال الذي شرفه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للإعلام حيث أكد خلاله - يحفظه الله - تلك الثوابت التي يعتز بها كل مواطن ينتمي إلى هذا البلد، فلقد أكد سموه الكريم ذلك وأن العقيدة الإسلامية هي منهجنا والحمد لله وأن ديننا هو للبشرية عامة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وارتباط التعليم بالدين الحنيف هو مفخرة وسمة مميزة للتعليم في بلادنا حيث تحظى العلوم الدينية بمكانة تليق بها في مناهجنا الدراسية, ولا يخفى على المتخصصين أن التربية الإسلامية الحقة توفر للأمة الرجال الصالحين والعاملين المخلصين, ولعل في مثال كلية الشريعة دليلا واضحا على ذلك حيث توالى الخريجون منها ليفتحوا الطريق للتعليم العالي بالمملكة وليتبوأوا أماكن ومواقع متميزة أخذوا يحققون بها رغبة الباني المؤسس الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - في نشر التعليم القائم على التوحيد الخالص ليكون لبنة قوية راسخة في مسيرة التوحيد والبناء.
ولا شك أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لاحتفالات كلية الشريعة بمرور خمسين عاما على إنشائها يعيد إلى الأذهان تاريخ تلك المسيرة التعليمية الموفقة التي بدأها المؤسس طيب الله ثراه في ظروف صعبة عصيبة ولم تكن المدارس إلا عدد أصابع اليدين فإذا بها الآن ولله الحمد تُحسب بالآلاف ويتعلم فيها ما يعد بالملايين من الطلاب والطالبات، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا فضل الله تعالى على هذه البلاد ثم تلك الجهود المتواصلة للملك المؤسس وأبنائه البررة من بعده.
ولذلك فإن تشريف سمو وزير الداخلية لاحتفالات كلية الشريعة قد أعاد إلى الأذهان تلك الصورة المشرفة للمسيرة الموفقة للتعليم العام والجامعي التي ستظل تحكي مدى الزمان قدرة الإنسان السعودي على تحقيق الاعجاز وذلك بتمسكه بعقيدته الصافية التي تجعل من سلوكه عملا وسعيا متواصلا للبناء والعطاء والنمو والازدهار, وبالله التوفيق.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الخدمة المدنية
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved