هذا الموضوع ربما يعالج مشكلة زرعتها سنوات الطفرة التي رحلت وتركت بعض السلبيات تتغلغل في مجتمعنا مثل الأشواك التي تدمي الاعقاب وتعيق حركة الطريق: وهي بلا شك مظاهر سلبية نجدها امامنا في كثير من حياتنا الادارية,, اننا نشاهدها سواء في الدوائر الحكومية أم في الشركات والمؤسسات الأهلية ترسخ في الاذهان، وهم كبير هو أن المكتب الفخم والكرسي الدوار,, دليل على علو المركز واهمية الرجل المسؤول الذي يجلس عليهما,, ولهذا يحرص المدير او المسؤول اشد الحرص على ان يكون مكتبه افخم المكاتب كما يحرص على الانفراد بغرفة خاصة طويلة وعريضة تشتمل على المكتب الوثير والخزائن الانيقة والكراسي الجميلة حتى يظل في نظر الموظفين والمراجعين هو الرأس الكبير والصدر الأعظم والمسؤول الأول.
ومثل هذا يحدث لكل الموظفين تقريباً فهم يحرصون أيضاً على مظاهر الترف والوجاهة ويبذلون كل جهدهم ووسائلهم للحصول على مثل هذه المكاتب الفخمة والكراسي الدوارة,, دون ان يدور بأذهانهم ولو لحظة ان قيمة الانسان في عمله الذي يحسنه,, وفي الخدمة الجليلة التي يقدمها لوطنه ومواطنيه.
اننا في هذه المرحلة,, مرحلة التحفز والبناء والتقدم الصناعي والاجتماعي,, نحتاج الى سلوكيات جديدة وعقليات جديدة تتعامل مع الواقع وتتفاعل مع الحياة كحركة انتاج لا كمظاهر جوفاء!!.
ليس معنى هذا انني اطلب من المسؤولين والموظفين ان يجلسوا على الأرض او على مكاتب سيئة وغير مريحة,, ولكني اشير الى ضرورة عدم المغالاة في اقتناء هذه المكاتب الفخمة التي تكلف الدولة او الشركة مبالغ خيالية كان المفروض ان توجه الى نواح اخرى مفيدة,, لقد لاحظت خلال زياراتي لبعض الدوائر الحكومية والشركات في البلاد العربية والاوروبية بساطة متناهية في تأثيث مكاتب المسؤولين والموظفين ورأيت مجموعات من الموظفين على طاولات خشبية وكراسيَّ عادية يؤدون اعمالهم على خير وجه داخل غرف صغيرة,,!!.
اما الوضع عندنا فيختلف تماما، إذ يندر ان نجد موظفاً بلا مكتب أنيق وكرسي دوار بل يندر ان نجد ثلاثة او اربعة موظفين في غرفة واحدة!! صحيح ان الدولة تبذل بسخاء وتحاول ان توفر للموظفين فيها كل احتياجاتهم وكل ما يحقق راحتهم في العمل,, ولكن يجب على الموظف ايضا ان يكون على اعلى مستويات الوعي وعليه في المقابل أن يعمل بكل جهده وطاقته حتى يستحق هذه العناية وهذا التقدير.
نحن بحاجة الى موظفين عندهم رغبة في العمل وانجاز المعاملات والأعمال وكأنهم في سباق مع الزمن,, نريد موظفين يوقعون على المعاملات البسيطة على اطراف الماصات وفي الاسياب كما يفعل كل مخلص,, حتى تسير حركة العمل بشكل انسيابي مريح,, ولا نريد الموظفين الذي يخزنون المعاملات في الأدراج حتى يأتي من يبحث عنها,,!!.
ولا ننكر ان هناك نوعية جيدة من الموظفين والمسؤولين هاجسهم العمل الجاد وخدمة الوطن والمواطن ولا يبالون بالمظاهر ويعملون في صمت وايثار,, وهم كثيرون بحمد الله,, ولكن في المقابل هناك فئة من الموظفين والمسؤولين عالة على الوظيفة بل انهم عقبة كبيرة في طريق انجاز العمل!!.
ومهما كتب عن هؤلاء في الصحافة فإنهم يظلون على ما هم عليه من الاهمال والكسل وعدم الشعور بالمسئولية ومثل هؤلاء لا بد من البحث عن وسيلة لإصلاحهم ومراقبتهم حتى تسير الأعمال في الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات على خير ما يرام او التفكير جديا في اقرب فرصة متاحة للتخلص منهم حتى لا يكونوا عالة على العمل ويخربوا من حولهم من العاملين الجادين,,!.
على جدار القلب
اخي مهاجر بن سليمان: من بيشة:
وصلت القصيدة التي تجدها منشورة مع هذا المقال وهي من ديوان الشاعر اللبناني الأخطل الصغير كما ذكرت أنت.
وشكراً لتواصلك معي:
الصبا والجمال
الصبا والجمال ملك يديك اي تاج أعز من تاجيك نصب الحسن عرشه فسألنا من تراها له فدل عليك فاسكبي روحك الحنون عليه كانسكاب السماء في عينيك كلما نافس الصبا بجمال عبقري السنا نماء اليك ما تغنى الهزار إلا ليلقى زفرات الغرام في أذنيك سكر الروض سكرة صرعته عند مجرى العبير من يديك قتل الورد نفسه حسداً منك وألقى دماه في وجنتيك والفراشات ملت الزهر لما حدثتها الانسام عن شفتيك |