Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


الملك عبدالعزيز والدعوة

المملكة العربية السعودية دولة ذات رسالة سامية، فهي اختصت بوجود الأماكن الإسلامية المقدسة في أرضها، وشرفت بخدمة الحرمين الشريفين، وتفخر بأنها مهوى أفئدة المسلمين من كل أصقاع المعمورة، وباستقبال ملايين الحجاج ورعايتهم وتيسير أداء مناسكهم، وذلك فضل الله يؤيته من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وإنه لمن تمام النعمة أن يتوافق الحال مع همة وإرادة الرجال، وهذا ما وفق الله إليه، حين هيأ المولى جل جلاله لهذه الأرض المباركة رجلاً مباركاً أحب دين الله ونشأ عليه حتى أشرب قلبه الإخلاص له، فجاء كالغيث صادف أرضاً خصبة فأنبت خيراً ونماءً، إنه عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود يرحمه الله رجل تربى على دين الإسلام وأخلاقه، وسعى لاستعادة ملكه المفقود لنشر الخير والعقيدة الصافية ولإعادة الأمن والطمأنينة إلى المواطنين وحجاج بيت الله، فكان له ما أراد بعون الله له وتوفيقه.
وإن الدارس لحياة الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - ليقف أمام رجل توافرت له الصفات الجليلة التي تجعل منه انموذجاً يحتذى، فهو قائد بارع، وعبد لله عابد، وطالب علم مجتهد، وفوق ذلك داعية لدينه مخلص، كذا نحسبه، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً.
حدثني بعض أقاربي الذين عملوا في الحرس الخاص للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عن ورع وتقى وعبادة وخوف لله تعالى وصفات أخرى تحلى بها الملك عبدالعزيز قل أن تجتمع في رجل واحد، هذه جوانب في شخصية الملك عبدالعزيز، أما إدراكه لحقيقة الحكم بشرع الله فجلي واضح في خطب الملك وأحاديثه، قال يرحمه الله:
الحقيقة ان الاسلام هو اتباع كتاب الله تعالى، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ,, ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، وليس هناك شيء أجل من نعمة الاسلام على الانسان، فقد قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، والانسان إذا كان مسلماً يضع لنفسه نظاماً يسير بمقتضاه فما يخالف كتاب الله أو سنة رسول صلى الله عليه وسلم فذلك هو الضلال المبين نعوذ بالله منه,,.
لقد كان الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - يشعر بالسعادة وهو يرى توفيق الله له في تحقيق أمن حجاج بيت الله، وينسب الفضل في ذلك إلى العزيز الحكيم وحده، فما أصدقه وهو يقول: لقد حكمت هذه البلاد حكومات قوية ذات طول وحول قبلنا، ولكنها لم تقدر على تأمين الطرق بين مكة وجدة فضلاً عن بقية الأماكن والطرقات، أما اليوم فإن الأمن سائد في طول البلاد وعرضها قد لمستموه بأيديكم، وشاهدتموه بأعينكم، وهذا من فضل ربي علينا، ونحن لا نقول هذا للافتخار، وإنما للإشارة إلى اننا - أسرتي وشعبي - جند من جنود الله نسعى لخير المسلمين ولتأمين راحة الوافدين إلى بيت الله الحرام وأداء مناسكهم، وكما قال الله تعالى: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).
وحين تعقد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ندوة عن الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز فإنما تفعل ذلك تذكيراً بجهود الداعية عبدالعزيز بن عبدالرحمن وعرفاناً بفضله - يرحمه الله، وكي نقتفي جميعاً قادة ورعية أثره في الدعوة، فدولتنا قامت على الإسلام، فنحن خيمة، والدين عمودها، والدين بناء والدعوة أساسه، وما انفك حكام هذه البلاد المباركة يؤكدون على ذلك في كل حين، ولا شك في أن الله تعالى قد أكرم عبده عبدالعزيز ابن عبدالرحمن بان وفقه لحمل راية الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالحسنى فما أجدر أبناءه وأحفاده ومواطني هذه المملكة المباركة أن يحيطوا بمنهجه المبارك ليقتفوا أثره فيصلوا إلى ما وصل إليه من الخير، وهذا ما تفعله بحمدالله بلادنا الغالية حكومة ومحكومين، فخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ما برحوا يفخرون بان دولتهم دولة دين ودعوة، وأن والدهم الهمام يرحمه الله قد اختط لهم خط خير لن يحيدوا عنه؛ إذ يقوم منهجه ومنهجهم على تحكيم كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كل حال، ولنعم المنهج هذا ولنعم الطريق طريق الهدي.
د, صالح بن حسين العايد

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved