Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي
الملك عبدالعزيز أرسى قواعد هذه البلاد على العقيدة الصحيحة
على الدعاة أن يحذروا هذه الأمور
على الداعي إلى الله أن يتصف بالصفات الحسنة

* اللجنة الاعلامية - علي الجمحان
تمثل الدعوة إلى الله أهمية كبيرة في حياة الداعية المسلم ولذلك وجدنا للدعوة إلى الله صدى كبيراً عندما تكون خالصة لوجهه الكريم ولعل قيام دولة آل سعود وإرساء قواعدها بدأ بالدعوة إلى الله,, والملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله بذل الكثير في سبيل توحيد المملكة على أساس عقدي صحيح ولما للدعوة من آثار في حياة المسلمين يتحدث الدكتور مانع بن حماد الجهني عن أثر الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز على قيام الدولة السعودية، كما يتحدث عن صفات الداعي إلى الله والعوامل التي تساعد على نجاحه.
وهذا نص حديثه المركز على هذه الجوانب:
* كيف ترون مسيرة الدعوة في المملكة، منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى وقتنا الحاضر؟
الأساس العقدي والشرعي الصحيح الذي أرسى عليه الملك عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - قواعد الدولة، من عقيدة صحيحة تقوم على التوحيد الخالص وتحكيم وتطبيق للشريعة السمحة، وإجلال للعلماء ورفع لمكانتهم ولمكانة العلم وطلابه، أقول هذا الأساس الراسخ الشامخ أثمر خلال الأعوام المائة الماضية واقعاً دعوياً مشرقاً تصادق عليه عشرات الكليات الإسلامية التابعة لجامعات الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأم القرى والجامعة الإسلامية والرئاسة العامة لتعليم البنات، وما يتبع تلك الجهات من المئات من مكاتب الدعوة والمعاهد العلمية ومدارس القرآن الكريم وحلق تحفيظ القرآن الكريم، فضلاً عن الدورات العلمية المستمرة على مدار العام في شتى مناحي العلم الشرعي خاصة في الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي مساجد المملكة، كما يشهد بالتطور المضطرد للعمل الدعوي تعدد الجهات القائمة عليه وعلى رأسها: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الشئون الإسلامية بفروعها والرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والافتاء، والرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد ساعدت تلك الجهود المباركة - بحمد الله تعالى - على تأهيل وإعداد وتخريج الآلاف من الدعاة الغيورين المعروفين بغزارة العلم وصحيح المعتقد ويشغلون اليوم جل مواقع الدعوة والتعليم الشرعي في بلادنا على اتساعها وتشعب دروب الدعوة فيها.
* ما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية؟
الدعوة إلى الله تعالى من أشرف الأعمال مكانة وارجاها أجراً وأكثرها نفعاً للناس، والنجاح فيها له شأن عظيم في صلاح الفرد والمجتمع والأمة، وهي تتطلب من القائمين بها التحلي بصفات عديدة تكون عوناً لهم وعدة لتعليم الجاهل ووعظ الغافل وتحفيز المتكاسل، وأوجز تلك الصفات فيما يلي:
- أن يكون الداعية على علم فيما يدعو إليه، على علم صحيح مرتكز على كتاب الله وسنة نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، فذلك من فقه قوله تعالى: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة,,, فالله تعالى لم يفرط في الكتاب في شيء، ورسولنا صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
- أن يكون الداعية صابراً على دعوته وما يدعو إليه وما يعتريه من عقبات أو يناله من أذى، فلا يقطع عمله ولا يمل، وقد بشرنا الله تعالى بأن له ما للصابرين من أجر عظيم يشمل أجر الصابر وأجر العاقبة، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب فأصبر إن العاقبة للمتقين .
- أن يتخلق الداعية بالأخلاق الفاضلة، من قدوة حسنة توضح موافقة العمل للقول، ورفق بالمدعو المبتدىء، وحسن التوكل على الله والقناعة الكاملة بان الداعية بمعية الله عز وجل، هذا بالإضافة إلى الصدق في القول والأمانة والحلم والتواضع والكرم وضبط النفس عن الغضب وما إلى ذلك من مكارم الأخلاق التي سنها نبينا الكريم في قوله وفعله ولا يتسع المقام لتفصيلها.
- أن يكون الداعية مطلعاً على أحوال المدعوين ومجتمعاتهم والأمور التي تحتاج إلى علاج وأفضل السبل لعلاجها وغير ذلك مما يوجد في واقع حياة الناس ومما يعرض فيه من أمور وطروحات لابد من تبيان موقف الإسلام منها وحسن التصدي لها بالحكمة والموعظة الحسنة.
* بماذا تنصحون الدعاة؟
الدعاة الواعون يَنصحون ولا يُنصحون، ومن باب التواصي بالحق والتناصح الواجب على كل مسلم والتعاون على البر والتقوى، أذكر نفسي والإخوة الكرام العاملين في حقل الدعوة بما يلي:
- أن يستشعر الجميع عظم المسئولية التي تحملوها عن رضا وطيب خاطر لدلالة المسلمين على ما يسعدهم وينفعهم في دنياهم واخراهم، وهو ما يستوجب غاية الحرص على التحلي بالصفات التي أوضحناها آنفاً وهي الصفات التي أرجو الله أن تكون للدعاة نعم العون في النجاح لتحقيق ما يصبون إليه من غايات عظيمة وسامية.
- أن يستحضر كل منا أمراً آخر في غاية الأهمية وهو: الحكمة في الدعوة، والحكمة معناها: إتقان الأمور وأحكامها بأن تنزل الأمور منازلها وتوضع في مواضعها، وعليه فليس من الحكمة أن نتعجل النتائج وهداية الناس بحيث يتحولوا في عشية وضحاها من الحال التي هم عليها إلى حال حياة الصحابة والسلف الصالح، فهذا امر تأباه حكمة الله تعالى الذي نزل الشرع على رسوله صلى الله عليه وسلم متدرجاً حتى إذا استقر في النفوس وكمل فرض الصلاة قبل الهجرة بسنوات، وكانت ركعتين لجميع الفروض عدا المغرب ثلاث ركعات، وفرضت الزكاة في السنة الثانية من الهجرة ببيان انصبائها، وكذلك الصوم كان يخير الصائم بين أن يصوم أو يطعم، ثم تعين الصوم وصار الإطعام لمن لا يستطيع الصوم على وجه مستمر، لذلك فإن على كل داعية أن يقبل من أخيه الذي يدعوه ما عنده اليوم من الحق والالتزام به، وإن يتدرج معه شيئاً فشيئاً حتى يأخذ بيده من الباطل إلى الحق.
- أن يتعاون الدعاة فيما بينهم لما فيه خدمة الدعوة الإسلامية ونفع المسلمين، وأن المساجد تحتاج كل الجهود المخلصة وتستوعب كل الطاقات النافعة بل إن ما يقدم الآن لا يكاد يفي إلا بجزء يسير من احتياجات الدعوة في المجالات المطلوبة كافة.
ولهذا السبب فلا أعتقد أن هناك أي مبرر للخلاف بين الدعاة أو التنافس الذي يخرج أحياناً عن الطور الشريف ويعود على العمل الدعوي بالمضرة، وأسباب الخلاف بين بعض المنتمين إلى الدعوة تعود إما إلى التصعب البغيض الذي عانى منه المسلمون كثيراً في تاريخهم الطويل, فقد عرف العرب قبل الإسلام وبعده - عندما ضعف سلطان الدين على النفوس - التعصب القبلي ثم التعصب المذهبي رغم تأكيد علماء المذاهب رحمهم الله على ضرورة الالتزام بالاسلام، كما ورد في كتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم, ثم وجد التعصب الحزبي - خاصة في العصر الحديث - وظهرت ممارسات تضر بالدعوة حتى ممن ينكرون الحزبية والتحزب، والآن تعاني بعض هيئات العمل الإسلامي مما يمكن تسميته بالتعصب المؤسساتي حيث يعتقد بعض القائمين على تلك المؤسسات انهم هم الوحيدون الذين على الحق وان عملهم دون غيره هو الذي ينفع المسلمين ويجب على المسلمين دعمه والتعاون معه دون غيره, وكل هذه الانماط المتعددة من التعصب تنطلق من سوء فهم للإسلام ورسالته العالمية ومقاصد الشريعة التي وضعت الأسس العامة للتعاون بين المسلمين عامة والدعاة خاصة وبينت العلاقة حتى مع غير المسلمين، ولا يضيق بهذه الأسس ولا يخرج عن إطارها المبارك إلا من ابتلي بضيق الأفق ومحدودية النظرة وأعماه التعصب الذي لا يأتي بخير أبداً.
ولهذا فرجائي إلى كل الدعاة أن لا يشوهوا جمال الإسلام بتصرفاتهم الفردية وأن يتعاونوا على البر والتقوى ويوجهوا جهودهم إلى خدمة الإسلام وليس إلى تحقيق أهداف أعدائه وهم لا يشعرون.
* كيف يمكن أن تستثمر الجهود التي قدمتها الدولة السعودية في مجال الدعوة؟
السبق والنجاح اللذان حققتهما المملكة العربية السعودية - بحمد الله تعالى - نعمة عظيمة تستحق منا الشكر والمحافظة عليها بالاستمرار في خطاها والتوسع في برامجها كماً ونوعاً، بما يحقق لهذه الشجرة السامقة المباركة المزيد من النفع والازدهار.
ولعل أعظم استثمار لهذه المحصلة المباركة إيجاد المواطن الصالح، بمعتقده الصحيح وفكره الواعي ومفاهيمه الناضجة وخلقه القويم وسلوكه الجامع بما يؤهله لتحمل دوره ومسئولياته في بناء النهضة في بلادنا، واليد القوية الأمينة المدافعة عن عقيدته ومقدساته وحرماته.
- ان وجود جيل واع من المسلمين يعرف ما فرض عليه تجاه خالقه ووالديه وجيرانه وأهله وعشيرته ومجتمعه وأمته، ويلتزم بذلك في سلوكه ومعاملاته، يرجى أن يكون سبب النجاة مما يموج به عالم اليوم من تحديات خطرة: مثل فكر العولمة الثقافية والسيطرة الحضارية والالحاد والإباحية وغيرها، وسبب في تعويض الأمة عما أصابها من تخلف شرعي وحضاري خلال القرون الماضية، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها كما جاء في الأثر,,اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ بلادنا ذخراً للإسلام وأهله، وأن يحفظ الدعاة ويمدهم بعونه وتوفيقه وأن يجزل لولاة الأمر الأجر والمثوبة لما يقدمونه من دعم واهتمام ساميين كريمين للعلم وأهله,وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved