Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


من خطب المؤسس
أنا قوي بالله تعالى

أشكر الحق - جل وعلا- على أن أتاح لنا هذا الاجتماع بوفود بيت الله الحرام الذين جاؤوا لأداء فريضة الحج التي هي ركن من أركان الدين، ومن أهم غايات هذه الاجتماعات - ولاريب- التعارف والتناصح بين المسلمين.
والتناصح لا يكون إلا بما جاء في كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة , قالوا: لمن يارسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
فالنصح لله هو عبادته وحده لا شريك له، أما النصيحة لكتاب الله فهو التصديق بما فيه والعمل بمحكمه، وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم فهي الإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، والتخلق بأخلاقه، ومجانبة من ابتدع في سنته.
والرسول صلى الله عليه وسلم هو أشرف الخلق، وقد قال تعالى:لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم (التوبة، الآية 128), وبه أكمل الله جل شأنه الدين حيث قال:اليوم أكملت لكم دينكم (المائدة الآية 3)، ورحم الله عباده فجعل الشريعة سمحاء لا غلو فيها ولا جفاء.
أما النصيحة لأئمة المسلمين فهي معاونتهم على الحق وطاعته والدعاء بأن يوفقهم الله لمافيه خير المسلمين في الظاهر والباطن، والنصيحة لعامة المسلمين هي أن المسلم لا يكون مسلماً حقاً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويعمل للناس ما يريد أن يعملوه معه.
فهذا علمنا، وهذا فهمنا، إن الخير كل الخير في طاعة الله ورسوله، والتأسي بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم: فالله - سبحانه وتعالى - أرسل الرسول بشيراً ونذيراً ورحمة لهذه الأمة، لذلك وجب على كل مسلم محبة رسول الله وأصحابه والذب عنهم بالأقوال والأفعال.
إن الدين عند الله الإسلام (آل عمران الآية 19)، والإسلام هو الاستسلام والطاعة لله، والعبادة هي التوحيد الخالص من كل شرك أو بدعة.
وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (الذاريات الآية 56), والمقصود من توحيد الله هو عبادة الله وحده وتنزيهه عن الشرك ادعوني استجب لكم (غافر الآية 60)، فالله أقرب إلينا من حبل الوريد وهو أرحم الراحمين فهذه المنة التي منّ الله بها علينا ثم منته بكتابه ورسوله هي أعظم منة للمسلمين.
تكلف المسلمون اليوم مشاق المجيء إلى هنا رجاء رحمة ربهم وعفوه، وإن الإنسان مهما كانت حاله لابد من وقوعه في الزلل والأخطاء، ولكن رحمة الله واسعة فنرجو أن يمنّ الله علينا بمغفرته ورحمته.
ومن واجب المسلم إسداء النصيحة للمسلمين وإنارة السبل لهم، وأنا فرد من المسلمين من واجبي أن أشرح لهم ما أنا عليه وأن أبين لهم الطريق السوي، إنني أعتبر الكبير والداً والوسط أخاً والصغير ولداً لي.
وقد جعلنا الله - أنا وآبائي وأجدادي- مبشرين ومعلمين بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، لا نتقيد بمذهب دون آخر، ومتى وجدنا الدليل القوي في أي مذهب من المذاهب الأربعة رجعنا إليه وتمسكنا به، وأما إذا لم نجد دليلاً قوياً أخذنا بقول الإمام أحمد.
فهذا كتاب (الطحاوية) في العقيدة الذي نقرؤه، وشرحه الأحناف، وهذا تفسير ابن كثير - وهو شافعي- ولكن بعض المسلمين تركوا سنة الرسول والسلف الصالح واتبعوا أهواءهم، وقد قال عليه الصلاة والسلام :لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وقال عليه السلام :إن بني اسرائيل افترقت على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا واحدة قالوا : من هي يا رسول الله؟ قال: ما أناعليه وأصحابي , إن الله يعفو عن كثير ، وكل إنسان لا يرتجي شفاعة الرسول يكون جاهلاً بأمور الدين، نعم، الشفاعة ترجى ولكن يقول :اللهم شفع محمداً بي فحقيقة التمسك بالدين هي اتباع ما جاء بكتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح، وهذا هو الذي أدعو إليه، وما كان مخالفاً لهذا القول فهو كذب وافتراء علينا، أنا لا أبرئ نفسي فذنوبي كثيرة ، أرجو من الله الرحمة والغفران، وإنما غاية ما أرجوه أن أكون صادقاً في القول والعمل، وفي الباطن والظاهر، وأنا - وإن كنت ملكاً- ولكنني أوقفت نفسي وعملي على ثلاث مسائل:
1- إنني أعمل ما فيه الخير والصلاح لديني إن شاء الله.
2- ليس لي رغبة في معاداة أحد من المسلمين صغيراً أو كبيراً.
3- أنا لا أحب الاعتداء على أي كان، وجل غايتي في كل وقت الدفاع عن ديني وشرفي وبلادي، وأشهد الله في هذا الشهر المبارك على أنني أتمنى وأسعى للائتلاف والتصافي في كل وقت وآن.
أنا قوي بالله تعالى ثم بإيماني ثم بشعبي، وشعبي كلهم كتاب الله في رقابهم وسيوفهم بأيديهم ، يناضلون ويكافحون في سبيل الله، ولست أدعي أنهم أقوياء بعُدَدِهم أو عَدَدِهم، ولكنهم أقوياء - إن شاء الله - بأإيمانهم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة (البقرة الآيلة 249).
لقد ملكت هذه البلاد التي هي تحت سلطتي بالله ثم بالشيمة العربية، وكل فرد من شعبي هو جندي وشرطي وأنا أسير وإياهم كفرد واحد لا أفضل نفسي عليهم ولا أتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم حسبما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، ولقد منّ الله علينا بهذا الملك ثم بإيماننا الذي في صدورنا.
لقد حكمت هذه البلاد حكومات قوية ذات طول وحول قبلنا ولكنها لم تقدر على تأمين الطرق بين مكة وجدة فضلاً عن بقية الأماكن ، أما اليوم فإن الأمن سائد في طول البلاد وعرضها، قد لمستموه بأيديكم وشاهدتموه بأعينكم، وهذا من فضل ربي علينا، ونحن لا نقول هذا للافتخار وإنما للإشارة إلى أننا - أسرتي وشعبي - جند من جنود الله نسعى لخير المسلمين، ولتأمين راحة الوافدين إلى بيت الله الحرام وأداء مناسكهم وكما قال الله تعالى:وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى (الأنفال الآية 17).
رابطة الاسلام جامعة قوية ولكن المسلمين فرقهم التخاذل فتفرقوا شيعاً.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved