Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


تطبيقات الإنترنت في الدعوة إلى الله تعالى
د, عبدالله بن عبدالعزيز الهابس*

ان المتتبع لمراحل الدعوة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الآن يجد أن المسلمين استخدمواكافة الوسائل والأساليب المتاحة في كل عصر من العصور فالشعر والنثر كانا يوماً من الأيام من الوسائل القوية المستخدمة في الدعوة ثم كان عصر الرسائل والمطبوعات، ثم جاء عصر الإذاعة والتلفزيون وكلها وسائل مشروعة إن شاء الله تعالى، وإذا كان الأمر كذلك فإن استخدام هذه الوسائل في هذا العصر أصبح أمراً غير فعال وذا أثر ضئيل وجدوى ضعيفة مقارنة بإفرازات نهايات القرن العشرين حيث عصر الإنترنت الذي أتاح للبشرية جمعاء بأن تعيش في قرية واحدة صغيرة جداً وبتكلفة رخصية وجهد أقل.
إن عالم الإنترنت لا يمكن حصره في فئة معينة ولا في بلد معين ولا في ديانة معينة وهو واسع الانتشار بدرجة يصعب على العقل تخيلها فضلاً عن تصديقها، هذا وقد بلغ عدد المستخدمين (حسب إحصاءات نهاية 1998م) لهذه الخدمة أكثر من 100 مليون مستخدم، وكذلك أكثر من 75 مليون مستخدم للبريد الإلكتروني فقط، وكل شهر ينضم أكثر من مليون مشترك في الإنترنت وفي عام 2000 يتوقع أن يبلغ عدد المستخدمين أكثر من 200 مليون مستخدم للبريد الإلكتروني فقط و160 مليون للإنترنت أي (360) مليون.
أما عام 2007 يتوقع أن يصل العدد إلى 2,5 مليار، أما صفحات الإنترنت فهي تتضاعف كل 35 يوماً، وقد أشار روبرت قلدن رئيس جامعة أوهايو في أحد محاضراته 3/11/1997م أن المعرفة تتضاعف كل 18 شهراً وفق ذلك أن 90% من هذه المعارف متوفرة بين يدي الباحثين عبر الإنترنت.
والمتتبع لواقع الإنترنت في الدعوة يجد ان المنظمات التنصيرية واليهودية وأصحاب المبادىء المنحرفة والضالة استخدمت هذه الخدمة بما يحقق أهدافهم، فبدأوا بنشر مذاهبهم عبر هذه الصفحات محققين بذلك أرقاماً قياسية في الدخول في دياناتهم الباطلة التي لم يشهد لها التاريخ أي مثيل، فقد قاموا بحجز معظم المواقع الإسلامية المعروفة الجذابة والواضحة عبر الإنترنت وبدأوا ينشرون أفكارهم وسمومهم للآخرين بحجة أن هذا هو الإسلام الصحيح، وبدأوا يرسلون رسائل الإصلاح - كما يزعمون - إلى غير المسلمين، وأصبح الباحثون عن الإسلام عبر الإنترنت يأخذون آراء هؤلاء وأفكارهم بأنها هي الإسلام الصحيح ولقد نشطت هذه الفرق بشكل لا يمكن أن يتخيله أي فرد، هذه فئة تدعي أن هذا هو الإسلام أما الفئة الأخرى فهم الأعداء من اليهود والنصارى الذين ما برحوا يكيدون للإسلام التهم والتحريف فبدأوا ينشرون الأفكار المزيفة عن الإسلام تارة ويتهجمون على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم تارة أخرى,,, ويحرفون القرآن تارة ثالثة,,وإذا كان الأمر كذلك فإنه ينبغي توظيف هذه الخدمة في الدعوة إلى الله تعالى ومن أهم تطبيقات الإنترنت في الدعوة إلى الله تعالى هي ما يلي:
1- تاسيس المواقع الإسلامية التي تحتوي على ما يلي:
القرآن الكريم بجميع لغاته ويفضل أن يتم اعتماد الصوت أيضاً والتفسير إن وجد.
وضع جميع الفتاوي الشرعية عبر الإنترنت ولو تطلب ذلك شراء حقوق بعض الكتب.
وضع جميع الكتب الدينية الداعية إلى الدخول في الاسلام والتعريف في: أشرطة العلماء والمشايخ الصوتية والمرئية.
2- حصر المنظمات (المجموعات) الدينية في ما يسمى ب (News Croup) وإرسال الرسائل الدعوية بالحكمة والموعظة الحسنة لهم وغزوهم في عقر دارهم.
3- إقامة خط للفتوى عبر الإنترنت حيث يمكن استقبال الطلبات من كافة أنحاء العالم ثم عرضها على المشايخ ثم بثها مرة أخرى بأقصر وقت ممكن.
4- حصر عناوين المراكز الإسلامية في جميع العالم وموافاتهم في المناسبات الإسلامية مثل دخول رمضان، عيد الفطر، الأضحى,,, الخ.
5- عقد دورات شرعية معتمدة عبر الإنترنت لإتاحة الفرصة للمسلمين بالاستفادة وهم في بيوتهم وبدون تكلفة تذكر.
6- تكوين ما يسمى (News Group) يضم جميع المراكز الإسلامية في العالم لمناقشة هموم الدعوة وغير ذلك من أساليب التعامل بين تلك المراكز ولا بأس بان تكون هذه المجموعات متخصصة فبعضها في الفقه وأخرى في العقيدة وثالثة في الحديث,, إلخ ويكون الإشراف والتحكم في هذه المواقع عن طريق الوزارة.
7- إنشاء مكتبة إسلامية عبر الإنترنت تحت مسمى الموسوعة الإسلامية الكبرى عبر الانترنت يتم فيها إدخال كافة الكتب والفتاوى والأشرطة السمعية والمرئية الإسلامية عبر الإنترنت وتكون متاحة للجميع بدون مقابل ولا شك أن هذا العمل يحتاج إلى رأس مال كبير جداً اما مردوده فهو خيالي للغاية وبجملة أخرى أقول لك أننا انشأنا أكثر مما يقرب من مليار مكتبة في دول العالم بتكلفة زهيدة.
8- تأسيس بريد مجاني للأفراد وإذا كانت اللغة الانجليزية ممثلة بمثل هذه المواقع فلعلنا نطرق اللغات الاخرى كالصينية واليابانية والكورية والروسية والفرنسية والأسبانية، وبعد تسجل عدد من الأفراد تقوم الوزارة بإرسال الرسائل الدعوية التي توضح دين الله تعالى ومن ثم يكون الوصول إلى عدد 100000 مثلاً سهل جداً والرسائل لا تكلف إلا الطباعة فقط.
9- تأسيس المدرسة الإسلامية الإلكترونية (Islamic Electronic Sehool)، ومهمة هذه المدرسة استخدام ما يسمى في التعليم عن بعد (Distance Learning)، ونظراً لتعذر إرسال معلمين لجميع دول العالم لتعليم دين الله سبحانه وتعالى، إما بسبب التكاليف المادية أو البشرية، ويمكن تأسيس هذه المدرسة حيث تبني البرامج التعليمية باستخدام الملتميديا Multimedia التي تركز على التعليم الذاتي ثم تتاح الفرصة لكل فرد في العالم أن يستفيد من البرامج الموجودة ويتعلم بمفرده، كما تنبغي الإشارة إلى ضرورة وإتاحة الفرصة للراغبين في الدراسة الدخول مجاناً، أما محتويات هذه المدرسة فينبغي ان تكون متدرجة ومتنوعة (الدين، اللغة العربية، المواد الاجتماعية، الرياضيات,,)، كما يمكن أن يتم تصميم برامج تدريبية للدعاة (برامج تدريبي في الفقه، التوحيد، اللغة، الدعوة,, الخ).
10- نقل دروس العلماء والمشايخ عبر الإنترنت إلى جميع أنحاء العالم.
11- التعاون مع مكاتب توعية الجاليات بشأن كتابة العنوان البريدي الإلكتروني للوزارة وكذلك عنوان الصفحة URL على الكتاب يتم طباعته ويتم التركيز على الكتب التي ترسل إلى خارج المملكة.
12- دعوة أخرى موجهة لمجمع الملك فهد لطباعة القرآن بضرورة كتابة العنوان البريدي الإلكتروني للوزارة وكذلك عنوان الصفحة URL على كل مصحف يطبع لا سيما إذا علمنا انه من الصعوبة الحصول على المصحف في أنحاء كثيرة في العالم الإسلامي بعد أن يتم توفيره (باستخدام الحماية العليا) عبر الإنترنت,ما ذكر هو غيض من فيض حول التوظيف الحقيقي للإنترنت في الدعوة إلى الله تعالى
,والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* المشرف على قسم الحاسب الآلي بجامعة الإمام

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved