Sunday 6th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 22 صفر


ممارسوها لا يدركون قيمة النعمة
التفحيط,, نظرة موضوعية

عزيزتي الجزيرة
مما لا شك فيه ان ظاهرة التفحيط من الظواهر السيئة التي ظهرت في العديد من المجتمعات وفي البلدان النامية والمتقدمة يمارسها العديد من الشباب وبالذات المراهقون منهم الذين لا يدركون قيمة هذه النعمة التي جعلها الله بين ايديهم والتي وفرها لهم والدوهم واهلهم لتخدمهم في مجالات الحياة العامة كالسفر والتنقل الى المدرسة وغيرها وبفعل التصرف السيىء من قبلهم ادى ذلك الى جعل السيارات وسيلة نقل الى القبور بدلاً من المدارس,, الا تعلم ايها الشاب ان السيارة نعمة من النعم التي انعم الله بها على الانسان بعد تطور العلم والصناعات المختلفة التي وفرت كل سبل الراحة للانسان, ان السيارات لم تصنع ولم تستورد للقتل والاستخدام السيىء كالسرعة والتفحيط وغير ذلك, ان هناك اسبابا ودوافع عديدة تدفع الشباب والمراهقين لممارسة ظاهرة التفحيط وهي اما ان تكون نفسية او اجتماعية ولعل من اهم تلك الاسباب النفسية تلك الشحنات الانفعالية التي يعاني منها المراهق في مجتمعه فيقوم بتفريغها في هذه التصرفات المرفوضة من قبل المجتمع وتسمى بالتفريغ النفسي والوجداني الناتج عن الكبت لبعض الرغبات والمتطلبات التي تعتبر حقاً من حقوقه او يعتقد انها حق من حقوقه.
ومن الاسباب الاجتماعية ذلك الفراغ الذي يحيط بالمراهق مما يجعله يبحث عن وسيلة لسد هذا الفراغ بشكل او بآخر على الرغم من ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس, الصحة والفراغ , ونجد اهدار هذه النعمة واضح عند من يقوم بعملية التفحيط، ففيه هلاك للصحة وضياع لوقت الفراغ الثمين الذي يجب ان يستثمر في ما هو نافع ومفيد, وفق ذلك كله فان التربية هي المحك الاساسي في توجيه وضبط المراهق من الناحية النفسية والاجتماعية.
ان هذه الظاهرة لا يمكن حصرها او ايجاد حل جذري لها بسهولة, بل تحتاج الى جهود وتضافر من قبل جميع افراد المجتمع وقطاعاته ابتداءً بالاسرة ومروراً بالمدرسة ومشاركة من رجال الامن ودور الاعلام بكافة اقسامه، لابد من مشاركة وتعاون الجميع للحد من هذه الظاهرة ومعاقبة من يمارسونها, ان تعاون البيت والمدرسة ورجال الامن سيحد ويقضي على بعض الظواهر السلبية مثل التفحيط عند المدارس كما سيمنع وقوع حوادث كثيرة لتلك الفئة، اذ يتوقع ان كثيراً من حوادث المرور تقع نتيجة لقيادة طلاب المدارس للسيارات, فيااخي الشاب قائد السيارة الا تعلم ان قيادة صغار السن وبعض الشباب المراهقين للسيارات لها نتائج وخيمة لان الشاب المراهق او الطفل لا يدرك تحمل المسئولية وان فاقداً ضخما يتكبده الوطن من تلك الخسائر في الارواح البشرية الشابة التي تنتج عن وقوع الحوادث المرورية وان نسبة لا يستهان بها تمثل شريحة صغار السن والمراهقين من دون 18 سنة.
ان قيامك بهذا التصرف السيىء وهو التفحيط يعرضك للهلاك ويعرض سيارتك للدمار والتلف كما ان هناك خطورة بالغة على مرتادي الطريق وعلى المارة وازعاجا للناس وايذاء لهم او دعس رجل او شاب كل ذنبه انه كان يسير على جانب الطريق.
ثم الا تعلم ايها الشاب الذي تقوم بممارسة التفحيط انك لم تدفع ريالا واحدا من قيمة هذه السيارة بل اشتراها لك والدك من كده وتعبه ليوفر لك سبل الراحة والتنقل, اهكذا يكون رد الجميل لوالدك؟ الا تعلم ان الله تعالى يقول في كتابه الكريم: وبالوالدين احسانا انك حين تقوم بالتفحيط والسرعة فانك تعرض نفسك ووالديك للمشاكل التي هما بغنى عنها فآمل ان تعي ذلك جيدا.
وللحد من ظاهرة التفحيط والسرعة عند صغار السن وبعض الشباب المراهقين لابد من تكاتف وتعاون اربع جهات تقع على عاتقها هذه المسؤولية وهي 1- البيت 2- المدرسة 3- رجال الامن 4- وسائل الاعلام - ولتحقيق هذا الهدف يجب عليهم ما يلي:
* تربية الابن من قبل الاسرة على احترام النظام وعادات وتقاليد المجتمع واستخدام مبدأ القدوة الحسنة، وتشجيعه على ممارسة الهوايات وتحقيق الميول وتوجيهها الى الطريق الصحيح والاخذ على ايديهم ومتابعتهم.
* اشغال اوقات فراغهم بما يعود عليهم وعلى آبائهم بالخير والبركات.
* توعية الطلاب ومحاولة غرس مفاهيم السلامة المرورية في نفوسهم وذلك من قبل المعلمين, والتركيز على تأصيل العادات الحسنة في الطفل والشاب المراهق وتشجيعه على السلوكيات الحميدة.
* تعليم الطلاب من خلال النشاط اللاصفي الممارسات المرورية الصحيحة في الشارع وداخل السيارة.
* دعوة رجال الامن الى زيارة المدارس لالقاء محاضرات وعرض افلام عن حوادث مرورية وقعت.
* متابعة المخالفين لانظمة المرور من قبل الدوريات الامنية ومعاقبتهم وخاصة من يمارسون هواية التفحيط.
* توعية السائقين عموماً والشباب المراهقين منهم عبر وسائل الاعلام المختلفة الاذاعة، والصحافة، والتلفزيون، وعرض الافلام والصور والندوات التي تحث على الالتزام بآداب المرور والمحافظة على ممتلكات وارواح المواطنين .
* توعية المواطنين والمقيمين والشباب من قبل ائمة وخطباء المساجد بالمحافظة على ارواحهم وممتلكاتهم من الخطر الذي ينتج عن السرعة والتفحيط.
ظاهرة التفحيط لماذا تمارس عادة التفحيط؟
* سؤال تم طرحه على العديد من الشباب فكانت اجاباتهم كالتالي:
1- للتباهي امام الشباب وخاصة اذا اجتمعوا.
* للتعبير عن الشجاعة واجادة فن القيادة.
3- للافتخار والتباهي امام الآخرين.
4- الكبت النفسي والغضب ولا يوجد الا السيارة في التنفيس عن هذا الغضب.
5- للتسلية والقضاء على وقت الفراغ.
6- عدم التوجيه والتربية والمراقبة من قبل الاسرة.
7- عدم وجود العقاب الرادع لمن يمارس عادة التفحيط.
8- قلة الاماكن الترفيهية.
عبدالرحمن بن محمد المنديل التويخري
مرشد طلابي-رفحاء

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق المذنــــب
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved