* اللجنة الإعلامية - مفرح الحقوي
أوضح الدكتور ابراهيم بن محمد أبو عباة رئيس الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني أن جهود الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في مجال الدعوة وفي خدمة الإسلام والمسلمين تضحية كبيرة ولا يستطيع أن يحصرها كاتب أو متحدث ويحصيها لأن الملك عبد العزيز منذ أن دخل الرياض إلى وفاته وهو في خدمة الإسلام والمسلمين كما تحدث فضيلته عن تطور الدعوة منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى وقتنا الحاضر وقد تطرق فضيلته إلى أشياء كثيرة فمع الحوار,.
* كيف ترون جهود الملك عبدالعزيز في الدعوة إلى الله وأثرها في توحيد الجزيرة العربية؟
إنه من الصعب في عجالة كهذه أن أحيط بجهود الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - منذ أن قام بتأسيس هذا الكيان الشامخ إلى يومنا هذا فهذا الأمر يحتاج إلى مجلدات وقد كتب فيه أبحاث وأعرف بحثاً يقع في مجلدين تناول جزئية صغيرة وهي الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين هي قضية كبيرة ومتشعبة لا يستطيع كاتب أو متحدث أن يحصيها لأن الملك عبدالعزيز منذ أقام هذه الدولة أقامها على الإسلام وهو منذ دخل الرياض عام 1319ه.
إلى وفاته عام 1373ه وهو يعمل للإسلام أي أكثر من خمسين سنة في تفان جاد يخدم الإسلام ، ووزارة الشؤون الإسلامية ولاشك أنها قد أحسنت صنعاً عندما قامت بتنظيم هذه الندوة عن الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز في الدعوة إلى الله ليركز على هذا الجانب المهم من جوانب اهتمام المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز ,, ولاشك أن الباحثين والمشاركين بأعمال في هذه الندوة سيثيرون عدداً من النقاط والقضايا المهمة والملك عبدالعزيز كماقلت ماقام إلا لنصرة الدين بل لم يقم هذا الكيان الشامخ والصرح الكبير إلا على أسس ثابتة وقواعد راسخة من الدين العظيم ولهذا كل أعماله - رحمه الله - هي تصب في النهاية في خدمة الإسلام والمسلمين هل أتحدث عن جهوده - يرحمه الله - في خدمة الحرمين الشريفين وقد أمن السبل وبذل الكثير لخدمتهما ، أم هل أتحدث عن طباعته لكتب السلف التي وجه بطباعة الكثير منها وتوزيعها على الناس أم أتحدث عن جهوده في ارسال العلماء والدعاة والوعاظ والمرشدين إلى المدن والقرى لتوجيه الناس وارشادهم إلى الخير وتبصيرهم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم أم هل أتحدث عن جهوده في خدمة الإسلام لخدمة الحجيج ترى ماذا يقول الانسان في عجالة كهذه ولكن الذي أقوله بأن حياة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - منذ أول يوم أسس فيه هذا الكيان إلى أن لقي الله كلها سخرت لخدمة هذا الدين وخدمة الإسلام والمسلمين.
* كيف ترون استفادة الدعوة من الوسائل الحديثة مقارنة مع ما كان في عهد المؤسس؟
لاشك أن الجهود في بداية عهد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - كانت البدايات المتاحة في عصره قائمة المساجد يقومون بالدعوة من خلال منابر الجمعة والدعاة يقومون بدورهم في تبصير الناس والمعلمون يعلمون بالأطفال والكبار من خلال الكتاتيب وحلقات القرآن الكريم ثم فتحت المدارس وبدأ تنظيم وقيام المؤسسات كادارات ومصالح حكومية تعنى بالدعوة وتطور الأمر وبدأ في طباعة الرسائل والكتب والمطويات إلى أن جئنا إلى هذا العصر عهد خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - الذي أولى الدعوة عناية كبيرة فأرسل الدعاة إلى الله في كل مكان في العالم الإسلامي يدعون إلى الله على علم وبصيرة وهدى وأيضاً قيام المراكز والمؤسسات الإسلامية المنتشرة في عدد من الدول الإسلامية والتي قامت المملكة العربية السعودية مشكورة بانشائها ودعم تسييرها واستمرار عملها فهناك مساجد كثيرة ومدارس ومراكز تقوم بنشر الإسلام في كل مكان وأيضاً نلحظ الآن الاستفادة في خدمة الدعوة ونشر الإسلام من خلال الإعلام وهذا منبر من المنابر الجديدة التي بدأ الدعاة والمؤسسات الدعوية في استثمارها في توصيل كلمة الحق وكلمة الله عز وجل للدنيا من خلال التلفزيون والإذاعة فنعلم أن اذاعة القرآن الكريم لها أثر كبير ولها أصداء واسعة في العالم الاسلامي لتوصيل هذا الصوت الخير من أرض الحرمين، أيضاً البرامج الموجودة في التلفزة نقل صلاة التراويح والقيام والصلوات الخمس من المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أخيراً لما جاءت الفضائيات أصبحنا ولله الحمد أيضاً نستثمرها لايصال الكلمة الطيبة والبرنامج النافع والتوجيهات المفيدة إلى العالم.
وأخيراً الانترنت الذي بدأ الدعاة والمؤسسات الدعوية في استخدامه وعلمنا أخيراً بأن لسماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز - يرحمه الله- موقع في الانترنت سيعمل باذن الله عن قريب كما أن لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد موقعاً بدأ في العمل بشكل قوي وجيد ولعدد من المؤسسات والأشخاص جهود كبيرة في الدعوة إلى الله، لذا نلحظ كيف تطورت الدعوة من عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى يوم الناس هذا تطورت بالأساليب والوسائل فالوسيلة قبل كانت من خلال الموعظة والكلمة وخطبة الجمعة إلى أن وصلت إلى وسائل الإعلام المختلفة وإلى الانترنت في زماننا هذا.
* أثر التنظيم وتحديد المسئوليات في عملية انتشار الدعوة؟
لاشك أن ديننا هو دين النظام ووجود مؤسسات مختصة ومهتمة بالدعوة إلى الله عز وجل تعنى بالدعوة والدعاة وتضع الخطط وترسم التصورات وتتابع المناشط الدعوية المختلفة فتنظيم العمل أمر في غاية الأهمية وقد أثمر هذا النظام والتنظيم في زيادة واتساع رقعة المتلقين وكل هذا بسبب وجود التنظيم ولو عدنا للوراء كان يستفيد من الموعظة في الماضي خمسون إلى مئة رجل من خلال منبر الجمعة أو الوعظ والآن يستطيع المتحدث من خلال الشاشة عبر البث الفضائي أن يخاطب الملايين ويصل إليهم في بيوتهم وفي مساكنهم ومكاتبهم وما ذلك إلا لأن النظام والتنظيم له أثر كبير في ايصال الكلمة وفي توسيع دائرة المستفيدين.
* ما هي العوامل التي ساعدت الملك عبدالعزيز على انشاء هذا الكيان الكبير على أسس عقائدية صحيحة؟
الملك عبدالعزيز - رحمه الله- هو أولاً يحمل قلباً كبيراً وهماً كبيراً وهو صاحب قضية جاء وفي ذهنه وحسه أن يعيد لهذه الأرض أمنها واستقرارها المتمثل في شرع الله عز وجل وفي التمسك بعقيدة السلف الصالح وهو يملك الشجاعة والقوة ولكن ساعده في ذلك قبل كل شيء توفيق الله عز وجل لهذا القائدالكبير لأنه جاء مخلصاً صادقاً مع الله عز وجل ومخلصاً في قضيته وهذا الاخلاص والصدق مع الله فتح له القلوب وفتح له الأرض وهو لم يأت غازياً أو طامعاً في مطمع دنيوي أو مكسب سريع فهو صاحب قضية جاء بقلب وهمة عالية لخدمة هذه القضية التي هي الإسلام العظيم لذلك كان من أولويات عمل الملك عبدالعزيز بعد أن استقر هذا الكيان وتوحدت هذه الأرض وتوحدت القلوب قبل الارض فالمعجزة ليست أن تتوحد الأرض فهي من الممكن أن تتوحد لكن المعجزة أن تتوحد قلوب أهل هذه الارض القارة التي تمتد من أقصى الخليج إلى أقصى البحر من الجهة الغربية ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب بآلاف الكيلومترات وحدها الملك عبدالعزيز ووحد قبل ذلك الشتات المترامي المتناثر ووحد تلك القلوب على شريعة الله عز وجل وعلى منهج الله عز وجل وأعظم عمل قام به الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يضاف لتوحيد الأرض هو أن أسس هذا الكيان على أسس راسخة قوية على توحيد الله عز وجل فتبنى دعوة التوحيد واستمسك بقوة بعقيدة التوحيد وتمسك بهذا المنهج العظيم والسنة المطهرة وأقام عليهم كيانهم ودولتهم ولهذا نرى هذه الدولة قوية شابة شامخة منذ وقت تأسيسها إلى اليوم تزداد رسوخاً وعمقاً وثباتاً السبب أنها قامت على أساس قوي من دين الله عز وجل وبإذن الله تبقى هذه شابة شامخة قوية استمسكت بدين الله عز وجل والمنهج الصحيح الذي أقام عليه الملك عبدالعزيز دولته وهو الإسلام العظيم وهو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتوحيد الخالص.
|