بيريز يرى أن قيام دولة فلسطينية حرة هو أفضل شيء لإسرائيل
* القدس - رويترز
ايد شمعون بيريز الحائز على جائزة نوبل للسلام قيام دولة فلسطينية في تصريحات اذيعت امس الاحد قائلاً ان ذلك هو افضل شيء بالنسبة لاسرائيل.
وفي اقوى تصريحات لبيريز حتى الآن قال رئيس الوزراء السابق في مهرجان عالمي للشعر بوصفي سياسياً اقول انه لا يوجد شيء افضل لاسرائيل من قيام دولة فلسطينية حرة .
واذاع راديو الجيش الاسرائيلي هذه التصريحات التي ادلى بها بيريز امس الاول ومن المقرر ان يؤدي بيريز اليمين الدستورية كعضو في البرلمان عن حزب العمل الذي يتزعمه ايهود باراك اليوم الاثنين.
وابرمت اسرائيل معاهدتي سلام مع كل من مصر والاردن ووقعت اتفاقات سلام مؤقتة مع الفلسطينيين، وتظهر استطلاعات الرأي ان الاسرائيليين يقبلون بصورة متزايدة قيام دولة فلسطينية وهو ما كان مرفوضاً في الماضي على انه خطر على وجود اسرائيل.
وتوقع الاعلام الاسرائيلي ان يعين باراك بيريز وزيراً في الحكومة او سفيراً في الامم المتحدة او ان يحل بيريز محل عيزر فايتسمان رئيساً لاسرائيل.
ووعد باراك الذي هزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات التي جرت في 17 مايو ايار بان يجعل لبيريز دوراً في حكومته التي سيشكلها في موعد اقصاه الثامن من يوليو تموز.
وعلى صعيد آخر ما زال رئيس الحكومة الاسرائيلية المنتخب ايهود باراك يواجه صعوبات في تأمين غالبية برلمانية مريحة تضمن له تشكيل حكومته عشية الجلسة الافتتاحية للكنيست (البرلمان) الذي انتخب معه في السابع عشر من ايار/ مايو الماضي.
ولم يحسم باراك امره بعد بين ائتلاف كبير يضم منافسه حزب الليكود اليميني الذي مني بهزيمة ساحقة في الانتخابات وبين حزب شاس المتشدد او ائتلاف اخر يمض الوسط واليسار.
ويرى المعلقون ان باراك يتجه على ما يبدو من دون حماسة ظاهرة الى الخيار الثاني مع اكثرية غير متجانسة من 66 نائباً تضم حزب العمل وحزب ميريتس اليساري وحزب المركز (وسط) اضافة الى العلمانيين في شينوى وحزب الروس (اسرائيل بعليا) ولائحة التوراة الموحدة والحزب الوطني الديني (يميني) وحزب الشعب الموحد (النقابات).
وستكون الحكومة مدعومة من الخارج بعشرة نواب يمثلون العرب الاسرائيليين.
لكن باراك لم يتخل تماماً عن فكرة ضم الليكود الى حكومته (19 نائباً) وكذلك حزب اليهود الشرقيين المتشدد شاس (17 نائباً) ومن المقرر ان يلتقي خلال نهار امس بممثلي الحزبين وبينهم زعيم الليكود المؤقت وزير الخارجة في حكومة نتانياهو ارييل شارون.
من جانب آخر يواصل عدد من كبار مسؤولي حزب العمل ضغوطهم على باراك لكي يتفاوض مع حزب شاس الذي يتخذ مواقف معتدلة بالنسبة لعملية السلام.
لكن باراك لم يتخذ بعد قراراً لان ارييه درعي زعيم حزب شاس الذي صدر بحقه في نيسان ابريل الماضي حكم بالسجن اربع سنوات بتهمة الفساد ما زال على رأس الحزب.
وقال النائب العمالي شلومو بن عامي وهو احد الذين عينهم باراك لوضع اتفاقات ائتلافية مع الاحزاب الاخرى ان ضم شاس هو السبيل الوحيد امام الحكومة المقبلة من اجل مواجهة تحديات السلام .
لكن الاحزاب العلمانية من ميريتس (10 نواب) وشينوي (6 نواب) وضعت فيتو على التعاون مع شاس.
واستناداً على ما يؤكده ياروم ديكل المعلق في اذاعة اسرائيل الرسمية فان على باراك ان يبدأ بتوزيع الحقائب اذا اراد ان يشكل حكومته بسرعة لكنه اذا ما اتخذ مثل هذا القرار فانه يقفل الباب امام شاس والليكود.
وحتى لو حسم باراك الأمر فان المتاعب لن تنتهي بالنسبة الى ايجاد ابسط قاسم مشترك بين تشكيلات تتخذ مواقف متناقضة في مسائل اساسية كالمستوطنات في الاراضي الفلسطينية.
ويطالب الحزب الوطني الديني (5 نواب) بالإبقاء على المساعدات المالية السخية التي كانت حكومة نتانياهو تمنحها للمستوطنات فيما يطالب ميريتس والاحزاب العربية بإلغاء هذه المساعدات.
ولا يزال امام باراك مهلة تفوق الشهر لانهاء مهمته وينص القانون على اعطاء رئيس الحكومة المنتخب مهلة 45 يوماً بعد الاعلان رسميا عن نتائج الانتخابات لتشكيل حكومته واذا فشل في ذلك لا بد من اجراء انتخابات جديدة.
وكان باراك اعرب عن امله في ان يقدم برنامج حكومته في الجلسة الافتتاحية للكنيست غدا الاثنين لكن الفرص امامه في هذا المجال تبدو ضئيلة كما يرى المعلقون.