* كومانوفو - مقدونيا - رويترز
قال حلف شمال الاطلسي امس الاحد ان خطة انسحاب القوات الصربية من كوسوفو التي قدمها ليوغوسلافيا غير قابلة للتغيير.
وقال المتحدث باسم الحلف اللفتنانت كولونيل روبن كليفورد للصحفيين عقب بدء المحادثات بين التحالف الغربي والمسؤولين اليوغوسلاف محتويات الوثيقة غير قابلة للتفاوض, ما يجري هو مناقشة للتفاصيل وما تعنيه تلك التفاصيل .
واجتمع مسؤولون من الحلف ويوغوسلافيا في قاعدة عسكرية فرنسية تابعة لحلف الاطلسي في كومانوفو شمال شرقي العاصمة المقدونية سكوبي حيث قدم التحالف تعليمات مفصلة للانسحاب ليوغوسلافيا.
وقال كليفورد ان الخطة سيبدأ العمل بها في اللحظة التي يوافق عليها فيها اليوغوسلاف.
واضاف: عندما يوقع الوفد اليوغوسلافي على الوثيقة سيتم العمل بها على الفور.
ومن الافضل للجميع تسوية هذا الأمر نهائياً بأسرع ما يمكن.
هذا وقد اشار الحلف الاطلسي امس الاحد الى تحركات للجيش اليوغوسلافي تشير الى تحضيرات لبدء انسحابه من اقليم كوسوفو كما اشار الى تراجع النشاطات العسكرية في شمال هذا الاقليم ووسطه.
وقال المتحدث باسم الحلف جايمي شي في مؤتمر صحافي عقده في المقر العام للحلف في بروكسل ان لدى الحلف معلومات تفيد بان قطارا ينقل عتاداً عسكرياً وجنوداً غادر مدينة اوروسيفاتش في جنوب كوسوفو واتجه شمالاً عبر مدينة ليبليان باتجاه كوسوفو بوليي غرب بريشتينا عاصمة كوسوفو.
واضاف شي ان الجيش اليوغوسلافي استخدم القطار لنقل بعض العتاد والجنود الى الشمال .
وعد شي ان ما حصل يمكن ان يشير الى بداية الإعداد لانسحاب,, الا ان علينا الانتظار لكي تؤكد الوقائع ذلك.
وتابع شي: ان الحلف الاطلسي لاحظ بشكل عام تراجعاً للنشاط العسكري في المناطق الشمالية والوسطى من كوسوفو.
وبالمقابل اوضح شي ان المعارك على الحدود مع البانيا بين الجيش اليوغوسلافي وجيش تحرير كوسوفو لا تزال متواصلة الا انه لم يحصل اي تغيير مهم للوضع في الارض هناك.
واوضح المتحدث ان القوات اليوغوسلافية اطلقت 15 قذيفة هاون من عيار 120 ملم سقطت على الجانب الالباني من الحدود بين البلدين ولم يشر الى وقوع ضحايا.
وفي هذا الخصوص رأى وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ انه لا بد من الابقاء على قوات السلام الدولية في كوسوفو ثلاث سنوات على الاقل.
واعلن شاربينغ مساء امس الاول في هامبورغ (شمال غرب) ان ثلاث سنوات هي لي الحد الادنى الذي لا بد منه وأعتقد أنه من الواقعي ان يطول الامر اكثر من ذلك.
وقال ان حجم هذه القوة وتشكيلها يجب ان يخضعا باستمرار لإعادة البحث وعند الضرورة تعديلها.
على صعيد آخر قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس الاحد ان جمهورية الصرب ليس لها مستقبل مع بقاء سلوبودان ميلوسيفيتش رئيساً لها.
واضاف لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية: من مصلحة الشعب الصربي ان يتنحى ميلوسيفيتش.
أظن- من اجل جمهورية الصرب نفسها- أنه ليس لها مستقبل مع ميلوسيفيتش .
وقال بلير وهو اكثر زعماء حلف شمال الاطلسي تشدداً اثناء حملة القصف ضد يوغوسلافيا بشأن كوسوفو: ليس لدى شك في انه رجل دمر بلاده وجلب لها خراباً اقتصادياً وجعلها منبوذة سياسيا .
وعندما سئل عن فرص مثول ميلوسيفيتش الآن امام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي قال: بالتأكيد سنقدم كل مساعدة ممكنة للمجتمع الدولي للتاكد من ان الذين يرتكبون جرائم حرب ينالون العقاب المناسب.
وفي واشنطن اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبين امس ان صربيا يمكن ان تحصل على مساعدة مالية من الولايات المتحدة لإعادة إعمارها شرط ان تتعاون مع محكمة الجزاء الدولية المكلفة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة بتسليمها الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش.
وقال المتحدث الامريكي في مقابلة مع شبكة سي ان ان الامريكية لا نعتقد من المناسب لنا ان نمنح اموالاً لإعادة اعمار صربيا قبل ان تتعاون هذه الاخيرة مع المحكمة المكلفة جرائم الحرب وان تتحول الى ديمقراطية.
واضاف: ان هدا التعاون يبدأ بتسليم ميلوسيفيتش الى المحكمة.
وفي 27 ايار مايو الماضي وجهت محكمة الجزاء الدولية المكلفة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة الاتهام الى الرئيس اليوغسلافي بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.
هذا وقال جراهام بلويت نائب مدعي محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة في لاهاي امس الاحد ان المحكمة واثقة من ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش سيحاكم مهما طالت الزمن.
واضاف في مقابلة مع السير ديفيد فروست في تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية انا واثق من محاكمة، ميلوسيفيتش هنا في لاهاي ان عاجلاً او آجلاً .
وفي بون اعلنت وزارة الخارجية الالمانية امس الاحد ان وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني سيجتمعون بعد ظهر اليوم قرب العاصمة الالمانية بون لمناقشة تطورات الوضع في اقليم كوسوفو.