Monday 7th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 23 صفر


الرئة الثالثة
(مركز العون) بجدة: رمز جميل للعرفان بالجميل!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

كانت لفتة حنان أبوي رائع من صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حين شرّف سموه حفظه الله حفل (مركز العون) بمدينة جدة,, يوم الاثنين الثاني من شهر صفر، عام 1420ه، وكانت زيارته للمركز، ومشاركته الاطفال المعاقين فرحتهم بتشريفه لهم أريحية سامية لدعم ذلك المشروع الانساني، الذي اقيم على البرّ والتقوى منذ سنين خدمة لشريحة غالية من مجتمعنا رزئ افرادها في ربيع العمر بالإعاقة العقلية، فعطّلت قدرتهم على الانتظام في موكب الحياة والاحياء!
***
وزيارة سمو ولي العهد تلك تجسيد لفضيلة حبّ الخير في طبع سموه، ودعمه ايّده الله لمشروعات البر التي يقيمها أهل الخير في بلد الخير,, فالدولة رعاها الله لا تستطيع منفردة التعامل مع كل ظواهر الإعاقة في بلادنا المترامية الأطراف، ومن ثمّ، تأتي مشاركة نفر كريم من رواد البر في هذه المهمة الشاقة دليل وفاء وعرفان بالجميل لهذا البلدالجميل.
***
و(مركز العون) بجدة نبتة صالحة بدأها رجل صالح,, فقد غرس بذرته الأولى، المرحوم الشيخ أحمد الجفالي غفر الله له، ثم رعاه آله الكرام من بعده، نساء ورجالاً حتى بلغ مستوى مبدعاً من الأداء، وهو اليوم واجهة حضارية تتباهى بها عروس البحر، جدة.
***
وقد اتيح لي قبل مدة شرف زيارة هذا الصرح الكبير بدعوة كريمة من رئيس مجلس ادارته الصديق الأستاذ خالد بن أحمد الجفالي,,حيث استقبلني ونفر من آله الكرام وممثّلون لإدارة المركز، ورافقوني في جولة شاملة على اقسامه ومرافقه عبر اكثر من ساعتين, وقد ذهلتُ لما سمعتُ ورأيت من تجهيزات وتقنيات واساليب حديثة صُمّمت ونفِّذت لصالح الطفل المعاق.
***
ويضم المركز عددا كبيرا من الاستشاريين والاخصائيين والفنيين المعنيين بظاهرة الإعاقة ينتمون إلى جنسيات عربية وآسيوية وغربية إلى جانب بعض الكفاءات الوطنية المتخصصة ، والتقيت عبر جولتي في المركز بالعديد من الأطفال المعاقين، ذكوراً وإناثا، كانت ابتسامة الأمل في الشفاء تكسو وجوههم,, وتشعل حماسهم وتُسيّر نشاطهم، وهم منهمكون فيما كانوا يفعلون من ضروب الهوايات الفنية المتعددة الأغراض والأنماط، فيها تأهيل سوي لهم يستثمرونه مهنياً لكسب العيش الحلال مستقبلا بعد تركهم المركز,, وفيها تنمية لعقولهم,, وتربية لانفسهم!
***
وتشير المعلومات الأولية عن المركز إلى انه افتتح في شهر نوفمبر من عام 1986م بامكانات مادية وفنية متواضعة، وبدأ العمل فيه بثلاثة اطفال معاقين اعاقات متفرقة، وكان يشرف على رعايتهم ثلاث من الاخصائيات كن يعملن في مبنى صغير الحجم متواضع التجهيز, وحين ايقن مؤسسو المركز ان اولئك الاطفال وامثالهم يفتقرون إلى العديد من الخدمات الفنية والتربوية والصحية المتخصصة ممالا تتيحه المدارس والمرافق الصحية العادية، سارعوا إلى إنشاء مركز كبير يستوعب المئات من الاطفال المعاقين,, ويستجيب لاحتياجاتهم المتعددة نوعاً وكيفاً، وهكذا، تحول (مركز العون) من (فيلا) صغيرة إلى صرح ضخم تحتضنه مساحة من الارض في قلب مدينة جدة تنوف على الاربعين الف متر مربع.
***
واذكر أنني كتبت رسالة شكروعرفان لرئيس مجلس ادارة المركز الاستاذ خالد الجفالي أكدت فيها أن الأجمل مما سمعت ورأيت عبر جولتي في المركز (ان يقوم انجاز ضخم كهذا ويُدار في صمت بعيد عن هالة الإعلام وسطوة الإعلان).
***
بارك الله في جهود العاملين في هذا المركز وامثاله,, ورحم الله من غرس بذرته الأولى لتثمر سنابل الخير وتكافىء الوطن ومَن فيه برّاً وفضيلة واحساناً!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
ملحق الدعوة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved