سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت ما كتبه الاخ الكريم صالح الداود من الطائف - الشرقية في العدد 9671 عن كتاب الدكتور غازي القصيبي (حياة في الادارة) وقوله ان ناقدي الكتاب ارادوا الشهرة فاقول ليس شرطا ان اي ناقد يريد الشهرة,, ان النقد مثل المدح ويجب ان نتعود عليه ويتعود عليه مؤلفو الكتب,, لا يجب ان نكون عاطفيين في كل شيء حتى في المجاملة وترك النقد في مواضع يجب فيها النقد,, واذا اصدر احد اي نقد قلنا يريد الشهرة,, لماذا كل هذا الخوف من النقد,, ولاشك ان كتاب القصيبي يعتبر من اندر الكتب التي تفتقر لها المكتبة السعودية نظرا لانه روى تجربته التنموية باسلوب ادبي وباسلوب شيق من خلال رواية الحوادث التي مرت عليه ومن اشاعات اشيعت عنه عند تولي وزارة الصحة مثلا ومن خلال توليه وزارة الصناعة والكهرباء ان مثل هذا الكتاب هو كتاب من اندر الكتب ويجب ان يروي المسئول تجربته حتى وان كان فيها شيء من الرفع من مكانته فليس اسوأ من الكبر شيء الا التواضع الكاذب,,!!
لقد صدر منذ مدة كتاب شبيه بكتاب الدكتور القصيبي وهو لواحد ممن عاصروا فترة التنمية والطفرة مثل الدكتور القصيبي انه شيخ من شيوخ الاقتصاد السعودي ومنظريه الا وهو الدكتور محسون بهجت جلال الذي روى تجربته في التنمية بكتاب طريف في موضوعه وعنوانه ,, ان عنوانه نظرية من نظريات الاقتصاد التي تبناها هذا الرجل,, ان الكتاب هو زراعة البترول وقد روى فيه الدكتور محسون جزءا من تجربته في مجال التنمية في هذه البلاد خلال تقلده عددا من المناصب اهمها نائب الرئيس وعضو منتدب بالصندوق السعودي للتنمية سنة 1976 ومثل المملكة العربية السعودية لدى صندوق النقد الدولي من سنة 1978 الى سنة 1981 كمدير تنفيذي مساعد والى جانب مهامه ساهم في عدد من الاعمال على مستوى القطاع الخاص والقطاع الحكومي وكانت له علاقات وثيقة مع عدة شركات وطنية ودولية في مجالات الاستثمار والتصنيع وقد تولى رئاسة مجلس ادارة البنك السعودي للاستثمار مدة 5 سنوات ورئاسة صندوق الاوبك للتنمية الدولية مدة 3 سنوات ورئاسة البنك السعودي التجاري المتحد من سنة 1981 الى سنة 1985 كما قام الدكتور محسون جلال بتأسيس شركة التصنيع الوطنية كما انه كان عضوا في العديد من مجالس الشركات والمؤسسات ومن رواد العمل الاقتصادي العربي المشترك وله عدة كتب ودراسات منشورة حول مبادىء الاقتصاد والتنمية الاقتصادية ونظريات الاقتصاد, ويحتوي كتابه المذكور (زراعة البترول) على العديد من المقالات والابحاث والمقابلات الصحفية ولاتعني (زراعة البترول) المعنى الحرفي لها ,, وانما يقصد بذلك استثمار عوائد البترول في التنمية الاقتصادية وهو الشيء الذي عملته حكومتنا الرشيدة يحفظها الله حيث رأينا البترول يتحول الى مشاريع طرق وكباري ومطارات وموانىء ومشاريع لتطوير الحرمين الشريفين ويتحول الى نهضة عمرانية وزراعية وتعليمية.
ومن ضمن المقابلات التي اجريت مع الدكتور محسون جلال لقاء اجرته معه هذه الجريدة (الجزيرة) في (28 فبراير عام 1981م) تحت عنوان (لابد من توفر المقومات لنجاح خيار الصناعة الوطنية) ومن اهم الاسئلة التي طرحت عليه.
* ما هي في نظركم ابرز معوقات نجاح الصناعة الوطنية والحلول التي ترونها لهذه المعوقات؟
فقال: طبعاً هناك صعوبات تحتاج الى البذل والجهد والعمل حتى نستطيع ان نصل الى الصناعة التي نرغب فيها فالصناعة لها تأثير في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية في المجتمع وهناك جانب آخر هو حماية الدولة للقطاع الصناعي وتشجيعه وجعل الافراد فيه يحترمون الصناعة وبالتالي هذا القطاع يمكنه خلق فرص عمالة للقطاع الشبابي السعودي على المدى الطويل).
وفي رأيي - كاتب هذه السطور - ان الجزء الاخير من الاجابة هو الاهم في ظل الاتجاه نحو السعودة والايأتي ذلك الا بالتعاون من اصحاب المصانع بوضع رواتب تشجيعية للشباب السعودي وجعل ساعات العمل في المصنع (من الساعة 8 - 12 صباحا ومن 4 - 8 مساء).
واخيرا اتمنى ان ارى مثل هذا الكتاب على ارفف مكتباتنا واتمنى نشره كما ارجو من الدكتور محسون جلال رواية المزيد من خبراته القيمة للجيل الصاعد,, وارجو من جميع من ساهم في بناء هذا الوطن من مسؤولين ورجال اعمال ومنهم معالي الاستاذ محمد ابا الخيل وزير المالية والاقتصاد الوطني سابقا برواية تجربته وذكرياته في هذا المجال,,!
عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع - مكتب الجزيرة