عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أرقبها عن كثب وهي ترسم خطوطاً متوازية تارة,, ومتقاطعة تارة اخرى,, وتعيد الكرة لترسم خطوطا مائلة,, ظننت انها شغوفة بعلم الهندسة,, لكني علمت فيما بعد بأنها تمتلك موهبة رائعة,, انها مصممة أزياء نسائية,,
سألتها عن مدى تحصيلها العلمي,, فعلمت أنها لم تكمل دراستها بل اكتفت بشهادة المرحلة الابتدائية,, لكنها شغفت برسم وتصميم الأزياء، اذ تعلمت ذلك بالفطرة,, كم وددت لو أنها اكملت دراستها وتخصصت بحقل التربية الفنية,, عندها ستكون فنانة مبدعة لاسيما اذا اجتمعت الموهبة مع العلم,, هي شابة في مقتبل العمر,, هادئة الطبع ودودة دائمة الابتسامة كثيرة التفكير,شدني الحديث اليها لأن اقترح عليها ان تكمل دراستها وتلتحق بمدارس تعليم الكبيرات فليس عيبا أن يتعلم المرء في أية مرحلة من سني عمره,, وقد تفعل لكثرة طموحها وشدة تطلعاتها المتفائلة للمستقبل.
والاقتراح الذي يطرح نفسه هنا,, لماذا لا تخطط الجمعيات النسائية لعمل مسابقة للموهوبات في شتى المجالات وبذلك يستفاد من هذه المواهب لخدمة مجتمعنا العزيز وفي مجالات مختلفة, الجمعيات النسائية تميزت بنشاطاتها الكثيرة وتجديداتها المتميزة وخدماتها المتشعبة ومحاولاتها الجادة الدائبة لخدمة المرأة والرفع من شأنها,, وأمثال تلك الفتاة الموهوبة الكثير لكننا لا نعلم عنهن الا بمحض الصدفة,, ولعلنا سنجدهن يتقاطرن على الجمعيات النسائية بمواهبهن الكثيرة حال اعلان المسابقة لاختيار النخبة الممتازة التي ستخدم شتى الأغراض بإذن الله, ثمة مقترح آخر,, ألا وهو تنشيط حركة المشاغل النسائية وتطويرها عن طريق طرح مسابقات وعمل مقابلات شخصية للاستفادة من تلك المواهب المجهولة من ناحية وتشغيل خريجات الكليات من المختصات بالتربية الفنية وبذلك تتوفر فرص العمل للمواطنات من ناحية، وتحسن حالة المشاغل النسائية من ناحية أخرى بوجود المختصات القادرات على الاشراف والتوجيه في تلك المناشط المهمة.
ان مجالات الابداع كثيرة وتتعدى بكثير مسألة تصميم الأزياء فهناك من ترسم بفن وهناك من لها المقدرة على تأليف قصص الأطفال وبشكل متقن تربويا وأدبيا اضافة الى موافقة القصة وعاداتنا وتقاليدنا المستمدة من الدين الاسلامي العظيم,, هذه القدرات صادفت منها الكثير من خلال تدريسي لمادة مناهج المدرسة الابتدائية في الكلية,, ومادة الاتصال,, وحبذا لو تقيم الكليات معارض للقصة الخاصة بالأطفال أو مسابقات ضمن النشاطات اللامنهجية لمعرفة القدرات والمواهب والاستفادة منها والعمل على تعزيزها وتوجيهها بغية خدمة الصالح العام.
أخيرا تحية اعتزاز وتقدير لكل المواهب,, ولكل انسان معطاء ولكل من يبذل قصارى جهده لخدمة المجتمع,, وتحية اعجاب وفخر لسارة تلك الموهبة التي اتمنى ان تعود الى مقعد الدراسة لتفيد وتستفيد لاسيما وأنها تتمتع بذكاء حاد,, قد يساعدها على التفكير بذلك وبشكل جاد والله من وراء القصد.