الصيدلي:سعود عبدالعزيز العشيوي
مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني
يبدي الناس اهتماما متزايدا بالأدوية والعلاج الدوائي ويرغب الكثير في معرفة المزيد من المعلومات عن الأدوية التي يتناولونها أو يأخذها أقرباء لهم.
لكن الكثير من الناس يغادر الصيدلية وهو محمل بعدد من الأدوية لا يعرف الكثير عنها وفي بعض الأحيان لا يعرف الطريقة المناسبة لحفظها والاستعمال الصحيح لهذه الأدوية.
وحيث ان استعمال الدواء الموصوف لحالة مرضية هو المحصلة النهائية للجهد المبذول لعلاج هذه الحالة المرضية، فإن معرفة الدواء معرفة تامة مطلب ضروري وعامل مهم في الالتزام بتناول الدواء.
وعليه فإننا نوجه الدعوة للقراء الكرام بضرورة معرفة ما يأخذونه من أدوية وذلك بسؤال الطبيب المعالج أو الصيدلي الذي قام بصرف الدواء عن هذه الأدوية وكيفية استعمالها وأوقاتها والمكان المناسب لحفظها وكيفية تأثيرها في الجسم وعلى الحالة المرضية المستخدمة لها وما هي التأثيرات الجانبية لها والاحتياطات المناسبة للتقليل من هذه التأثيرات الجانبية.
وفي المملكة هناك ما يقارب ألف نوع من الأدوية توجد في ما يقارب أربعة آلاف مستحضر دوائي على هيئة اشكال صيدلانية من أقراص وكبسولات وحقن وغيرها تنتج من عدة شركات دوائية.
وباختلاف الأدوية يختلف تأثيرها والأمراض التي تستخدم لعلاجها.
وهنا نوجه النصح لبعض الاخوة الذين تعودوا وصف أدويتهم لاقربائهم واصدقائهم نتيجة تشابه في بعض اعراض المرض عند هؤلاء الأصدقاء أو الأقرباء مع اعراض المرض الذي وصف لهم الدواء من أجله، بإن هناك العديد من الأمراض التي تشترك في بعض الأعراض ولكنها تختلف في طريقة العلاج وتحديد المرض هو مهم للطبيب المعالج وقد يتطلب من الطبيب الاستعانة بوسائل تشخيص كتحاليل مخبرية وفحص بالأشعة للتعرف على المرض ووصف العلاج المناسب له.
ولذا فإن استعمال دواء معين بناء على نصيحة شخص غير مختص قد يؤدي الى تغير الصورة الكلية للمرض وبالتالي صعوبة الوصول الى التشخيص الحقيقي للمرض وقد يؤدي في بعض الأحيان الى زيادة حدة المرض.
كذلك فإن الالتزام بمراجعة طبيب معين مهم جدا لتقييم الحالة المرضية ومدى الاستفادة من الدواء الموصوف, والتردد على أكثر من طبيب بالاضافة الى انه اهدار للمال سواء مال الفرد أو الدولة فان استخدام الأدوية الموصوفة من أكثر من طبيب قد يؤدي الى تراكم هذه الأدوية في جسم المريض حيث قد تكون هذه الأدوية مختلفة في الاسم والشكل ولكنها تكون متشابهة في التأثير مما قد يؤدي الى تسميم للجسم بهذه الأدوية.
ولا يخفى على القراء الكرام أن بدء التأثير المطلوب للدواء المستخدم لعلاج حالة مرضية ومدة استعمال هذا الدواء تختلف باختلاف الدواء الموصوف لهذه الحالة ووفقا لنوع المرض وشدته.
فهناك أدوية كالمسكنات المستخدمة في علاج الصداع مثلا تأثيرها يبدأ في خلال 30دقيقة إلا ان هناك أدوية أخرى تحتاج الى عدة أيام أو عدة أسابيع لكي تقوم بالتأثير المطلوب في الجسم.
وعليه فإن تأخر حدوث التأثير المطلوب لعلاج حالة مرضية يجب ألا يكون سببا للذهاب لطبيب آخر بل علينا مراجعة نفس الطبيب لمتابعة الحالة المرضية وتأثير الدواء الموصوف.
ونحب ان نوضح ايضا ان زوال الأعراض للمرض هو بداية للشفاء من المرض وقد لا يكون الشفاء التام من المرض, ولذا فإن الاستمرار على الدواء أو ايقافه هو ما يحدده الطبيب المعالج وليس المريض.
حيث ان ايقاف العلاج عند الشعور ببعض التحسن قد يؤدي الى انتكاس الحالة المرضية بصورة أشد لاسمح الله.
والأدوية التي يكثر ايقافها عند الشعور بتحسن هي المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الالتهابات والعدوى البكتيرية كالتهاب اللوزتين أو المجاري التنفسية أوالبولية وغيرها.
فالمضادات الحيوية يجب ان تستخدم لمدة لا تقل عن اسبوع وقد تزيد وفقا للحالة المرضية المستخدم لها المضاد الحيوي, ولذا فإن ايقافها بعد يومين أو ثلاثة أيام نتيجة زوال بعض اعراض المرض مثل ارتفاع درجة الحرارة أو بمجرد الشعور بتحسن عام قد يؤدي الى تكون انواع من البكتيريا أشد مقاومة للمضادات الحيوية وذلك لأن المضاد الحيوي لم يعط الوقت الكامل للقضاء على البكتيريا ويصعب علاج هذه الالتهابات بعد ذلك.
وقبل ان نختم هذا المقال نحب ان نؤكد للقراء الأعزاء على أهمية حفظ الأدوية بعيدا عن انظار ومتناول الأطفال حيث ان هناك العديد من حالات التسمم بالأدوية نتيجة ترك الأدوية في متناول أيدي الأطفال وتحت أنظارهم, وعلينا ان نوضح لأطفالنا عند اعطائهم الدواء ان هذا الدواء هو لعلاج المرض الذي يعانون منه مع عدم استخدام بعض الأوصاف لاقناع الطفل بتناول الدواء كأن نقول ان هذا حلوى أو عصير حلو مما قد يشجع الطفل على تناوله في غياب والديه,حفظ الله أطفالنا وأطفالكم من كل مكروه, وختاما اقول عزيزي المريض أعرف دواءك.
|