Wednesday 16th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 2 ربيع الاول


المالك,, وكُتب في كتاب!

أن يتحول الصحفي إلى كاتب ومؤلف - فقد كسب القارىء وخسرت الصحيفة إن وجدت - إذ إن القارىء سيجد أفكار ذلك الكاتب أمامه مسطورة ومحفوظة في كتاب أو كتب في أي وقت يشاء - وهذا ما حصل لنا مع الزميل خالد بن حمد المالك الذي ألف كتابين في عام واحد - الأول عن والده رحمه الله والآخر عن ابنه الذي فجع الجميع مع والده في شبابه وفقدانه - وكان كتابه عن والده حمد المالك معجوناً بالمحبة الصادقة لوالده والآخر تعتمل سطوره بحرقة الأب الذي فقد قطعة من كبده - إنني بعد أن تذوقت مرارة الألم في فقدان الأم ثم الأب - أعذره وغيري وأشارك الأخ خالد ما جسّده في كتابيه من لوعة صادقة على فراق أولئك الأحبة الذين ليس لهم بديل لنا في حياتنا الفانية,.
لقد تزاملت مع خالد المالك فترة قصيرة في اليمامة، أي أنه كتب عندي وكتبت عنده في الجزيرة وسافرت معه إلى بلدان عربية في رحلات عمل ولكني فوجئت بهواية حفظ ورصد الأحداث التي مرّت عليه بالصورة والكلمة خاصة عن والده وعائلته الكريمة وديرته الرس إذ لم يكن ذلك الاهتمام يظهر عليه,, أما ملكة الإقناع لديه فهي ظاهرة - حتى في مجال عمله الإداري المواكب للعمل الصحفي - وقد لمسناه في إقناع الذين ساهموا في الكتابة عن والده ضمن الكتاب الأول,, وكيف حشد هذه الأسماء اللامعة.
أما والده رحمه الله حمد فأول ما سمعت اسمه من معالي الشيخ عبدالله بن عدوان - رحمه الله -فقد سألني يوما - هل زميلكم خالد بن حمد المالك راعي الرس - وكتابه عن والده (سجل حافل) فعلا؟ وتمنيت على المؤلف أو الجامع المعد - لو أنه وزعه إلى ثلاثة مؤلفات - بدلا من جمعه في سفر واحد,, الأول -طبعا - عن والده والثاني عنه ورحلاته ومقابلاته مع الزعماء في بلادنا ثم زعماء العرب، وأذكر منهم الرئيس السوداني السابق جعفر النميري وغيره من زعماء العالم، ثم المؤلف الثالث عن أسرة المالك المترابطة المجتمعة على الخير والوفاء دائما حتى في زياراتهم للتعزية أو التهنئة تجدهم سوية,, إذ إن تداخل المواضيع في الكتاب بهذا الشكل يضعف مادته فمن حفلات ومناسبات عائلية إلى لقاءات مع الزعماء - إلى تناثر أشعار عربية ونبطية إلى صور لوثائق في الرس، بل إن في الكتاب نصاً لكلمة باللغة اليابانية وصوراً للوحات تشكيلية للفقيد وآثاراً عمرانية قديمة وومضات تاريخية، كل هذا جاء في كتاب واحد مؤلف من تسعة أجزاء، وهي كما يعرف الأخ الأستاذ المالك تشبه مادة مجلة منوعة لو وزعت على كتب عدة لشكلت مادة ممتازة ملفتة للنظر تنم عن قدرة جامعها على هذه الاحاطة التي لا شك في اخلاصه وتفانيه في تحقيقها، ذلك انطلاقا من حبه لوالده الكريم الذي شهد له الجميع بكرمه وبحبه لعمل الخير لبلاده وأهله.
أما كتاب زميلنا خالد عن ابنه فهد (أبكيك يا ولدي) فقد كان أكثر تركيزاً، فتحدث عن الابن فهد الذي نرجو الله أن يعوض والديه عن فقده خيراً - وقد برز لنا هذا الكتاب بشكل مركز مما جعله أمام القارىء كتلة واحدة وموضوعا متكاملا - وإن اعتمد على مشاركات الغير الذين هبوا لمشاركة أبي بشار حزنه الكبير على ولده - رحمه الله -,
بقي أن نذكر بأن من ألف فقد استهدف - كما تقول العرب - وعلى صديقنا العزيز خالد أن يقبل هذه التعليقات البسيطة بصدر رحب,, ونرجو الله أن يكون المؤلف القادم عن مجال كثيراً ما أبدع فيه وأحبه أبو بشار وهو ميدان الصحافة والكلمة والذي أجزم بعد مفاجأتنا بهذا الزخم من الرصد والمتابعة بأن لديه مادة غنية بالمعلومات والصور محليا وعربيا وعالمياً,, والله الموفق.
محمد بن أحمد الشدّي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved