Wednesday 16th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 2 ربيع الاول


مأساة (سامي السلطان),, مأساة من؟

قصة (سامي السلطان) هذا قصة محزنة فعلاً,,ا
لا تملك غير الدعاء لوالدته الثكلى,, فبعد ان كتب الله ان يختار زوجها الى جواره قبل عدة سنوات، ها هي الآن تذرف حارق الدمع واغزره على كبير ابنائها,, (سامي).
(كان) سامي هذا شاباً طموحاً، يحمل آمالاً عريضة بأن يُكمل دراساته العليا في مجال تخصصه.
(كانت) الابتسامة دوماً تعلو محياه.
و(كان) قلبه الطاهر، الناصع البياض يسع الجميع من دون استثناء.
(كان) الكل لا يمل من محادثته والتسامر معه.
(وكان) لكاتب هذه السطور شرف الالتقاء به والتعرف عليه قبل اكثر من اربع سنوات,, حيث استمر تواصلنا رغم البعد المكاني والزماني الذي كان يفصل بيننا.
باختصار (كنت) كما (كان) الآخرون، ارى ان مستقبلا مشرقا (كان) على موعد مع هذا الشاب المميز غير ان ارادة الله سبحانه وتعالى تسبق أي وكل شيء.
فقبل حوالي اربعة اشهر من الآن، خرج سامي مع مجموعة من رفاقه الى منطقة (الثمامة) البرية كيما يتمتعوا بالجو الربيعي آنذاك.
قرر الجميع ان يستمتعوا بالتجول فوق كثبان الرمال الصفراء على سياراتهم، وقرر سامي ان يتعلق لوحده باحدى السيارات من الخلف.
كل مايعلمه زملاؤه، ان سامياً سقط على الارض فجأة من دون ان يشعروا به.
وما ان وقع على تلك الرمال، حتى انقطع وصول مادة الاكسجين الى خلايا مخه التي مات الكثير منها نتيجة انقطاع اكسير الحياة عنها.
وقف اصدقاء سامي حيارى، لا يعلمون الذي يتوجب عليهم فعله.
ظلوا عاجزين حتى عن القيام بالتنفس الصناعي لزميلهم الذي وقع مغمى عليه، كانوا غير قادرين على اداء ابسط اجراءات السلامة الاولية.
(لو) انهم فعلوا ذلك لما كنت اكتب هذه السطور عن شاب اسمه (سامي السلطان) يرقد على سرير المرض.
لا يمكننا ان نلوم اولئك الاصدقاء، او ان نحملهم وزراً لا يقدرون على النوء بحمله, فمن اين لهم ان يلموا بمثل هذه الابجديات في طرق الانقاذ؟
سقط (سامي) وسقط معه املنا في ان يكون لمناهج التعليم في بلادنا دور متجدد في تطور مجتمعنا ورقي افراده.
يرقد (سامي) على الفراش بين الحياة والموت، كما ترقد مناهجنا التعليمية التي اصابها الجمود فعجز واضعوها ان يدركوا ان التغير هو سمة من سمات الكون الذي ابدعه الخالق العزيز.
ادرك ايضا انه لا يجب وضع المسئولية على المناهج، إذ ان هناك مؤسسات عدة لم تضطلع بدورها المنشود.
وقبل هذا كله هناك نحن انفسنا كأفراد في هذا المجتمع فمشكلتنا اننا نريد ان نكون مخدومين في كل شيء ولا نبادر الى خدمة وتثقيف انفسنا بأنفسنا!!
تقدح حالة (سامي) شرر كثير من الاسئلة؟
من كان المسئول الحقيقي عن تلف الكثير من خلايا مخه؟
اهم اولئك الذين وضعوا المناهج دون ان يكلفوا انفسهم عناء الخروج إلى المستشفيات ودور النقاهة كي يطلعوا عن كثب على اهم اسباب فقدان كثير من شبابنا او اعاقتهم؟
ام هم اولئك الذين حددوا اهداف المناهج دون الخروج الى السجون ودور الرعاية كي يستكشفوا ماهية اسباب انحراف شبابنا؟
ام هم الذين صمموا المناهج من دون التعرف على احتياجات مجتمعنا والالمام بقدرات افراده؟
ام كان المسئول جمعية الهلال الاحمر السعودي التي لا ندرك وجودها ولا نميز كينونتها الا بسيارات الاسعاف المتواجدة، عند الحوادث بين الفينة والاخرى؟
ام ان جزءا من المسئولية يقع على مختلف وسائل الاعلام - المقروء والمسموع والمشاهد - في انها قصرت عن توعية المتلقين بمثل هذه الابجديات الحياتية؟
ام ان المسئولية تقع علينا كأفراد نشكل نسيج هذا المجتمع في اننا بكل أسف نريد كل الخدمات ان تصل الى اطراف اصابعنا في كل مكان نذهب اليه؟
اتمنى ان اجد الاجابة معكم على هذه الاسئلة كي لا تذرفوا دمعكم على ابنائكم كما ذرفت والدة سامي الدمع على فلذة كبدها الغالي.
عبدالعزيز أبانمي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved