عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
فلقد اطلعت في جريدتكم الموقرة وباهتمام على ماكتبه الاخ الكريم / محمد بن ابراهيم العمر، وذلك في العدد رقم (9751) يوم الخميس الموافق 26/صفر/1420ه وبما ان الكاتب قد طلب من القراء ابداء الرأي حول موضوع (اختبار للثقافة بدلا من المعدل) وذلك للقبول في الجامعات، احب في البداية التنبيه على ان مثل هذا الموضوع جدير بالطرح والمناقشة لاسيما انه شاغل لاذهان طلابنا في مثل هذه الايام من كل عام.
فالاعتماد على الثقافة العامة للقبول بدلا من المعدل له ايجابياته التي يكفي منها انه يعطي لاصحاب المعدلات المنخفضة الامل المتجدد في القبول في الجامعات والكليات.
وفي معرض حديثي هذا احب التوضيح للكاتب الفاضل وللقراء الكرام ان هذا الموضوع الذي هو محور نقاشنا قد تم تطبيقه بالفعل وذلك في جامعة (الملك فهد للبترول والمعادن) حيث يدخل الطلاب في امتحان للثقافة العامة قبل التسجيل يطلق عليه (امتحان القدرات العامة) ولاينظر فيه الى معدل درجات الطلاب المتقدمين- كما يقترحه الكاتب - وقد تفضلت هذه الجريدة الغراء بنشر هذا الخبر في عددها رقم (9743) ثم تلت ذلك بنشر اسماء الطلاب المرشحين في اليوم التالي، ولاشك ان مثل هذا الاسلوب المتطور في القبول يفتح المجال لدى اصحاب المعدلات المنخفضة والذين يتميزون بالذكاء والفطنة - ولكن لظروف طارئة او اخرى لم يتفوقوا في المعدل - ان يجدوا اماكن تكتشف مواهبهم الفطرية ثم تقوم بصقلها.
وقبل ان اختم مقالتي هذه اود ان اضع النقاط على الحروف، وهو اني اشاطر الاخ الرأي في قبول الجامعة للطالب بقياس ثقافته بدلا من المعدل، الا اني اخالفه في تعميمه ذلك فليس كل التخصصات يمكن ان تطبق عليها هذه القاعدة بل ان ذلك يصلح للتخصصات العلمية دون سواها من التخصصات الاخرى مثل الاقسام الشرعية، والادبية والاجتماعية لعدة أمور تحول دون ذلك فما نتمناه شيء والواقع شيء آخر يفرض نفسه.
فالثقافة هي : الاخذ من كل فن بطرف، فهي ميدان واسع وفسيح لايمكن حصره، وبهذا نكون قد اعتمدنا في تقييمنا للمتقدمين على الذاتية، بل نحن ابعد مانكون عن الموضوعية فيحصل الاجتهاد في التقييم وهذا ما لا نبغيه لاننا بذلك نكون قد عدنا من حيث بدأنا ، وبهذا نرى ان تطبيق هذه القاعدة في التخصصات العلمية هو الانسب والمكان الملائم لها، كما هو جار الآن، اما ما عداها من التخصصات فتفتقر للدقة والموضوعية اثناء التطبيق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
فهد بن عبدالعزيز الفهد
الزلفي