* الرياض - القاهرة - واس - أ,ش,أ
تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة التصحر وتطبيق اتفاقية الأمم المتحدة في هذا الشأن,وقال معالي وزير الزراعة والمياه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر في كلمة له بهذه المناسبة ان هذا الاحتفاء يهدف الى تركيز أنظار المجتمع الدولي على خطورة مشكلة التصحر وآثاره السلبية على الانتاج الزراعي وبالتالي على مصادر غذاء الانسان وصحته واسلوب حياته والى حشد جهود الحكومات والمنظمات والمواطنين للتعاون لمكافحة التصحر والتغلب على مشكلات الفقر والجوع الذي يعاني منه عدد كبير من سكان العالم.
وشدد على ان هذه المشاركة تأتي تأكيدا لتضامن المملكة مع المجتمع الدولي لمواجهة مشكلات البيئة المختلفة واستجابة لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 49/1115 الخاص بالاحتفاء بهذا اليوم,وبين ان اهتمام المملكة بمشكلة التصحر والتخفيف من آثار الجفاف ليس جديدا عليها حيث بدأ الاهتمام بهذه المشكلة منذ تأسيس المملكة قبل مائة عام على يدي جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي كان يحرص على متابعة أحوال المواطنين وأرزاقهم ومساعدتهم خلال السنوات التي يشح فيها المطر فاهتم جلالته بحفر الآبار واقامة السدود لزيادة الرقعة الخضراء وزيادة الانتاج الزراعي وتحسينه كما حرص أبناؤه البررة من بعده على متابعة هذه المسيرة وتعميمها.
وقال معالي الدكتور بن معمر: ونظرا لوقوع المملكة ضمن الحزام الصحراوي الجاف لغرب القارات فانها تعد من أكثر دول العالم جفافا وتعرضا لمخاطر التصحر لذلك حرصت الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظهم الله على التصدي لهذه المشكلة رغم الصعوبات التي واجهتها وذلك من خلال تنفيذها للعديد من المشروعات والبرامج الخاصة بالمحافظة على الموارد الطبيعية المتجددة وتنميتها كما حرصت حكومة المملكة العربية السعودية ومنذ وقت مبكر على التعاون مع المجتمع الدولي للتغلب على مشكلتي التصحر والجفاف وذلك منذ المؤتمر الأول للتصحر الذي عقد بنيروبي عام 1977م حيث شاركت المملكة في جلسات هذا المؤتمر وساهمت في اعداد خطة العمل الخاصة بمكافحة التصحر وذلك تأكيدا لدور المملكة الايجابي للتضامن مع المجتمع الدولي في مكافحة هذه المشكلة وترسيخها لاسهاماتها الانسانية المتواصلة من أجل العمل على استئصال الجوع والفقر في العالم ولدورها الاقليمي والعالمي في العمل مع جميع الحكومات والشعوب في صناعة مستقبل افضل للبشرية جمعاء.
واشار وزير الزراعة والمياه الى أنه على المستوى الوطني فقد بذلت المملكة وما زالت تبذل جهودا كبيرة في سبيل التصدي لمشكلتي التصحر والجفاف وتقليص تاثيراتها السلبية على الرعاة والمزارعين والمنشآت الاقتصادية الأخرى وعلى البيئة بشكل عام وذلك من خلال القيام بعمليات الحصر والتقييم الدوري للموارد الطبيعية وسن الأنظمة والتشريعات المتعلقة بالمحافظة على البيئة وتطويرها بما يتلائم مع تطور المجتمع وحالة الموارد ومن خلال تنفيذ المشروعات المتعلقة بالمحافظة على التربة والمياه والغابات والمراعي والحياة الفطرية الأخرى.
وعد معاليه سياسات التوسع في مشروعات التشجير وزيادة الرقعة الخضراء ومشروعات تثبيت الرمال المتحركة واقامة المحميات الرعوية والبيئية واستزراع أراضي المراعي المتدهورة واقامة العقوم والسدود الترابية في اراضي المراعي ومشروعات حماية وتحسين الغابات واقامة المنتزهات الوطنية من أهم الأنشطة التي نفذتها وزارة الزراعة والمياه لمكافحة التصحر والمحافظة على الموارد البيئية وتنميتها كما عد برامج الارشاد والتوعية المنفذة في مختلف مناطق المملكة من أهم النشاطات التي تسهم في توعية المواطنين بخطورة التصحر وأهمية مشاركتهم في مكافحته,وسأل الله العلي القدير ان يديم على بلادنا العزيزة ما تنعم به من خير ومجد وسؤدد في ظل القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله,من ناحية أخرى تعد مشكلة التصحر وما لها من انعكاسات اقتصادية واجتماعية وغيرها من أهم المشكلات البيئية والتنموية العالمية والتي لا تقل أهمية عن ثقب الأوزون أو تغير المناخ وهو ما يدعو المجموعة الدولية الى المساهمة بفاعلية وجدية في دعم برامج مكافحة التصحر على المستوى العالمي,ويأتي الاحتفال باليوم العالمي الخامس لمكافحة التصحر والجفاف الذي يصادف اليوم الخميس وسط جو من التشاؤم بعد التقديرات الدولية التي اصدرتها الأمم المتحدة واكدت ان عدد الدول التي تعاني من هذه الظاهرة قد ارتفع الى 110 دولة ويتضرر بسببها 250 مليون نسمة بينما يتعرض لخطرها مليار آخر من البشر يشكلون خمس سكان العالم بسبب الزحف الصامت للتصحر سنويا مهددا بذلك 2,4 مليار هكتار آخر من الأراضي الجافة فضلا عن خسائر اقتصادية تقدر بنحو 42 مليار دولار سنويا منها تسعة مليارات في افريقيا وحدها,ومما يعقد المشكلة ما تؤكده التقارير من ان ظاهرة النينو وهي ظاهرة طبيعية تؤدي الى ارتفاع درجة حرارة المحيطات قد ازدادت بشكل كبير خلال الشهور الماضية وهو ما يزيد من التصحر حيث جاءت النتائج السلبية عن الجفاف والسيول التي سببها النينو في افريقيا وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية مما أضر ضررا بالغا بالأراضي,والجفاف هو جزء فقط من اسباب التصحر الذي يأتي الجانب الأكبر منه من خلال الممارسات البشرية الخاطئة تحت ضغوط سكانية واقتصادية وسياسية,ويؤكد العلماء ان تغيير حاد في طبيعة الغطاء النباتي في العالم يمكن ان يؤدي الى تغيرات سلبية في المناخ ستؤثر على نواحي الحياة المختلفة في العالم كله.
وقد شدد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان على ضرورة ان يلتزم المجتمع الدولي بحماية البيئة للمحافظة على موارد الأرض وحمايتها من التصحر لضمان استمرار الثروة البشرية والتنمية الاقتصادية,وطالب في رسالة وجهها للعالم بمناسبة اليوم العالمي للبيئة في 5 يونيه الحالي بأن يدرك المجتمع الدولي قواعد الاعتماد المتبادلة بين البيئة والانسان والى التنبيه بأن استنزاف الموارد المائية وتدمير الأنظمة البيئية والتغيرات المناخية ستكون لها آثارها المدمرة على المدى البعيد ولن يسلم منه احد في أي مكان يعيش.
وحذر تقرير صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة في اكتوبر 97 من الاستمرار في عمليات قطع الغابات بالمعدلات الحالية لأن ذلك سيؤدي بعد خمسين عاما الى اختفاء الغابات في بعض البلدان التي توجد بها غابات طبيعية منذ آلاف السنين,وذكر التقرير ان من بين الدول التي تتعرض لأكبر الاخطار في هذا المجال ماليزيا، باكستان، تايلاند، كوستاريكا,وجاء في التقرير ان حوالي ثلثي غابات العالم الأصلية لم يعد لها وجود وانه يجري حاليا اتلاف الغابات الاستوائية بما يصل الى سبعة عشر مليون هكتار سنويا بينما تجري عمليات اتلاف مماثلة في غابات المناطق المعتدلة الشمالية في كندا والولايات المتحدة وأوروبا وروسيا .
كما أوضحت دراسة صادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في ابريل 98 ان المزارعين في دول العالم الثالث والذين لا يوجد امامهم أي خيار آخر لاطعام عائلاتهم,, يقومون باقتلاع الأشجار في مساحات واسعة من الغابات الاستوائية لزراعة محاصيل غذائية وبعد ان يتم استنزاف التربة في مواسم معدودة يتم الانتقال الى منطقة اخرى من الغابة,واكدت الدراسة ان نحو ثلاثمائة وخمسين مليون شخص في الدول الاستوائية يعيشون بفضل أنشطة زراعية وصناعية مختلفة قائمة على هذه الغابات,وحذر تقرير دولي للأمم المتحدة صدر في يناير الماضي من احتمالات حدوث ازمة غذائية متوقعة في افريقيا التي ستفقد ربع مساحة الأراضي القابلة للزراعة بسبب تآكل التربة مع نهاية القرن الحالي.
وذكر التقرير ان افريقيا تخسر نحو 6 في المائة من مساحة الغابات سنويا تعادل 3,3 مليون هكتار,, مشيرا الى ان زحف الصحاري ادى الى زيادة كبيرة في مساحة الأراضي الجافة تمثل حاليا نصف مساحة القارة مما الحق اضرارا بالغة بحياة نحو 300 مليون نسمة يمثلون 40 في المائة من سكان القارة,كما اشار الى ان حالات الجفاف المتكررة تشكل ضغطا على البيئة وقد وقع آخرها في عامي 1992 و1993 في الصومال وراح ضحيتها 350 ألف شخص بسبب الجوع, واضاف التقرير ان التصحر يزداد مع كل دورة من دورات الجفاف وتشير البيانات الى ان جميع عوامل التصحر الرئيسية في افريقيا تظل دون علاج مما يؤدي الى تدهور مستمر في التربة على الرغم من الجهود المبذولة لوقفها,ويعد التصحر من اخطر المشكلات البيئية التي تواجه دول المنطقة العربية التي تقع معظم اراضيها في المنطقتين الجافة وشبه الجافة.
وقد حذر البرنامج الانمائي للأمم المتحدة من ان المنطقة العربية تعد من أكثر المناطق جفافا في العالم حيث تستهلك احدى عشرة دولة عربية كميات ضخمة للغاية من مواردها المائية في الوقت الذي تعاني فيه تسع دول اخرى من مشاكل نوعية مياه الشرب والزراعة,وتشمل ظاهرة التصحر في الوطن العربي جوانب عديدة اهمها الانجراف المائي وذلك في مناطق محددة خلف السدود أو في الحقول الزراعية.
وفي هذا الصدد يشير المختصون الى ان عدم الالتزام بالارشادات الزراعية ادى الى تدني خصوبة الأراضي وخروج مساحات واسعة من الحيز الزراعي وفقد العناصر الغذائية مما أدى الى انخفاض القدرة الانتاجية للأراضي وتدهورها بدرجات مختلفة كما ان المسائل المتعلقة بطبيعة المناخ في الوطن العربي ادت بشكل رئيسي لزيادة التصحر في أراضي الوطن العربي بسبب الجفاف الذي يستمر عدة فصول.
|