 * بريشتينا - العواصم - الوكالات
روى أحد الناجين من أعمال العنف والمذابح التي ارتكبتها القوات الصربية في إحدى القرى جنوبي صربيا عن محاولة الصرب بشتى الطرق اخفاء وطمس معالم جرائمهم قبل الانسحاب من الإقليم ومن بينها استخراج جثث الضحايا الألبان من المقابر الجماعية التي كانوا قد دفنوهم بها بحجة أن أرض كوسوفا أرض صربية وهم لا يريدون أن يرقد بها موتى غير الصرب.
ونقل راديو فرنسا الدولي امس عن المواطن الألباني قوله أنه بعد عدة أيام من بدء ضربات (الناتو) اقتحمت الميليشيات الصربية قريته وقاموا بجمع مائة من شبابها وتقسيمهم إلى أربع مجموعات وعقب قيامهم باطلاق النيران على مجموعة منهم يقولون لمن سيأتي عليهم الدور (انظروا ماذا سيحدث لكم).
الانتظار عدة أيام قبل دفن الجثث
واضاف ان الأهالي انتظروا عدة أيام حتى يمكنهم دفن موتاهم حيث كان الصرب يطلقون النيران عليهم كلما حاولوا ذلك.
وبعدها عادت هذه الميليشيات لاحتلال القرية حتى الحادي والعشرين من ابريل الماضي وقبل رحيلهم عنها فتحوا المقابر الجماعية واستخرجوا ما بها من جثث وقاموا بنقلها داخل سيارات نقل إلى جهة غير معلومة.
الأمطار طمست معالم المقابر الجماعية
أما عن آثار وجود هذه المقابر الجماعية فقد ذكر المواطن نفسه أنهم تركوا للطبيعة مهمة طمس معالمها من خلال الأمطار التي يكثر سقوطها خلال هذه الفترة من العام وان كانت القوة الإيطالية المشتركة في قوات حفظ السلام في كوسوفا قد استطاعت التوصل إليها بخلاف ما عثرت عليه من مقابر في غربي الاقليم بالقرب من بيتش.
العثور على مقبرة بها 120 جثة
وقد عثرت القوة الإيطالية كذلك على مقبرة تضم مائة وعشرين جثة للألبان بخلاف ما عثرت عليه القوة الألمانية من وجود خمسين جثة محترقة ومشوهة المعالم.
وأشار الراديو إلى صعوبة المهمة الملقاة على عاتق قوة حفظ السلام (كيفور) في الاقليم من اشتباكات تكاد تكون منتظمة مع بعض القناصة الصرب وبعض أفراد دعاة استقلال الاقليم من الألبان إلى عودة اللاجئين قبل أوان ونزوح السكان الصرب من الاقليم.
وقد وجه قائد عام قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفا (كيفور) الجنرال مايكل جاكسون نداء مزدوجا إلى الألبان والصرب حيث دعا النازحين الألبان إلى الانتظار حتى يأذن لهم بعد أن يتم العمل على استتباب الأمن في الاقليم كما دعا الصرب إلى البقاء في كوسوفا مؤكدا أن قوة (كيفور) ستتولى توفير الأمن لهم.
وعلى الرغم من هذا النداء إلا أن النازحين الألبان يواصلون رحلة العودة إلى ديارهم حيث عبر حوالي عشرة آلاف منهم الحدود مع البانيا ولجأ البعض الآخر إلى الجبال لمواصلة رحلتهم نحو قراهم في حين قدرت المنظمات الإنسانية عدد الفارين الصرب من الاقليم منذ الأسبوع الماضي بما يتراوح بين 16 و30 ألف صربي.
جرائم الحرب الصربية
كانت منتظمة ومتعمدة
وفي واشنطن يقول تقرير صدر أمس عن جرائم الحرب التي ارتكبها الصرب في كوسوفا أن هذه الجرائم كانت منتظمة ومنتشرة لدرجة أنها كانت تمثل نمطا من الارهاب الاجرامي المتعمد ضد السكان المدنيين في كوسوفا.
وتقول حقائق التقرير الذي ارتكز على لقاءات مع 1,209 الباني أجراها أطباء حقوق الإنسان وهي جماعة غير حكومية حصلت على جائزة نوبل للسلام، ان الألبان كانوا يفرون بفعل الأفعال الارهابية للشرطة والجيش الصربيين.
نمط الجرائم هام لملاحقة المجرمين
ويقول التقرير الذي تم تقديمه في نادي الصحافة القومي إن النمط الثابت لانتهاكات حقوق الإنسان ضد ألبان كوسوفا على أيدي القوات الصربية سوف يكون هاما فيما يتعلق بملاحقة أولئك المسؤولين عن جرائم الحرب.
وبإظهاره لمثل ذلك النمط العام من الأفعال المماثلة سوف يجعل التقرير من الممكن إثبات إن كل تسلسل القيادة الصربية وصولا إلى الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش كانت مسؤولة عن جرائم الحرب التي تم ارتكابها، وليس فقط قلة من البلطجية العشوائيين.
ومن بين انتهاكات القانون الدولي التي أشار إليها التقرير، استهداف القوات الصربية للمنشآت الطبية لألبان كوسوفا على نحو منتظم وطرد أفراد المهن الطبية الألبان وترك مرضاهم بين براثن الموت, علاوة على ذلك، فقد حول الصرب بعض المستشفيات إلى مواقع لتخزين الذخيرة.
تدمير 100 مستوصف وصيدلية ومستشفى
ويفصل التقرير بالوثائق تدمير 100 مستوصف طبي وصيدلية ومستشفى، وهو ما يمثل انتهاكا لمواثيق جنيف الخاصة بالحرب التي تعلن أن المنشآت الطبية يجب أن تظل محايدة.
وأظهرت اللقاءات العشوائية ان 14 في المائة من اللاجئين شهدوا الشرطة أو القوات الصربية وهي تقتل أشخاصا، كما شاهد 21 في المائة منهم جثثا لأشخاص يعتقد أنهم قتلوا مؤخرا على أيدي الصرب, ويقول التقرير أن الهدف من قتل الأشخاص على الملأ وعرض جثثهم، هو زيادة الاحساس بالفزع وبالتالي فرار ألبان كوسوفا.
ومن بين 1,209 تم استجوابهم على أيدي الأطباء، قال 59 شخصا أن الصرب قد قتلوا أفرادا من عائلاتهم, وأورد المشاركون في المسح 383 حادث تعرضوا فيها للضرب على أيدي القوات الصربية و41 حالة للتعذيب المتعمد وأربع حالات للتحرش الجنسي, ويعتقد أن عدد الاعتداءات الجنسية تقدر بأقل من عددها الحقيقي لأن النساء اللاتي تعرضن لها كن خائفات أو يشعرن بالخجل.
الصرب دمروا أماكن العبادة في كوسوفا
وقد شاهد نصف الذين تم استجوابهم تقريبا الصرب وهم يدمرون أماكن العبادة كما شاهد 39 في المائة منهم تدمير مدارس ألبان كوسوفا ورأى 23 في المائة تدمير المنشآت الطبية على أيدي الصرب.
ومن بين اللاجئين الذين تم استجوابهم قال 91 في المائة أنهم قد غادروا الاقليم خوفا من العنف الصربي أو التهديدات من قبل الشرطة والقوات الصربية, ولم يقل أي شخص ممن تم استجوابهم أنهم فروا بسبب قصف حلف شمال الأطلنطي (الناتو).
ويقول ألين كيلر وهو أحد الأطباء الذين شاركوا في المسح إن حملة الارهاب والخوف المنهجية كانت شاملة بصورة جعلتها غير عادية على نحو مريع .
خروج جماعي للصرب يتواكب
مع انسحاب القوات اليوغوسلافية
وفي جنيف أعلنت منظمات الاغاثة أن أكثر من 23 ألف صربي مدني غادروا كوسوفا منذ بدء انتشار قوات حفظ السلام الدولية (كي - فور) في الاقليم يوم السبت الماضي خوفا من انتقام اللاجئين العائدين منهم بسبب ما أصابهم وأصاب ذويهم منهم ومن الجنود الصرب!.
وأبلغت جوديث كومين المتحدثة بامس المفوض السامي لشؤون اللاجئين الصحفيين في جنيف أن 13,300 صربي قد اجتازوا نقطة روزاي لعبور الحدود إلى مونتنيجرو (الجبل الأسود) خلال الأيام الخمسة الماضية فقط.
وصرحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف أن أكثر من 10,000 من صرب كوسوفا قد فروا إلى مناطق صربية أخرى.
المفوضية العليا لا يمكنها ضمان سلامة الصرب
وأكدت كومين على أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لا يمكنها ضمان سلامة الصرب في كوسوفا، قائلة أن ذلك من مهام قوت (كي - فور) التي لم تنتشر في الاقليم بأكمله بعد.
وأبلغ العديد من الصرب الفارين موظفي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنهم يعتزمون العودة إلى الاقليم بمجرد أن يتحسن الموقف الأمني.
اللاجئون الألبان عبروا الحدود إلى وطنهم
وعبر 300 عرقي ألباني الحدود من مقدونيا إلى كوسوفا كما عبر نفس العدد تقريبا من ألبانيا في طريق عودتهم إلى منازلهم متجاهلين تحذيرات قوات (كي - فور) والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
بدء برامج عودة اللاجئين الكوسوفيين
عقد المكتب التنفيذي للجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا في تيرانا أمس اجتماعه التحضيري لبرامج عودة اللاجئين الكوسوفيين إلى اقليم كوسوفا بمشاركة العديد من الهيئات والمنظمات العاملة في مجال الإغاثة وذلك في فندق ديبلومات في العاصمة الألبانية تيرانا.
وأوضح المدير التنفيذي لمكتب اللجنة الميداني المهندس وائل جليدان أن الاجتماع يأتي في إطار نشاطات اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفا المكثفة للعمل على إعادة اللاجئين الكوسوفيين إلى بلادهم بأقصر وقت ممكن في ظل خدمات ميسرة وجهود مهيأة وتلافيا لأي معوقات أو صعوبات وفق النظم المعمول بها دوليا في مثل هذه الظروف.
وأشار إلى أنه يشارك في الاجتماع لبرامج عودة اللاجئين عدد من الشخصيات الكوسوفية والألبانية المتخصصة وعدد من المشرفين على الأعمال الإغاثية في المنظمات والهيئات والمؤسسات التي تعمل في الساحة.
وبين أن اللجنة السعودية المشتركة تعمل على بناء جسور داخلية تسير من خلالها أعمالها في برامج إعادة اللاجئين من خلال وضع تصورات على المستويات الصحية والاجتماعية والإغاثية.
واشتمل الاجتماع على كلمة افتتاحية ثم جلسات تناولت كلمة لمنظمي الاجتماع وبعدها كلمة تشرح البعد التاريخي والجغرافي للقضية، وبعد ذلك البعد الاجتماعي والثقافي للقضية وجلسة حول الجوانب الصحية والطبية للقضية والجلسة الرابعة عن التطورات الحالية.
وقد حضر الاجتماع القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في تيرانا الأستاذ صالح عبداللطيف.
بريطانيا توقف الرحلات الجوية
للاجئين من كوسوفا
وفي لندن ذكر وزير الداخلية البريطاني جاك سترو امس الأربعاء أن الحكومة البريطانية سوف توقف المزيد من الرحلات الجوية التي تنقل اللاجئين من معسكراتهم إلى بريطانيا بعد قبولها أربعة آلاف من لاجئي كوسوفا.
وقال سترو ان اللاجئين الأربعة آلاف بالإضافة إلى الألبان العرقيين الذين قدموا إلى بريطانيا قبل اندلاع الحرب وعددهم عشرة آلاف سيسمح لهم بالبقاء في بريطانيا لمدة اثني عشر شهرا أخرى.
أمل في أن يعودوا إلى وطنهم كوسوفا
وقال: إن الحكومة تأمل في أن يعود غالبية اللاجئين الذين أتوا إلى البلاد على متن رحلات نظمت بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وطنهم.
وقال الوزير ان اجراءات منح حق اللجوء للعشرة آلاف المتبقين من ألبان كوسوفا سوف تعلق بشكل مؤقت.
إبراهيم روغوفا مستعد للعودة إلى كوسوفا
وفي جنيف أيضا أعلن ابراهيم روغوفا الزعيم المعتدل لألبان كوسوفا أنه سيعود إلى كوسوفا في الأيام المقبلة وطلب من مقاتلي جيش تحرير كوسوفا عدم تهديد السلام.
وفي تصريح للتلفزيون السويسري في ختام لقاء مع وزير الخارجية السويسري جوزف دايس قال: سأعود في الأيام المقبلة, وأضاف إن الموعد الدقيق لعودته سيتقرر مع الجهات الموجودة في كوسوفا.
اتهم جيش تحرير كوسوفا
بتهديد اتفاق السلام
وقد غادر روغوفا الذي بقي في بريشتينا بعد بدء الغارات العسكرية لحلف شمال الأطلسي في يوغوسلافيا، كوسوفا مع عائلته إلى إيطاليا بعد أسابيع من العملية.
وردا على سؤال عما إذا كان جيش تحرير كوسوفا يهدد اتفاقات السلام المبرمة أجاب رغوفا قائلا نعم: إنه يهددها.
وقال اطلب من جيش تحرير كوسوفا أن يتعاون مع الحلف الأطلسي ويتقبل أوامره, وأشار إلى أن الأطلسي هو هناك من أجلنا متمنيا العودة السريعة للزعماء السياسيين لإعادة تنظيم الحياة, ومساعدة الحلف الأطلسي في عمله.
وتنص اتفاقات السلام على النزع التام لسلاح جيش تحرير كوسوفا وبقاء كوسوفا في إطار جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية.
من جهة أخرى اعتبر روغوفا النداء الذي وجهته الكنيسة الأورثوذكسية إلى الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش للاستقالة بأنه عقلاني.
وأخيرا اعتبر روغوفا أن البان كوسوفا ادركوا لماذا وافق على الاجتماع مع ميلوسيفتيش خلال الحرب, وقال كنت في قبضة الأمن الصربي.
محادثات بين الحلف الأطلسي
وجيش تحرير كوسوفا لنزع أسلحة
وفي واشنطن صرح قائد الكتيبة الأمريكية في قوة حفظ السلام في كسوفا الجنرال جون برادوك مساء أمس الأول أن حلف شمال الأطلسي وجيش تحرير كوسوفا يجريان محادثات تهدف إلى تحديد طرق نزع أسلحة المقاتلين الانفصاليين الألبان في الاقليم.
وعبر الجنرال برادوك الذي كان يرد من سكوبي في مقدونيا على أسئلة صحافيين في وزارة الدفاع الأمريكية عن أمله في أن تؤدي هذه المحادثات إلى اتفاق في وقت قريب جدا.
وأضاف أن عسكريي قوة حفظ السلام لم يتلقوا حتى الآن أوامر بتجريد مقاتلي جيش تحرير كوسوفا من أسلحتهم بطريقة منهجية ولكن فقط عندما يتعلق الأمر بتجنب وضع يهدد بالانفجاروأكد الجنرال الأمريكي نحن لا نريد وجود جيش تحرير كوسوفا مسلحا بجانب الصرب الذين ينسحبون من الاقليم,وأضاف سواء كان الأمر يتعلق بصربي أو مقاتل من جيش تحرير كوسوفا أو أي كان، لا يمكننا أن نترك الوضع بدون سيطرة ازاء عمليات عدوانية محتملة أو نوايا عدوانية محتملة.
جيش تحرير كوسوفا يدعو
الشعب الألباني للانخراط في صفوفه
تمكنت قوة من جيش تحرير كوسوفا من دخول بريشتينا واتخذت لها موقعا بها، وقوبلت بترحيب شديد من قبل الكوسوفيين المتواجدين بالعاصمة الذين اطلقوا حمامات السلام تعبيرا عن فرحتهم.
ودعا جيش تحرير كوسوفا الشعب الألباني للانضمام للجيش وتطهير الأرض الألبانية من البربرية الصربية مؤكدا أن كوسوفا تحتاج لدماء وأرواح أبنائها,, وأهاب بكل الذين تتراوح أعمارهم بين 18-50 عاما للالتحاق بالمعسكرات لتلقي دورات تدريبية والانضمام للمقاومة، وناشد المجتمع الدولي لتقديم الدعم للجيش لتمكينه من الدفاع عن أراضيه.
من جهتها وفيما طالبت قوات حفظ السلام الدولية التي بدأت في الانتشار بكوسوفا، القوات الصربية بالانسحاب من كوسوفا في الموعد المحدد.
من جهة ثانية أكد قادة الناتو عدم وجود أية اتجاه لتقسيم كوسوفا أو ترك القوات الروسية للانفراد بقطاع محدد مبينين أن القوات الروسية ستكون تحت امرة قوات حفظ السلام، ومن جهته طالب رئيس الوزراء الروسي بمنح روسيا دورا فاعلا للمساهمة في حفظ السلام في كوسوفا.
انسحاب القوات الصربية
يتم وفقا للجدول المقرر
على صعيد آخر قال متحدث باسم منظمة حلف شمال الأطلنطي (الناتو):- ان القوات والشرطة الخاصة الصربية تواصل انسحابها من القطاع الجنوبي لاقليم كوسوفا ومن المتوقع أن يستكمل الانسحاب بحلول الموعد النهائي المحدد لذلك عند منتصف ليلة الثلاثاء أول أمس والأربعاء (أمس).
من ناحية أخرى عثر جنود الناتو الذين وصلوا إلى كوسوفا على المزيد من جثث العرقيين الألبان الذين من الواضح أنهم ذبحوا، فيما اعتقل الجنود البريطانيون في قوة (كي - فور) لحفظ السلام خمسة من أفراد جيش تحرير كوسوفا عقب اشتباك مسلح أسفر عن مقتل شخص صربي.
وقال جيمي شيا المتحدث باسم الناتو في مؤتمر صحفي في بروكسل بشأن الصرب المغادرين توجد مشكلات في النقل واختناقات مرورية ولكننا نعتقد بصفة أساسية أن الجانب الصربي يسعى للوفاء بشروط الاتفاق.
وفي بريشتينا أكد الليفتنانت كولونيل روبين كليفورد المتحدث باسم الحلف أنه حتى إذا كان هناك تأخير فإنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق، مشيرا إلى أن العنصر الحاسم هو أنه يجب ألا يكون هناك فراغ أمني بين مغادرة القوات الصربية ووصول جنود الناتو.
طوابير الدبابات والقوات
اليوغوسلافية تغادر بريشتينا
من ناحية أخرى أعلن المسؤولون بحلف شمال الأطلنطي (الناتو) أن القوات اليوغوسلافية يبدو أنها ستوفي بتعهداتها في الانسحاب حسب الموعد المتفق عليه من جنوب كوسوفا وبريشتينا.
وقالت شبكة سي إن إن الاخبارية الأمريكية صباح أمس أن طوابير من الدبابات والقوات اليوغوسلافية شوهدت صباح أمس وهي تغادر العاصمة بريشتينا للخروج من كوسوفا.
وأشار مسؤول بريطاني الذي تشرف بلاده على القطاع رقم واحد ومن بينها بريشتينا إلى أن جميع القوات اليوغوسلافية ستغادر بحلول الليلة هذا القطاع بما فيها العاصمة.
وحسبما ذكرت الشبكة فإن انسحاب القوات اليوغوسلافية تزامن مع مغادرة الآلاف من المدنيين من الصرب لمنازلهم خشية الانتقام من المواطنين الألبان.
وأشارت الشبكة إلى أن التوتر لا يزال يخيم على معظم أنحاء كوسوفا نتيجة لانتشار أعمال العنف في الشوارع فيما يدعي الصرب أنهم تعرضوا لأعمال عنف من جانب المواطنين الألبان.
وكان اثنان من الألبان قد لقيا مصرعهما في بريشتينا وجرح آخران في أعمال عنف متزايدة في العاصمة وفي حادث آخر اطلق احد القناصة النار على شاب ألباني فأرداه قتيلا.
تمديد مهلة إنسحاب
الصرب من جنوب كوسوفا
وفي بريشتينا وافق حلف شمال الأطلسي على طلب يوغوسلافيا تمديد مهلة انسحاب القوات الصربية من مناطق في اقليم كوسوفا 24 ساعة.
وقال اللفتنانت كولونيل روبن كليفورد المتحدث باسم الحلف ان جنرالات الحلف يرون أن يوغوسلافيا تبذل جهودا صادقة للالتزام بالجدول الزمني للانسحاب لكن موجات اللاجئين العائدين وعوامل أخرى عطلت الانسحاب الصربي.
وبناء على ذلك قرر اللفتنانت جنرال مايك جاكسون قائد قوات حفظ السلام في كوسوفا التي يهيمن عليها الحلف مد مهلة الانسحاب حتى منتصف ليل الأربعاء بدلا من منتصف ليل الثلاثاء بالنسبة للقوات الصربية المتمركزة في بريزرن ثاني أكبر مدن كوسوفا.
وصرح كليفورد بان قوات الجيش والشرطة الصربية التزمت بشروط الانسحاب الأخرى خلال الليل من مناطق أخرى بما في ذلك بريشتينا عاصمة الاقليم بموجب مرحلة الانسحاب الأولى في الاتفاق المبرم بين الحلف ويوغوسلافيا.
وبدت شوارع بريشتينا متوترة لكن هادئة في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء.
ووقعت حوادث عنف متفرقة في الاقليم اليوغوسلافي أمس الأول الثلاثاء مع تدفق اللاجئين الألبان عائدين إلى ديارهم من الدول المجاورة وهرب المدنيين الصرب خوفا من هجمات انتقامية.
رسائل من ديميريل لقادة أمريكا وأوروبا
وفي أنقرة بعث الرئيس التركي سليمان ديميريل برسائل إلى قادة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا للتأكيد على رغبة بلاده في أن يكون لها دور نشط في التطورات السياسية وأن تساهم بفاعلية في المهام العسكرية والإنسانية في كوسوفا.
في الوقت نفسه توقع وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم نشر الوحدة التركية المشاركة في قوة حفظ السلام والاستقرار في كوسوفا (كي - فور) خلال الأيام القادمة.
ورجح جيم الذي كان يتحدث أمام برلمان بلاده إن يتم نشر الوحدة التركية في إطار قوة تركية أمريكية مشتركة في شرقي كوسوفا وفي منطقة تقع في محيط العاصمة بريشتينا.
وأشار جيم إلى أنه سيتم ارسال لجنة فنية من وزارات مختلفة لتحديد احتياجات أبناء كوسوفا وبخاصة الأقلية التركية هناك, كما سيتم إعادة فتح السفارة التركية في بلجراد بنهاية الشهر الحالي,وأوضح جيم ان وزارته تكثف اتصالاتها حاليا مع مسؤولي الناتو ومع ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة المختص بقضية كوسوفا.
وأشار إلى أنه سوف يكون لتركيا على الأرجح رأي في صياغة الحل السياسي لمستقبل كوسوفا,, كما توقع جيم أن يكون للشركات التركية دور مهم على الصعيد الاقتصادي في عمليات إعادة تعمير كوسوفا خاصة في ظل اعتزام تركيا تدعيم الصندوق الذي سيتم تأسيسه لاعادة إعمار كوسوفا.
الجيش اليوغوسلافي أسقط
61 طائرة للحلف الأطلسي
وفي بلغراد زعم رئيس أركان الجيش اليوغوسلافي الجنرال دراغوليوب أويدانيتش مساء أول أمس في مناسبة يوم الجيش الذي احتفل به أمس الأربعاء 16 يونيو ان الجيش اليوغوسلافي أسقط 61 طائرة لحلف شمال الأطلسي.
وقال الجنرال اويدانيتش خلال احتفال نقل وقائعه التلفزيون وشارك فيه الرئيس سلوبودان ميلوسيفتش على ضآلة معداتنا نجحنا في تكبيد الطيران المعادي خسائر غير متوقعة باسقاط 61 طائرة، و30 طائرة بدون طيار و7 مروحيات و238 صروخا عابرا.
وأضاف بفضل مناورات تكتيكية واستراتيجية بارعة وبفضل قيادة فعالة نجحنا في الحفاظ على رجالنا ومواردنا الحربية التقنية والمادية مؤكدا أن الحلف الأطلسي كان متفوقا 37 مرة عسكريا وتقنيا على يوغوسلافيا.
وأعلن ان الحلف الأطلسي استخدم ضد يوغوسلافيا أحدث الطائرات التي نفذت غاراتها على ارتفاع 20 ألف متر وان صواريخ عابرة اطلقت من أماكن تبعد آلاف الكيلومترات.
وأوضح الجنرال اويدانيتش ان 1200 طائرة للحلف الأطلسي منها 850 طائرة مقاتلة قامت ب26300 عملية تحليق فيما اطلق ألف صاروخ عابر و2900 قنبلة وقذائف أخرى.
وأشار إلى أن طيران الأطلسي نفذ 2300 غارة على 995 هدفا في يوغوسلافيا ألقيت عليها 21700 طن من المتفجرات المدمرة.
والجنرال اويدانيتش هو من بين المسؤولين اليوغوسلافيين الخمسة بمن فيهم الرئيس ميلوسيفيتش الذين وجهت لهم محكمة الجزاء الدولية من أجل يوغوسلافيا في أواخر مايو الماضي تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في كوسوفا.
|