عزيزتي الجزيرة
الحركة فيها بركة، كما تقول الحكمة الشعبية، فلقد تابعنا تلك التحركات المكثفة لقادتنا تجاه العالم الخارجي على كل صعيد, فبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين رأينا ولي العهد الأمين في زيارات متتالية لعدد كبير من بلاد العالم، فمن جولته حول الكرة الارضية والتي قادته غربا عبر اوروبا الى الولايات المتحدة التي قطعها من شرقها لغربها ثم الى الصين ودول شرق آسيا وجنوبها، الى جولته الاخيرة في افريقيا واوروبا والشرق الاوسط، حمل الامير عبدالله رسالة حضارية شاملة عنا الى العالم، وقاد وفودا كبيرة سياسية واقتصادية وعلمية لتوطيد جسور التعاون مع بلدان تملك تأثيرا على القرار الدولي ولنا فيها مصالح عديدة يمكن بتنميتها تحقيق ارباح وطنية عظيمة, كما رأينا النائب الثاني، الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في جولات مماثلة حمل فيها رسالة الوطن والامة ومصالحها الى العديد من البلدان في آسيا واوروبا والشرق الاوسط، لعل من اهمها زيارته التاريخية للشقيقة المسلمة ايران، والتي اثمرت عن تطوير شراكتنا الاستراتيجية معها في جميع المجالات الاقتصادية والعلمية والبترولية والتمهيد للزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الايراني محمد خاتمي ردا على زيارة سابقة لولي العهد الامين لايران خلال المؤتمر الاسلامي الاخير في طهران, وتابعنا بكثير اهتمام جولات الامير سلمان بن عبدالعزيز في آسيا لاستكشاف وتعميق اواصر التفاهم والتعاون المشترك مع بلدان وشعوب عظيمة بحجم الصين واليابان وباكستان، وما تعودناه من نشاط وزير خارجيتنا الامير سعود الفيصل ضمن الاتصالات المستمرة من خلال الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاسلامية والعربية وعلى مستوى دول العالم، وكذا نشاط سفيرنا الأمير بندر بن سلطان في افريقيا والصين والتي اثمرت مؤخرا - برعاية من قيادتنا - عن موافقة الحكومة الليبية على تسليم المتهمين في قضية لوكربي وبالتالي فك عزلة هذا البلد العربي الشقيق بعد سنوات ثقيلة ومكلفة من المقاطعة الاقتصادية الدولية له, كما لحظنا تحركات وزير بترولنا الاستاذ علي النعيمي التي قادته الى جميع البلدان المنتجة للنفط واثمرت عن رفع سعر البترول بنسبة 50% خلال أشهر والى العديد من البلدان المستهلكة للنفط واثمرت عن مزيد من العقود القصيرة والطويلة الامد والاستثمارات البترولية والبتروكيميائية في هذه البلدان وفي بلادنا اضف الى ذلك نشاط سفيرنا في لندنا واديبنا وشاعرنا الدكتور غازي القصيبي والتي نأمل ان يتوجها الله سبحانه وتعالى باختياره في المنصب الدولي الهام كأمين عام لمنظمة الأمم المتحدة للتعليم والثقافة والعلوم اليونسكو .
وهنا في الولايات المتحدة، حظينا مؤخرا بالعديد من هذه الزيارات ولمسنا عن قرب آثارها المنفعية الكبيرة, وفي كل زيارة يحرص قادتنا على الاجتماع بابنائهم الطلاب السعوديين والاستماع اليهم ونقل تحيات خادم الحرمين الشريفين وتقديره لهم وحرصه عليهم, ومثل هذه اللقاءات لها اثر حميد في نفوس شبابنا وتكريس لتواصلهم مع الوطن ممثلا في قادته وتشجيع كبير لهم في دراساتهم وطموحاتهم لخدمة دينهم وامتهم وبلادهم, ففي زيارته الاخيرة للولايات المتحدة حرص ولي العهد الامين على الاجتماع بابنائه الطلاب على مستوى الولايات المتحدة كلها والاجابة على جميع تساؤلاتهم واستفساراتهم والانصات الى همومهم واحتياجاتهم ونصحهم وتوجيههم ليكونوا خير دعاة لدينهم وممثلين لامتهم وسفراء لوطنهم,
وكان آخر هذه الزيارات تلك التي قام بها في الاسابيع الماضية للولايات المتحدة وكندا وفد علمي كبير من مديري الجامعات السعودية يقوده وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وعدد من مسئولي الوزارة وخلال هذه الزيارة الهامة قام الوفد بالتنقل بين احدى عشرة ولاية امريكية، بمعدل وصل الى ولاية في كل يوم، التقى فيها بمديري وعمداء واساتذة الجامعات والاكاديميات الامريكية لتبادل وجهات النظر في سبيل تطوير التعاون العلمي بين البلدين وتوقيع اتفاقيات هامة تشمل برامج طويلة المدى لتبادل الطلاب والاساتذة والخبرات والمشاركة في البحث العلمي, هذه الحركة النشطة في مجال التعاون الدولي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية من شأنها بالاضافة الى التقريب بين الشعوب والدول، تنشيط الدعوة الاسلامية، وفتح الاسواق الدولية لمنتجاتنا الصناعية والزراعية والبترولية، وفرض هيبة وفعالية الحضور السعودي في كل المحافل الدولية، وتكريس مكانة المملكة الدولية وزعامتها العربية والاسلامية وتقديم صورة مشرفة عن ثقافتنا واسهاماتنا الحضارية ودورنا في خدمة السلام والتعاون والامن الدولي.
وفق الله هذه البلاد وقيادتها الراشدة الى ما فيه نصرة الدين وخير الامة والوطن.