مستغلة هاجس الجمال والرشاقة لدى المستهلك الأغذية الطبيعية,, وعودة إلى الطبيعة المصنعة |
* تحقيق : عبدالله بن ربيعان
** الصحة تاج على رؤوس الاصحاء والجمال هبة من خالق السماء ولكن كيف السبيل لتحصيل الصحة الجيدة والقوام الرشيق ونحن نكسل عن اداء الرياضة ولا نستطيع ان نحرم انفسنا مما لذ وطاب بما تزخر به موائدنا العامرة من اصناف اللحوم والدهون والحلويات كما ان الجمال بالنسبة لنا شيء مهم ولذلك فنحن عادة (ما نزوق) انفسنا لنبدو اكثر جمالا فنحن نريد ان نكون في جمال يوسف وفي رشاقة سعيد عويطه ابان مجده الغابر ولأننا نخاف استخدام الكيماويات فقد اطل علينا الفرج - ففي اسواقنا الان تنتشر المحلات التي تبيع كل شيء طبيعي من شامبوهات ومساحيق للتجميل وكريمات وفيتامينات كل منها حتى تشبع ولا تخف لها ضررا - بحسب ادعاء باعتها والعهدة عليهم بالطبع - واذا لم نستخدمها فنحن ينقصنا الوعي الصحي عدسة (الجزيرة) ومحررها انتقلا الى زيارة هذه المحلات واستطلعت آراء اصحابها عن الموضوع ثم ثنت برأي اخصائي تغذية له علاقة بالموضوع فهاكم مايلي من حوارات:
الفكرة مقتبسة من أمريكا
كان لقاؤنا الاول مع الاستاذ احمد الدبيخي مدير عام محلات اوسيس )Oasis( الذي سألناه عن بداية الفكرة وكيف كان تقبل المستهلك السعودي لهذه المنتجات فقال: هذه المحلات موجودة بكثرة في امريكا حيث انتشرت هناك في الستينات الميلادية وتجد هذه الاكشاك الآن بكثرة في الحي الواحد والشارع الواحد وهي ما يعرف هناك بمحلات ال(Health Food Store) ولابد لمن يريد انتاج هذه الاطعمة او الفيتامينات من ان يحصل على شهادة من منظمة الاورقانيك Organic (حيوي عضوي) وهذه الشهادة لا تعطيها المنظمة الا بعد فحص التربة والمياه ونوعية الانتاج ومن ثم تعطى الشهادة لصاحب المزرعة مع استمرار الرقابة عليه حيث يجب ألا يخضع النبات الى اي سماد كيماوي او رش مبيدات كيماوية عليه اسمدة او لقتل الحشرات او غيرها وهنا استوقفته متسائلا: وكيف يمكن القضاء على الحشرات التي تسبب تلفا للنباتات؟ فقال: هذه تتم بطريقة مطورة وحديثة وهي القضاء على الحشرات بحشرات اخرى تتغذى عليها دون ان تتلف النبات، اي القضاء على الحشرات بحشرات مضادة دون استخدام للاسمدة الكيماوية، ويستمر الدبيخي قائلا: انه شاهد هذه المحلات في امريكا بكثرة فاراد ان ينقل الفكرة للسوق السعودية فكانت بداية العمل في استيراد هذه المواد الطبيعية منذ عام 1413ه اي منذ حوالي سبع سنوات وكفكرة جديدة لم يكن استقبال المستهلك لها كبيرا او بكلام اصح لم يكن مهيأ لاستقبالها واقتصر الاقبال على اشخاص يتمتعون بوعي صحي كبير عرفوا فوائد هذه الاطعمة او الدهون والالبان وغيرها ولكن وبمرور الوقت ومع دخول الناس للمحل ولو للاستطلاع وعندما نحدثهم عن هذه المواد وفوائدها وبعضهم يأتينا عبر نصائح اطباء التغذية الا ان الاقبال على المواد الغذائية كان قليلا حيث يعتقد الناس ان اي شيء على شكل حبوب هو دواء وهذا بالطبع عائد لنقص الوعي الصحي لدى العامة ,, اما اكثر الشراء فهو من الكريمات والزيوت والشامبوهات حيث يشتريها الناس من باب اذا لم تنفع فلن تضر.
بين التجارة والصحة
* هل يتم استيراد هذه الاطعمة والفيتامينات والشامبوهات وغيرها كمواد تجارية او صحية ومن له حق اعطاء التصريح بدخولها للسوق السعودية؟ وما هي العوائق في استيرادها؟
- يجيب الاستاذ الدبيخي تنقسم الانواع التي نبيعها الى نوعين منها ما هو تجاري وهذا يشمل الاطعمة كالمكرونة والحليب والمعلبات بالاضافة الى الشامبوهات وانواع الزيوت والدهون وهذه تتبع لوزارة التجارة بصفتها مواد تجارية يجب ان تكون مطابقة لهيئة المواصفات والمقاييس السعودية لتحصل على تصريح دخول للسوق السعودية وهنا يعارضنا بعض العوائق منها مثلا طلب وزارة التجارة اعطاءها اسماء المركبات الداخلة في صناعة هذه المواد وطبعا المصنع لن يرضى بذلك لانها سر الصنعة بالنسبة له وليس من السهولة اعطاؤها لمن طلبها كما تشترط التجارة وضع ملصقات خاصة بشكل معين على العلبة وهذا يجعلنا ندخل في صدام مع المصنع لانه اي المصنع يشترط اخذ كميات كبيرة وهائلة حتى يخصص خط انتاج كامل لنا حسب المواصفات التي تطلبها التجارة ونحن كل استيرادنا خمسة او عشرة كراتين فقط ولكننا تغلبنا على هذه المشكلة بان طبعنا الملصقات هنا ونرسلها للمصنع الذي يشغل عمالة اضافية للصق هذه الاوراق على العلب وطبعا كل هذا على حسابنا وتكلفة اضافية بالنسبة لنا, اما النوع الثاني وهو الفيتامينات فالتصريح له يتم عن طريق وزارة الصحة.
الأصباغ والمواد الحافظة
* إذا كان كل ما تبيعونه هو طبيعي من زراعته وانتاجه الى تعبئته وتسويقه وبيعه فماذا تقول عن الالوان والنكهات والمواد الحافظة أليست مركبات كيمياوية؟
- الدبيخي لا ليست مركبات كيماوية وكما ذكرت سابقا ان شهادات منظمة )Organic( لا تعطى الا لما هو طبيعي 100% مع الرقابة المشددة على الانتاج وطريقة التغليف والتعبئة واما الالوان المستخدمة فهي مستخرجة من الطماطم والبنجر والسبانخ وغيرها من الخضراوات، بمعنى انها طبيعية بالكامل، ومع علم التجارة بذلك فهي ترفض اعطاءنا شهادة بأن هذه المواد طبيعية، ونكتفي الان بكتابة الرمز والرقم )E 140( وهو رمز مشترك للالوان الطبيعي منها والاصطناعي.
ليست بديلاً عن الأطعمة المعتادة
* شاهدت لديكم بعض الفيتامينات التي تحتوي على 28 نوعا من الخضار والفواكه فهل تعتقد ان هذه الحبة وجبة كاملة تكفي الشخص عند تناول الطعام المعتاد ثم لماذا لا يتم زراعة هذه الخضر والفواكه في المملكة بما يخفض تكلفة استيرادها وبالتالي انخفاض اسعارها المرتفعة جدا؟
- الاستاذ الدبيخي لا لن ياتي اليوم الذي تصبح فيه وجبة الشخص حبة وكاس ماء فقط ولكن كما ذكرت سابقا هذه الفيتامينات أطعمة مساندة تعطي الجسم ما ينقصه من مختلف الفيتامينات ولن تغني عن الطعام المعتاد اما عن زراعة هذه الخضار والفواكه محليا فبدأنا الان تجربة بسيطة ومتواضعة بمرزعة شمال الرياض تم اختيار التربة ومدى مناسبتها وتحليل المياه للتأكد من نسبة الملوحة فيها بالتعاون مع وزارة الزراعة وكلية الزراعة بجامعة الملك سعود وهي تجربة قد تقود الى تجارب اخرى وقد تتوسع زراعة الخضار والفواكه الطبيعية في حالة نجاحها.
اما الاسعار فأنا اعترف ان ما نبيعه غال نوعا ما مقارنة بالمنتجات الاخرى سواء في الاطعمة أو الفيتامينات او الشامبوهات ولكن لان اسعارها عالميا بهذا الشكل لان تكلفة انتاجها كبيرة فالاسعار مرتفعة ولكن هذا لا يمنع بأن من يملك الوعي الصحي يقدم على شرائها وستنخفض الاسعار متى انتشر الوعي وادرك الناس مضار الكيماويات المضافة للاطعمة التي تباع الآن في الاسواق مع ضررها على الصحة.
طبيعي أي لا حيواني ولا بترولي
وفي مكان آخر نلتقي الاستاذ فهمي علوي مدير معارض Body Care المتخصصة في بيع الدهانات وادوات التجميل والشامبوهات والكريمات الطبيعية حيث يقول لنا في السوق السعودي اكثر من تسع سنوات ونوزع ايضا في دبي والكويت وقطر ونحن وكلاء لاكثر من 11 شركة عالمية منتجة لهذه الكريمات والشامبوهات وادوات التجميل الطبيعية.
* تركزون على كلمة (طبيعي) وكل يدعي ان ما لديه طبيعي فماذا تعنون بالطبيعي وكيف يتأكد المستهلك من صدق هذا الكلام؟
- الاستاذ فهمي: معنى طبيعي انها لا حيواني ولا من مشتقات البترول بل هي اعشاب مستخلصة بتركيب معين وبتركيز معين جمعت داخل هذه العبوة وتم اختبارها والتأكد من جودتها والشركات العالمية العاملة في هذا المجال لها خبرات كبيرة تصل الثلاثين عاما، كما يستطيع المستهلك ان يثق من خلال مطابقة المنتج للمواصفات والمقاييس السعودية فنحن نجري لها اختبارات على حسابنا في بلدها تكلف اكثر من 20 الف دولار في مختبرات مستقلة واختبار خلوها من لحم الخنزير والكحول والحيوانات وهذه المطابقة ما يعطي المستهلك الثقة في منتجاتها.
منتجات مقلدة
* ماذا ينقصكم للانتشار في السوق بشكل اكبر وهل دخلتم في منافسة مع المنتجات التي تتركز في السوق وتستأثر بحصة كبيرة فيه نتيجة قدمها في السوق ورخص اسعارها مقارنة بما تعرضونه انتم؟
- نعترف اننا نحتاج الى دعاية اكبر والى تعريف المستهلك بما عندنا من المنتجات فمن يأتينا الآن اكثرهم من المتعلمين والاشخاص الذين سافروا وشاهدوا هذه المنتجات وجربوها وطبعا اذا تكلمنا عن الاسعار فالمسالة محسومة لصالح غيرنا اما من لديه الوعي الصحي ويحرص على الجودة فنحن نثق من ولائه لما نبيع من منتجات وتكلفة انتاج المركبات الطبيعية اكبر من غيرها ولكن المشكلة التي نعاني منها هي في دخول منتجات مقلدة للمنتجات الطبيعية دخلت الى السوق السعودية عن طريق اشخاص ادخلوها معهم كاستعمال شخصي واغرقوا الاسواق ولست افهم كيف يسمح لشخص بادخال عشرة كراتين او اكثر يحتوي الواحد منها على 12 او 24 علبة بصفة استعمال شخصي.
لن تكفينا الموارد
وللاستاذ بدر الهزاع استاذ الادارة العامة بمعهد الادارة بالرياض رأي حول الموضوع حيث يقول:
نعلم بداية ضرر المواد الكيماوية والاسمدة والمبيدات المستخدمة في رش النباتات على الصحة ولكنها في رأيي شرٌّ لابد منه فهي وان كانت مضرة على الصحة الا انها لها فائدتها في زيادة المحصول وكبر حجمه وخلوه من الامراض وزيادة المحصول مهمة للفلاح ومهمة ايضا لنا كمستهلكين ولو تخلينا عن رش المزراع بهذه المبيدات لكان الانتاج اقل من مستواه الحالي وهذا له تاثيره على الموارد فلا يمكن في يوم من الايام ان تكون هذه المنتجات الطبيعية بديلا عن الزراعة الحالية كما انه وبحسب كلام الاطباء ومتخصصي الاغذية فان تجفيف النبات واستخلاصه وتعليبه يفقده كثيرا من قيمته الغذائية الى ذلك يعتبر نقص الوعي مشكلة فالكثير من الناس لا يدري كم يحتاج جسمه من السعرات الحرارية ولاحجم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم وهذا شيء بدهي لان جميع الناس ليسوا اخصائيي تغذية كما ان وسائل الاعلام درجت على تخويف الناس من الطعام فالدجاج فيه كذا والبقر مصاب بمرض كذا والغنم تسبب داء كذا، فالشخص يقع في حيرة فهو لا يستطيع ان يصوم الدهر وما هو متوافر امامه من الغذاء يسبب المرض فاعتقد ان وسائل الاعلام يجب ان تعيد النظر في نشر مثل هذه الابحاث.
باعة جهلة
نقطة اخرى احب ان اشير لها وهي ان الشخص عند زيارته لهذه المحلات يجد ان الباعة فيها يجهلون ما يبيعون فليسوا من المتخصصين وانما يحاولون استدراج المستهلك للشراء وبانه لو اكل كل ما عندهم فلا خوف عليه وهذا خطأ آخر فالمنطق ان الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده ولكن ما هو الحد اللازم هنا نعود لقضية الوعي ودور وسائل الاعلام في هذا الباب كبيرفي تثقيف الناس وليس تخويفهم.
بالاضافة الى ان هذه المواد مرتفعة الثمن مقارنة بغيرها من الاطعمة المتوافرة في السوق وهذا يزيد من الاعباء على المستهلك ويجعله لا يحاول زيارة هذه الاسواق ولا معرفة ما تبيعه لانها في نظره من الكماليات وترف لا لزوم له.
ولان للرأي الطبي اهميته في هذا الموضوع كان لنا لقاء مع الدكتور نصير شاكر اخصائي تغذية بمستشفى التأمينات الاجتماعية حيث يقول:
قد كان الانسان ولايزال يبحث عن القوة وزيادة الشباب والطاقة في كل مراحل حياته لذلك اتجه الجميع لهذه المنتجات وكبرت الافكار والصناعات رغبة في ايجاد الافضل وزادت نسبة البحوث وبدأت تبعث كثيرا من الافكار كانت مستعملة سابقا وكثيراً من المنتجات كانت مطمورة خصوصا ان كثيراً من الناس قد يئس من الطب الحديث في بعض الاحيان التي وقف بها عاجزا عن معالجة بعض الحالات مثل الشيخوخة والهرم والسرطان وغيرها من الامراض المزمنة.
وقد بدأت هذه الظاهرة بالازدياد الى حد يجعلنا نتساءل لماذا يلجأ الانسان الى مثل هذه المغذيات (فيتامينات واملاح) وللجواب على هذه التساؤلات نرى ان من اهم الاسباب هو التقدم العلمي السريع الذي شجع على تصنيع وتوفير هذه المركبات حيث يكون سعرها في كثير من الاحيان ارخص من المنتوج الطبيعي غير المصنع.
كذلك ازدياد حاجة الانسان بسبب تسارع الحياة وزيادة اعبائها الجسمية والنفسية والمحيطية كلها ادت الى النقص الكثير في المغذيات لذا وجب تعويضها بواسطة الحبوب المصنعة.
زيادة وظهور امراض جديدة مثل الامراض المزمنة والعلل المستعصية أوجبت على الانسان ايجاد سبل اخرى لتقوية مقاومة الامراض.
حيث ان كثيرا من الفيتامينات والاملاح ضرورية لعلاج نقص في مخزون الجسم او تستخدم لتدعيم الغذاء اليومي ولمنع النقص الذي يحصل.
لذلك هناك حالات عدة ينصح فيها بوصف الفيتامينات والاملاح في جسم الانسان في صورتها الكيماوية النقية.
الحالات التي توصف فيها المغذيات
فمثلا اذا كان هناك سبب مباشر لنقص المغذيات مثل الفقر المدقع او الامتناع عن اكل اللحوم في بعض الشعوب او فقدان للشهية لاسباب مختلفة مثل الاكثار من الحلوى لدى الاطفال، وجود الحساسية التي قد تظهر عند بعض الاشخاص او بحالة التمشي بنظام غذائي قاس (حماية غذائية),اما اذا كان السبب هو اضطراب امتصاص المغذيات مثل قسم من الامراض في الامعاء الدقيقة والكبد والقناة الصفراوية او وجود الاسهال المزمن او لزيادة افرازات الغدة الدرقية بالاضافة الى ما يسمى بالانيميا الخبيثة التي تحدث نتيجة عجز في امتصاص فيتامين (ب12) نتيجة نقص العامل اللازم لامتصاصه من المعدة.
هناك ايضا قسم من الفيتامينات الذائبة في الدهون تحتاج الى تناول وامتصاص الدهون الغذائية الطبيعية.
في بعض الحالات يكون السبب هو ازدياد حاجة الجسم للمغذيات فمثلا تحتاج للمغذيات خلال مرحلة النمو عند الاطفال والمراهقين او عند التعرض لعمل جسماني شاق ولمدة طويلة او عند المدخنين وفي كثير من الحالات خلال فترة الحمل او الارضاع تحتاج الام لزيادة مخزونها من المغذيات.
في كثير من الحالات المرضية يحتاج الجسم الى زيادة في التمثيل الغذائي وزيادة في الطلب على المواد الغذائية فمثلا زيادة افراز هرمون الغدة الدرقية والحمى لاي سبب حيث يصاحبها زيادة طلب الجسم للفيتامينات والمواد الغذائية الاخرى في حالات فقد الوزن او في حالات الضغوط النفسية او عند القلق الشديد.
ان المغذيات غذاء عندما يتم الحصول عليها من مصادرها الطبيعية وتوافر المادة في الغذاء الكامل ولكنها تصبح دواء عندما يتم اخذها بصورة نقية خصوصا عندما تعلم ان كميات قليلة جدا تكفي لسد حاجة الجسم من هذه المركبات في الاحوال العادية.
هناك تضارب يحصل بين الاغذية والمغذيات فمثلا اذا كان الغذاء غنياً بالمواد الكربوهيدراتية كالنشويات او السكريات فان الحاجة لفيتامين (ب أ) تزيد على الحاجة بالمعدل الطبيعي وتزيد الى فيتامين )E( في حالة زيادة تناول الاغذية الغنية بالدهنيات غير المشبعة ولمدة طويلة.
لاشك ان هناك دراسات جديدة على تاثير فيتامين )C( وفيتامين )E( وفيتامين )A( وعلى السلينوم والزنك وقد اثبت كثير منها ان اخذ هذه المغذيات في شكل دوائي قد تؤدي الى تأخر الشيخوخة وحماية الشخص من امراض القلب والسرطان والتهابات المفاصل وفقدان الذاكرة (مرض الزهيمر).
وفي غياب التوعية الصحية الكافية في النظم الغذائية ذات المردود الايجابي على صحة الفرد تصبح هذه المركبات الكيماوية سموماً مضرة للانسان اكثر مما هي مفيدة له.
لذلك يفضل ان يسأل الانسان عن فوائدها ومضارها قبل الاستعمال فمثلا زيادة استعمال فيتامين )C( اوملح الكالسيوم قد يؤدي عند بعض الاشخاص إلى زيادة نسبة حدودث الحصيات في الكلى او المثانة كما ان زيادة استعمال فيتامين )A( يؤدي الى التسمم وقد تتراكم في الجسم وقد تؤدي الى فشل في اعضاء الجسم كالكبد والكلى.
المواد المستخلصة ليست بديلا
لكن هل تعوض هذه المغذيات المصنعة عن تناول الطعام المتنوع الحاوي على اكثر الفيتامينات والاملاح لعامة الناس طبعا لا لما في عملية تناول الطعام من توفير حاجة فطرية غريزية عند الانسان وهي حب الاستمتاع بالطعام ولكن يجب ان ننبه لحقيقة مهمة مفادها ان الغذاء الذي يصلنا يجب ان يكون في احسن حال وألا يكون قد استعملت المواد الكيماوية كمبيدات الحشرات والمواد الكيمياوية والتي تستعمل كسماد كيماوي للمحافظة عليه لأن تلك المواد تنقص الطعام من قيمته الغذائية بشكل كبير كما ان عملية القطف والحفظ والتغليف قد تفقد الطعام جزءاً كبيراً من عناصره الاساسية فمثلا فيتامين )C( الذي يعتبر من الفيتامينات المهمة للانسان والذي يعزز من دفاعات الجسم ومقاومته للامراض يعتبر من الفيتامينات الحساسة للحرارة والضوء حيث يكون سريع التلف وفقدان صفاته بسرعة كبيرة اذا تعرض للضوء والحرارة حيث تحصل له الاكسدة بصورة سريعة ويصبح في فترة قصيرة قليل الفعالية لذلك الحصول على الفيتامين )C( مثلا على شكل حبوب مصنعة ومعلبة في علب تحافظ عليه اكثر فائدة من الفواكه والخضرة التي تترك في الشمس وتحتاج الى ايام طويلة الى ان تصل الى يد المستهلك.
اما عن تفاعل المغذيات مع بعض الادوية المستعملة في الحياة اليومية فانها عملية في غاية التعقيد وتكون دائما محكومة بالعادات الغذائية وطريقة تحضير الطعام واوقات الاكل.
هناك الكثير من التفاعلات النافعة للمغذيات مع الدواء فمثلا ان كثيار منها تزيد من امتصاص العناصر الغذائية لذلك ترى ان وجود فيتامين )C( في الغذاء يزيد امتصاص الحديد المأخوذ على شكل دواء.
وكذلك هناك التفاعلات غير النافعة فمثلا وجود حامض التانيك في القهوة والشاي يمنع امتصاص الحديد ويسبب فقر الدم لذلك لا ينصح بشرب الشاي والقهوة بعد الطعام مباشرة.
ومثلا دواء الكوليسترامين (الذي يستعمل لعلاج الكوليسترول وزيادة الدهون في الدم يقلل من امتصاص حامض الفوليك ودواء سيماتدين (علاج قرحة المعدة والاثني عشر) يقلل من امتصاص فيتامين 12 B.
كما ان هناك ادوية تزيد الشهية مثال الادوية المضادة للاكتئاب او ادوية تقلل الشهية للأكل مثل الامفيتامينات (ادوية لزيادة النشاط وزيادة الانتباه الذهني).
|
|
|