وصلني برنامج صغير فقمت باعداده في جهازي فادا هو يصور رجلاً يعمل على جهاز الحاسب حتى تكمل الساعة تمام الثانية عشرة من ليلة الاول من يناير عام الفين, عندها ظهرت خنفساء كبيرة من شاشة الحاسب لتلتهم ذلك الرجل وتعود الى داخل الشاشة وتظهر عبارة: احذر من مشكلة عام الفين.
وقد قدمت احدى قنوات التلفزة الامريكية المتخصصة في شؤون الحاسب الآلي تقريراً طريفاً عن عائلة اخذ رعب الالفية منها كل مأخذ واتخذت احتياطات موغلة في الحيطة والحذر خوفاً من تبعات مشكلة عام الفين, ورغم ان هذه المشكلة قد كثر الحديث عنها واتخذت غالبية الدول الاحتياطات اللازمة لتفادي آثارها الا ان ما فعله هذا المواطن الأمريكي قد فاق الوصف وبلغ الذروة في التشاؤم.
ظهر هذا المواطن الامريكي في المقابلة التلفزيونية مضطرب القسمات وكأن امراً او نازلة على وشك ان تحل به, ولأن البرنامج كان مخصصا للحديث عن الالفية فقد كنا على علم بما يقلقه لكننا لم نظن ان الأمر قد يصل بالبعض الى هذا الحد فقد اخذ هذا المواطن طاقم البرنامج في جولة في منزله واذا به قد كدس الاغذية المعلبة والمياه والخيام والملابس وتجهيزات الرحلات الخلوية فسأله المذيع عن امتعته تلك فأفاد بان مشكلة الألفية قد تؤثر على البورصات واسواق الاسهم فيؤدي ذلك الى فوضى في الاسواق التجارية وترتفع بسبب ذلك الاسعار الى ما يفوق الخيال فكان ان اتى بهذه الفكرة واضاف بأن اغلب الخضار والفواكه التي بالسوق تأتي من مزارع امريكية تدار آلياً وان المشكلة ربما توقف الانتاج او تفسد المحصول لتقع نتيجة لذلك كارثة لا يريد ان يكون فيمن يتأثر بها وهو لذلك يتجهز بكل تلك المواد بعدها اخذ الطاقم الى غرفة الأسلحة فاذا به قد جهز بنادق صيد ضخمة وذخيرة فسأله عن ذلك فقال: ان الناس قد يحتاجون منزله عندما تخلو الاسواق مؤكدا انه لا فائدة من تخزين هذه الاغذية اذا لم توفر لها الحماية واشار الى ان جيرانه يضحكون مما يفعل الآن ولا يقدرون تنبؤاته المستقبلية لكنهم سيأتونه يوما يستجدونه الحصول على علبة من الفاصوليا او الذرة واشار المذيع الى ركن المنزل حيث كانت هناك مجموعة من الفوانيس فابان صاحب المنزل الى انه يجمع كل ما لا علاقة به بالكهرباء لانها لن تعمل في الاول من يناير.
وفي صفحة من صفحات الانترنت قدم ظريف خفيف الظل (وربما اليد ايضاً) نصائح لاستغلال الالفية بدلا من نصح زواره بتفادي اثارها فاشار الى سحب الأموال في الفترة الحرجة والقيام بذلك قبيل منتصف تلك الليلة املا في وقوع مشكلة لدى تلك البنوك تضيع بسببها سجلات السحوبات في الحاسب الآلي.
وفي الولايات المتحدة اعلن مسؤول في الحكومة ان ثلاث وزارات من ضمنها وزارة الصحة قد فشلت في تحديث أنظمتها لتفادي مشكلة عام الفين قبل الموعد المحدد بينما نجحت بقية الوزارات في ذلك.
بقي ان اطمئن القارىء الى ان المملكة بحمد الله كانت من اوائل الدول التي تنبهت للقضية وخطت خطوات عظيمة في القضاء على هذه المشكلة حيث تطالعنا الاخبار التقنية بانتهاء كثير من القطاعات من مشروع تحديث الأنظمة لتفادي مشكلة الالفية.
وللمراسلة الكتابة على العنوان التالي:
kalid*khalidnet.com
|