** بعد انتهاء مواسم الاختبارات,, تمر كثير من بيوتنا بمعترك قبول الكليات,.
وهو معترك شائك ولا شك,.
فالكلية خطوة أساسية في تشكيل وتحديد ملامح مستقبل الفرد,, والاختيار الموفق لها وللتخصص يبعث على الاطمئنان والسير في اتجاه بوابات النجاح.
والاخفاق في الاختبار يعني التخبط والدوران حول خنادق الفشل طويلا إلى أن يجد الطالب مخرجاً وقد لا يجد.
ومساعدة طلاب الثانوية في اختبار التخصصات الملائمة لا يكون هذا وقته وحسب,, بل يفترض أن المرشدين والمرشدات في المدارس وكذلك الأهل قد ساهموا في تقريب البوصلة وتحديد اتجاهها مع الطالب أو الطالبة,.
حتى إذا جاء أمام نماذج القبول يستطيع أن يملأ خاناتها بالتخصصات التي تناسبه فعلاً والتي يمكن أن يعطي فيها وأن تكون هي وسيلته المناسبة لخدمة ذاته ووطنه.
** والحقيقة أننا خسرنا كثيراً من الطاقات بسبب سوء الاختيار وحدث التسرب من الكليات والاحباط النفسي والتوتر والتخبط من جراء الاختيار غير الموفق, فنفاجأ بأن الطالب في نهاية السنة الأولى أو قبلها يكتشف سوء اختياره وأنه قد سار في درب لا يمكن أن يبلغه مراده، وأن طموحاته وطاقاته وقدراته لا تتناسب أبداً مع وضعه في هذا التخصص.
فينسحب ويفشل وتكون الخسارة مشتركة بين الكلية والطالب نفسه.
ولهذا فإن البيوت الآن تمر بمرحلة دقيقة في مساعدة أبنائها على اختيار بوابتهم الأولى بكل عناية لعلّهم يتقون وإياهم مرارة الفشل والعثرات، وهي مرحلة تستحق أن يتوقف عندها الآباء ويمنحوها كثيرا من اهتمامهم.
فاطمة العتيبي