عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على ما نشر بالجزيرة العدد 9756 يوم الثلاثاء 1/3/1420ه ما كتبه الدكتور الفاضل عبدالله ناصر الفوزان عن شعوره بالخجل الشديد كلما شاهد اعلان نتائج الثانوية العامة في بلادنا,, بنين وبنات وكيف ان العشرة الأوائل في هذه النتائج عادة ما يكونون من جنسيات غير سعودية.
وذكر الدكتور عبدالله ان شعوره مزمن فيما يخص هذه الظاهرة والتي اعتبرها ايضا وثيقة إدانة علنية لمجتمعنا السعودي ينبغي أن تكون مثار اهتمام وزارة التخطيط والمعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات والأجهزة الاقتصادية وأولياء الأمور .
ونحن نشاطر الدكتور عبدالله فيما ذهب ونشاركه في غيرته وحسه الوطني واهتمامه فيما يجعلنا جميعا نهتم بمصلحتنا العامة ومصلحة فلذات أكبادنا.
ومن منطلق كوني أحد العاملين في ساحة التربية والتعليم بحكم موقعي القريب وخبرتي الطويلة في هذا المجال,, أود ان نطرح بعض الأمور والتي لم يذكرها الدكتور في مقاله,, وأقصد بذلك الأسباب التي جعلت طلابنا وطالباتنا ممن لم يحالفهم الحظ للحصول على مراكز متقدمة تجعلهم من العشرة الأوائل.
ونحن هنا لا نعمم، فهناك طلبة وطالبات سعوديون حصلوا على نسب ممتازة أوصلت بعضهم الى الحصول على درجة كاملة 100% في جميع المواد سواء هذا العام أو بعض الأعوام المنصرمة.
ولكن ما يحدث خاصة في قسم العلوم الطبيعية القسم العلمي أن تكون نسبة غير السعوديين هي الأوفر حظا والأعلى نسبة وأسباب ذلك من وجهة نظري تعود لما يلي:
أولا: الطالب أو الطالبة غير السعودي الجنسية يعلم جيدا بأنه إذا لم يحصل على نسبة عالية قد تكون 98% أو 99% فإنه لن يقبل في الجامعة في بلاده، فالذي أعرفه ان الجامعات غير السعودية عندما يتقدم لها الطالب المتخرج من الثانويات السعودية تشترط عليه هذه النسبة وكذلك اختبار في بعض المواد العلمية التي درسها في الثانوية العامة.
ثانيا: مغريات الحياة والتي يحصل عليها الطالب السعودي في الثانوية قد لا تتوفر للطالب غير السعودي وأقصد بذلك وجود سيارة خاصة وتوفر المال والخروج من المنزل متى ما شاء والسهر مع الزملاء حتى ساعة متأخرة من الليل وكذلك الاعتماد على المدرسين الخصوصيين وغياب الأب عن البيت كثيرا، كل هذه العوامل مجتمعة تجعل من الطالب السعودي طالبا غير مبالٍ بما ينتج عنه تحصيله العلمي وبالتالي حصوله على أعلى الدرجات المهم ان ينجح وبس .
ثالثا: هناك نقطة مهمة اعتبرها سببا مباشرا في تدني مستوى طلابنا وهي البث التلفزيوني المباشر- الفضائيات والتي أسهمت بدور كبير لا يمكن اغفاله أو تناسيه فيما يخص تحصيل هؤلاء الطلبة وسهرهم حتى ساعة متأخرة من الليل على ما يبث من سموم في هذه القنوات الفضائية.
رابعا: ايضا هناك ظاهرة لا يدركها سوى من يعمل في حقل التربية والتعليم وهي لجوء بعض الآباء لتدريس ابنه في الفصل الدراسي الأول في مدارس أهلية، ثم ينقله في الفصل الدراسي الثاني في مدارس حكومية مما يجعل الطالب يحصل على درجات عالية في النصف الأول وقد لا يستطيع الحصول على نفس الدرجات في الفصل الثاني,, لسبب وآخر يعلمه العاملون على هذه الساحة مما يوقع الطالب في مشكلة تجعل نسبته العامة متدنية عند تخرجه من الثانوية.
خامسا: غياب العلاقة بين المدرسة وولي أمر الطالب فكما هو معروف ان حياة الطالب في المدرسة امتداد لحياته في المنزل,, وما يحدث ان معظم أولياء أمور الطلاب لا يعرف من مدرسة ابنه سوى اسمها فقط وقد يحدث ان يدخل هذه المدرسة ويتخرج منها الطالب وولي أمره لم يدخلها أو حتى يسأل عن ابنه ومستواه وسلوكه,, الخ، وهذا بطبيعة الحال يؤثر سلبا على مستوى الطالب ويجعله غير مبالٍ في ظل غياب الرقيب عنه وعن متابعته مما يجعل مستواه متدنيا ايضا.
سادسا: قد يكون للأعداد الكبيرة داخل الفصل المدرسي دور في ضعف مستوى الطلاب حيث يبلغ في بعض المدارس عدد طلاب الفصل الواحد من 40 الى 50 طالبا وقد يكون لنصيب المعلم 24 حصة اسبوعيا دور أيضا في عدم أداء رسالته على الوجه المطلوب، وقد يكون للمناهج ايضا دور في ذلك,.
كل هذه العوامل مجتمعة بحاجة الى اعادة نظر ولدراسة وافية تشمل جميع جوانب القصور على أن يكون حلها داخل الميدان بطرق تربوية سليمة تضمن لأبنائنا التفوق الدائم والبناء السليم والله أعلم.
علي عبدالرحمن القحطاني
الرياض