تتدفق اعداد الخريجين عاما بعد آخر من الجامعات والكليات ونتيجة لذلك قلت الفرص الوظيفية خصوصا التعليمية منها بل نجد انها انحصرت على أصحاب المعدلات العليا وهم القلة، اما الأكثرية فأغلبهم ينتظر على أمل لعل وعسى ومنهم من بحث عن أية فرصة وظيفية حتى ولو كانت أقل من المستوى المأمول اما بنظام الساعات او بالتعاقد الشخصي لدى ادارات التعليم او المدارس الأهلية، بل انك تجد منهم من قبل بالتدريس بنظام التعاقد وفي المناطق النائية وفي قرى لا تكتمل فيها مقومات الحياة الكاملة كالكهرباء مثلا ومن الأمثلة الحية على ذلك تعاقد بعض الخريجين لدى ادارة التعليم بمحافظة المجمعة للتدريس في قرية مشذوبة التي تبعد عن محافظة المجمعة قرابة 150 كيلا 60 كيلا منها طريق صحراوي ضاربين بذلك أروع الأمثلة في التضحية في أداء الرسالة التعليمية، وانني حينما أحيي همة هؤلاء آمل نظرة انصاف من ديوان الخدمة المدنية ووزارة المعارف لهم باحتساب ذلك في نقاط المفاضلة عند طرح الوظائف الرسمية فمثلا من سبق له التدريس في مدرسة أهلية يقدم على الخريج الجديد حتى ولو كان معدله مثلا جيدا جدا، ومن سبق له التدريس في منطقة نائية يقدم على الخريج الجديد الذي معدله ممتاز وكلما زادت مدة تدريسه زادت نقاط مفاضلته وبالتالي نكون قد حققنا من ذلك عدة أهداف تتمثل بالآتي:
1 اتجاه الخريجين الى المدارس الأهلية وبالتالي سعودة وظائفها التي قلما تجد فيها مدرسا سعوديا والى المناطق النائية ايضا.
2 ان الوزارة تقطف ثمرة ناضجة حيث ان المتقدم اليها يكون قد سبق له ممارسة التدريس ويكون لديه تأهيل وإعداد جيد على العكس من الخريج الجديد الذي ما زال في طور النضج وفرق بين ثمرة ناضجة وثمرة مازالت في طور النضج.