Tuesday 22nd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 8 ربيع الاول


, الا ذاك القطر,, البتول

- آه، كم شكوت
سنيني العجافا
وغربة مزقتني
وصدودُ أفراح كنتُ أراها
في عينيِّ تجولُ
- آه، وماالتأمت جروحي
حتى عادت تلاقيني سراعاً
وأمل شريد إذا لاح سناه
أتاني حبواً
وكم عاد يازهرة خريفي
منكسراً، لم يجد ضفافاً
- وهناكَ، في الموجٍ البعيد أكونُ
والدمعةُ المسفوكةُ
وذكرى موجعة
وحطامُ اشلائي
والقارب المكسورُ، صداه
غير نورس، بات يضللني
إذا أفقدُ ياصغيرتي الشراعا
- ألا حين يعودُ عيدك
تعاودني أمنية
ضجت في جوانحي إليك، خفافا
تكون نشوة في مهجةِ الأوجاعا
- الا حينَ يعودُ عيدكِ
يبلّل يبلّلُ وجهكِ، قلب يعصره الجفافا
الا ذاك قطر لو تعلمين يرويني
الا ذاك القطرُ، البتولُ
- غير أني وفي عيني عمر هجير
وحزن سؤولُ
ما استنكفت, والليالي تذبحني
أن يخالجني بشر، عليك يؤولُ
- فذاك عيدك، أتاني شدواً
يضاحك طيراً، ضاق فضاه اتساعاً
فذاك عيدك، في نزف الحنايا يتيماً
في العروق المصلوبة، في ابتلائي
فأكوني وأنتِ ميناء رجائي
إذا أتيتُ متعباً، قد كبلني الذبولُ
كوني ابتسامة، في فم الليالي
أو علامة، في جبين الجلالي
أو قيامة، في ميلاد احتمالي
كوني أنشودة، أغنيها,, البتولُ
محمد عبدالعزيز الشبانة
المجمعة
* لولا أن اسم صديق الصفحة محمد عبدالعزيز الشبانة يشير إلى أنه من أبناء المملكة لتصورنا أن القصيدة هي شكوى مغترب كان يحلم كثيراً قبل أن يجيء هنا وعندما دانت له أحلامه اكتشف أن في مقابل مغانمه ثمة معاناة لم يحسب لها حسابها,.
ذلك الشوق المؤجج إلى العودة إلى الديار، وتلك الوجوه الحبيبة التي يحول دونها انحسار الموج وانكسار القارب وتمزق الشراع,, كذا تبدأ قصيدة محمد الشبانة بتلك الشكوى ثم لاتلبث تستجير بصورة غالية يحول إليها كل الأمل وكل العزاء أن تكون سلواه وصبره إذا تنكرت له الأيام، وأن تكون بلسمه وشفاه وأن تكون علامة الانتهاء، أو القيامة,, المبشرة بميلادٍ جديد يكون قد ألقى فيه عن كاهله كل أرزائه,, في هذا السياق استخدم الشاعر صورة جميلة,, يضاحك طيراً ضاق فضاه اتساعاً ، صورة يؤجج فيها جمالها ذلك التقابل بين الضيق والاتساع الذي لفرط ما ملأه الصدى غدا ضيقاً,.
لكننا وقد فهمنا من اسم الشاعر انه ليس مغترباً يصبح التساؤل ملحّاً,, أي اضطرابٍ يعانيه ذلك الرجل؟هل هناك علاقة مؤكدة بين تجربة الشاعر الفنية وبين تجربته الحياتية؟
وهل يستطيع الشاعر أن يتبنى تجربة لآخر لم تترك في وجدانه حفراً ولاخطاً ليكتب عنها قصيدة؟ ,, وهل يعني ان يقصر الشاعر ابداعه على تجاربه أن يصبح شاعراً غنائياً ذاتياً وحسب,؟,, تلك كلها قضايا تتصل بالشاعر والقصيدة عموماً أيقظتها اللحظة قصيدة الصديق محمد الشبانة قد يؤدي الاستطراد معها إلى خروج عن هذا النص تحديداً و صاحبه.
وعوداً إلى القصيدة,, فقد يكون من الضروري أن أنبه الصديق إلى توجيه مزيد من الاهتمام والعناية بضبط الإعراب، ففي القصيدة أخطاء واضحة لكنها لا تنال من شاعرية يملكها الصديق حتماً ستطلعنا ربما قريباً على قصائد متميزة رؤية وطرحاً ولغة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
ملحق الخرج
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved